تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


واشنطن بلا أقنعة...!

نافذة على حدث
الاثنين23-3-2020
عبد الحليم سعود

بعد انتشاره في نحو 160 دولة وتصنيفه كوباء عالمي من قبل منظمة الصحة العالمية، يمكن القول إن فيروس كورونا المستجد (COVID-19) بات خطراً يهدد البشرية جمعاء، إذ لا يميز بين دول الشمال الغنية أو الجنوب الفقيرة،

وبعيداً عن الجهة المتسببة بانتشاره واستثمارها فيه لأغراض سياسية أو اقتصادية، فقد بات من الضروري جداً أن يتحرك العالم مجتمعاً لمواجهة هذا الخطر الداهم، لأن أي تهاون في المواجهة أو أي محاولة لتسييس هذه المسألة ستترك آثاراً كارثية على مستقبل البشرية وأجيالها القادمة.‏‏

في القراءة الأولية لردود الأفعال المرصودة مؤخراً تبدو إدارة ترامب غير معنية بمواجهة الوباء بصورة جماعية مع باقي دول العالم، بل إن جلّ ما ذهب إليه ترامب في مؤتمراته الصحفية الاستفزازية هو التركيز على تسمية الفايروس بـ «الصيني»، وكأن الوباء يمكن أن يكون مختصاً بعرق أو ديانة أو قومية، ما قدّم صورة حقيقية عن العقلية العنصرية الأميركية، وهي صورة مناقضة للصورة التي ظهرت عليها الصين، إذ لم تكد تتعافى من محنتها حتى سارعت لمساعدة دول الغرب بكل ما توصلت إليه من خبرات ميدانية، وآخر الأخبار القادمة منها إرسال قطار محمل بـ110 آلاف كمامة طبية، ومئات البدلات الواقية، والمستلزمات الطبية الأخرى، لمكافحة انتشار الفيروس في إسبانيا، وقد سبق لها أن سلكت نفس الطريق مع إيطاليا المنكوبة.‏‏

أما واشنطن التي تتبجح بالإنسانية ليل نهار فقد سقطت كل أقنعة الإنسانية المزيفة عن وجهها في السنوات الماضية، وظهرت حقيقتها البشعة بكل وضوح لدى تعاطيها مع ما يجري في سورية وليبيا واليمن والعراق وفلسطين وإيران..إلخ، حيث شكّل دعم الإرهاب وتقديم السلاح للإرهابيين جوهر سياستها المعلنة، غير آبهة بالكوارث التي تسببت بها، مضيفة إلى ذلك كل من العدوان العسكري والحصار الاقتصادي والابتزاز والاستثمار في معاناة شعوبها.‏‏

اليوم بات العالم بأجمعه أمام حقيقة واحدة لا لبس فيها، وهي أن واشنطن ــ ومن يتحالف معها ــ هي الفيروس الحقيقي الذي يهدد البشرية، وقد تثبت الأيام أنها سبب هذا الوباء وغيره من الأوبئة السابقة، الأمر الذي يستلزم وضع حد لطغيانها في مقابل ترك المجال أمام قوى الخير كي تقود العالم نحو برّ الأمان والاستقرار.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية