تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة.. في ضوء اغتيال القذافي

آراء
الخميس 27 -10-2011
سليم عبود

-1- أحاول دائماً أن أفهم العلاقة بين ديمقراطية ما يسمى بالربيع العربي وهذا الدم الغزير الذي يجري في الشوارع العربية، وأن أفهم العلاقة بين خطاب هؤلاء الذين يحملون السواطير والبنادق‏

وبين خطاب أميركا وإسرائيل حول الديمقراطية، أهناك أسباب لهذا التلاقي غير تفكيك العالم العربي وإدخاله في مستنقع الموت، لتلعب إسرائيل النرد على مساحات موتنا؟!.‏‏

قبل مقتل القذافي بيوم واحد، فقط بيوم واحد، جاءت الوزيرة كلينتون إلى طرابلس في زيارة مفاجئة وتمنت رؤية القذافي مقتولاً..‏‏

وما إن غادرت ليبيا حتى أعلن رسمياً عن مقتله..‏‏

هل استجاب الله لأمنيتها أم إنها كانت تعلم أنه بات في قبضة الناتو؟!‏‏

في الحقيقة المثبتة أن أمنيتها كانت بمثابة الأمر للناتو بقتله أو بالأحرى ممارسة ديمقراطية الدم الأميركية الإسرائيلية عليه برصاصة واحدة تخترق رأسه، وفي التسريبات الإخبارية أن كلينتون زارته في معتقله قبل الإعلان عن إلقاء القبض عليه رسمياً وكان الرجل بصحة جيدة ولم يكن مصاباً، ويقال إنها صفعته، وأمسكت بأصابعها تلك الرصاصة التي اخترقت رأسه فيما بعد وقالت له:‏‏

(هذه هي الوسيلة لبناء ديمقراطية أميركية).‏‏

-2-‏‏

أحزنا على القذافي أم لم نحزن، أكنا مع سياساته أم رفضناها وأنا شخصياً لدي ملاحظات كثيرة على سياساته العربية والدولية وكنت مستغرباً ارتماءه الأخير في أحضان أميركا والغرب، وتنظيره السياسي بالتحول نحو الغرب، لكن كيفما كان موقفنا من القذافي كان مشهد القتل درامياً، ومأساوياً، ويقدم صورة واضحة عن ديمقراطية الموت في الربيع العربي الذي تحرك أشرعته الرياح الأميركية الإسرائيلية.‏‏

-3-‏‏

في عالمنا العربي والإسلامي..‏‏

وبغض النظر عن كون الحاكم ديمقراطياً أم غير ديمقراطي، الحاكم مهدد بالقتل إن لم ينتظم في المشروع الأميركي الصهيوني.. والانتظام يعني التخلي عن الثوابت الوطنية والقومية للأمة، فكلما تمسك الحاكم بالثوابت كان عرضة للعدوان والتشويه والتآمر، أليست سورية اليوم تدفع ضريبة التمسك بالثوابت؟!‏‏

سؤال: أين الديمقراطية في كل البلدان التي تناصرها أميركا؟!‏‏

أين الديمقراطية في دول كل قيادتها من أسرة واحدة وكل ثرواتها بيد رجال ينتمون لأسرة محددة؟!.‏‏

بمختصر القول: العرب والمسلمون على دريئة القتل الأميركية الإسرائيلية، كل نظرياتنا وأفكارنا القومية والعربية والإصلاحية والديمقراطية، كل كلماتنا وأشعارنا وأغنياتنا وأحلامنا وسلامنا مهدد إن لم تكن على مقاسات الرغبات الأميركية الصهيونية ولا تظنوا غير ذلك.‏‏

-4-‏‏

قال لي أحد القادمين من ليبيا:‏‏

«ليبيا اليوم ساحة دم ودمار وموت ورعب وميلشيات مجنونة، رجال غرباء في كل مكان، رأيت بأم عيني رجالاً على رؤوسهم القلنسوة الصهيونية، ليبيا اليوم تزدحم بالقلنسوات الصهيونية.‏‏

لقد رأيت الطائرات الإسرائيلية والقطرية في سرب واحد وهي تقصف المدن الليبية، عدد القنابل التي سقطت على المدن الليبية أكثر من عدد سكان ليبيا، ليبيا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل مئة عام، ستظل الضباع تنهشها وتأكل جسدها كما تأكل الديدان الجسد الميت.‏‏

-5-‏‏

لنفتح عقولنا على أسئلة صادقة وجريئة..‏‏

من هي المعارضة العربية اليوم؟!‏‏

أهي تلك التي تعيش في فنادق خمس نجوم وتنتقل على طائرات خمس نجوم. وتطل علينا عبر فضائيات خمس نجوم وهي تطلق تصريحاتها العدوانية؟!..‏‏

المعارضات العربية خارج بلدانها، معارضات منضوية تحت مظلة الصهيونية وبالتحديد أكثر وأكثر معارضات تنتظم في قطيع الماسونية، هذا كلام مؤكد ومثبت ومهامها معروفة هي تفكيك العرب والمسلمين.‏‏

كيف نفسر دعوات القتل وفتاوى الدعوة للقتل؟!‏‏

كيف نقرأ خطاب فضائيات يرعد بالفتن من بلدان تملؤها القواعد الأميركية والشركات الأميركية والمكاتب المتعددة الأنواع والأغراض التابعة لإسرائيل؟!‏‏

أنصدق أن الأميركيين والاسرائيليين مع الشعوب العربية الطامحة للإصلاح؟!‏‏

أنصدق أن أميركا والغرب واسرائيل يدعمون تفتح ربيع عربي؟!‏‏

في ضوء حياتنا المرضوضة لابد من القول:‏‏

افتحوا عقولكم يا عرب.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية