|
|
مرايا اجتماعية
وليس لما يملك وما الذي يستطيع تقديمه لفتاة وجدت في حبه لها المصباح السحري الذي يحقق لها ما تطمح له. يقول نائل: الحمدلله إنني أنعم بعمل محترم جنيت من ورائه إضافة لما أعطاني إياه والدي وحاولت من خلال ذلك تقديم كل قدراتي المعنوية والمادية لتحقيق ماتطلبه خطيبتي دينا واستطعت أن أؤمن المسكن اللائق بكل تجهيزاته الحديثة وامتلكت سيارة إضافة لمنزل ريفي إلا أن خطيبتي بقيت ممتعضة لا يعجبها شيء. ومع أنها تعيش في مستوى اجتماعي أدنى بكثير مما قدمته لها ورغم غلاء الذهب كانت تصر على أن تكون هديتها بمناسبة ومن دون مناسبة ذهباً إلى أن جاء اليوم الذي أنهكت فيه قواي المادية والنفسية وطلبت منها بعد سلسلة من التأجيلات تحديد موعد للزواج ليكون جوابها نعم لكن دون وجود أحد من أهلك ورغم أنني وحيد لوالدي وافقت على كلامها مقابل أن ينطبق الشرط على أهلها وهنا انكشفت الأوراق المكشوفة أصلاً بالنسبة لي . لم تكن ردة فعلها الرافضة بالمطلق للأمر مفاجئة بالنسبة لي بل كانت صحوة وقراراً قاسياً على من يحب، فعدت أدراجي إلى فتاة طالما أحبتني ولم تكن تعلم ما أملك، تزوجتها بعد التفكير والمقارنة بينها وبين جشع خطيبتي السابقة وتحكيم عقلي بعيداً عن قلبي فكان قرار الزواج من دون فترة خطبة رسمية بعد أن كان هذا اليوم بالنسبة لي مستحيلاً وصعب المنال بسبب ما تركته خطيبتي السابقة في نفسي بأن الزواج لايحق للجميع. انقلب السحر على الساحر وبعد أن كانت الصدمات من نصيب نائل أصبحت صدمة كبيرة في وجه دينا البالغة من العمر 36 التي لم تتوقع أن يأتي يوم يتزوج نائل بغيرها، لتبدأ باتصالاتها مع أهله لإقناعه بترك زوجته والرجوع إليها، فهي أخيراً بعد 6سنوات من التأجيل والمماطلة اكتشفت أنها تحبه وهو يحبها . لم تفلح محاولات دينا بإشعال الفتنة والغيرة في قلب زوجة نائل من خلال استمرارها بالاتصال به وبأهله وما حصل أنها سقطت من عين وحياة نائل دون رجعة وكل ما يأمله نائل أن تتعظ دينا وأمثالها من الفتيات المتطلبات وتعي أن من يحب لن يتوانى على تقديم كل ما لديه وعلى الطرف الآخر أن يعيش معه على الحلوة والمرة . |
|
