تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تفعيل مشروع التأهيل المجتمعي

مجتمع
الخميس 27 -10-2011
يحيى موسى الشهابي

أقامت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ورشة عمل بعنوان «تفعيل دور مشروع التأهيل المجتمعي CBR» وذلك في ميتم سيد قريش بدمشق شمل عدة محاور،

‏‏

حول هذا الموضوع مع عرض للتجارب المنفذة في مناطق المشروع بإيجابياته وسلبياته إضافة لمحور الإعاقة في الخطة الوطنية للإعاقة والخطة الخمسية والكيفية التي تستخدم لوضع خطط التفعيل ومواضيع أخرى تصب في هذا المجال من قبل جهات عدة منها الهيئة السورية لشؤون الأسرة - اتحاد شبيبة الثورة - اتحاد الرياضات الخاصة - منظمة آمال ، غرفة صناعة دمشق وريفها - هيئة التشغيل وتنمية المشروعات -وزارة الصحة وغيرها- «الثورة» وعلى هامش هذه الورشة أجرت اللقاءات التالية:‏‏‏

دعم فكرة استدامة الخدمات‏‏‏

البداية كانت مع الأستاذ عمر بلان ممثل مساعد لصندوق الأمم المتحدة للسكان الذي أكد أن هذه الورشة تأتي لتأهيل وتفعيل دور المجتمع في موضوع الإعاقة على الصعيد المحلي وخاصة الجمعيات التي لديها الفرصة للوصول إلى هذه الفئة وتحديد احتياجاتها والعمل على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل وبالتالي مناقشة الجهات المسؤولة وسبل الاستجابة لهذه الاحتياجات وتلبيتها.‏‏‏

ويضيف بلان: إن عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان يأتي ضمن برنامج التعاون القطري السابع مع وزارة الشؤون الاجتماعية بغية تأهيل هذه الجمعيات وتدريبها للقيام بتقديم الخدمات المثلى وبشكل تكاملي وتشاركي مع جميع الجهات والسعي بشكل دائم لدعم فكرة استدامة الخدمات التي تقدمها جميع الجمعيات بحيث تعتمد على ذاتها عندما يقل التمويل والدعم المركزي وصولاً لدعم البرامج اللامركزية على النطاق المحلي مضيفاً إن الصندوق يعمل تحت رعايه وزارة العمل في تقديم دورات تدريبية ضمن بروتوكول تدريبي للجمعيات ومساعدتها.‏‏‏

توطين المشروع بكوادر وطنية‏‏‏

بدورها الدكتورة ريمة الحجار مديرة الشؤون الاجتماعية بوزارة العمل أوضحت أن أهمية هذه الورشة تأتي من أهمية المشروع لما يعول عليه من القيام ببعض المشاريع التي تتعلق بالمعوقين ومحاولة إدماجهم في المجتمع وكذلك من خلال التعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في هذا المجال وكذلك من خصوصية قضايا الإعاقة والتركيز عليها في السنوات الأخيرة.‏‏‏

وجديدها كوزارة الآن العمل على توطين هذا المشروع بكوادر وطنية بعد انتهاء عمل منظمة جايكا اليابانية والاعتماد على فرق الارتباط التي تم تشكيلها من قبل الوزارة والتي تمثل مختلف الوزارات ومنظمات المجتمع الأهلي في سورية وهذه الفرق مؤلفة من سبعة أعضاء في كل محافظة تشمل ممثلاً عن وزارة الشؤون والتربية والصحة وممثلين عن الجمعيات الأهلية ومهمتها وضع الخطط والبرامج التي يجب تطبيقها في المحافظات والتواصل مع الجهات التي تمثلها لتسهيل عملها وتنفيذها على أرض الواقع، حيث تم سابقاً التدريب على الخطط في كافة المحافظات السورية من قبل الوزارة وتم اعتماد مجموعة منهم من قبل منظمة جايكا اليابانية حيث تم تدريبهم في تايلاند لمدة شهر العام الماضي .‏‏‏

استراتيجية التأهيل على‏‏‏

ثلاثة محاور‏‏‏

وعن دور وزارة الصحة بهذا الشأن أكد الدكتور أسعد الأسعد أن الوزارة تعمل ضمن استراتيجية التأهيل التي تشمل عدة مراحل، المستوى الأول وهو على مستوى مركز القرار حيث نعمل على إصدار التشريعات اللازمة وتطويرها وإجراء الأبحاث النوعية حول الإعاقة وإعادة التأهيل إضافة لتوفير بعض المراكز عالية التخصص التي تتطلب كوادر وتجهيزات كبيرة مثل زراعة الحلزون والأطراف الصناعية ومقومات ومراكز العمليات الجراحية الكبرى.وأما الثاني فهو المستوى المتوسط الذي يشمل المراكز الصحية والمشافي التي ينصب جهدها على توفير الخدمات النوعية لذوي الاحتياجات الخاصة من حيث الوقاية / كاللقاحات / والرعاية الطبية / علاج وجراحة / وإعادة تأهيل / مراكز تخديم وتأهيل / علاج وظيفي وفيزيائي ونطق / والمساهمة في توفير بعض الوسائل المساعدة مثل السماعات والكراسي المدولبة. أما المستوى الثالث فهو مستوى المجتمع المحلي ونبنيه لما ينعكس إيجاباً على تعزيز الصحة العامة وبالتالي تقليل العجز إضافة لتوفير التدريب اللازم للمتطوعين .. على المجتمع المحلي تقديم الخدمات البسيطة ضمن المجتمع ذاته، وحث وتشجيع المجتمع المحلي على تغيير مواقفه وتبني مواقف جديدة تجاه الإعاقة وتبني عادات وتقاليد تقلل من أسباب الإعاقة مثل زواج الأقارب في حال وجود إعاقة بينهم.‏‏‏

العمل الحالي موضة‏‏‏

المهندس رامز الجندي معوق جسدياً أكد أن المرحلة هي مرحلة الانتقال من تسليط الضوء على قضايا المعوقين مدة عشرين سنة إلى المرحلة الحالية التي هي عبارة عن فترة إعادة تقييم لوضعهم بعد عقود طويلة من الإهمال وإن المحاولات الجديدة التي دفعت بالكثير من العاملين في هذا المجال ليست أكثر من موضة وإن المشكلة هي عدم وجود سياسة واضحة من قبل الجهات الرسمية أو من قبل المجتمع الأهلي بيد أن الجهود كبيرة وحيدة لكنها متفرقة وكما يقولون «نخترع الدولاب أكثر من مرة» ما يؤدي لتبعثر الجهود وهذا ما يفسر عدم الوصول لنتائج مرضية رغم مرور عدة سنوات على تأسيس المجلس المركزي لشؤون المعوقين لذلك نأمل ضم الجهود وإعادة التوازن لهذه القضية.‏‏‏

محمد حشمة منسق محلي للمشروع يرى أن المعوقات كثيرة وسبب ذلك فقر البيئة المحلية التي تحتاج للتهيئة الاجتماعية بأمور ومشاريع تعمل على زيادة الدخل والانتقال من مفهوم السعي للقمة العيش إلى السعي لأشياء أخرى مثل إعادة التأهيل والتعليم، إضافة إلى تبعثر الجهود والاعتماد على عمل وزارة واحدة هي الشؤون ومنظمة جايكا وحدهما وعندما انتهى عقد جايكا حصل الاضطراب وسبب ذلك فراغاً فلا ميزانية للمشروع ولا يوجد تنسيق وتشبيك بين الوزارات لضمان عمل المشاريع في بيئة المشروع وخدمة الفئة المستهدفة لذلك نأمل العمل على :‏‏‏

تفعيل اللجنة الوطنية للتأهيل المجتمعي، وتفعيل دور المجلس المركزي والفرعي والتشاور فيما بينهم بعيداً عن التفرد ومراعاة المعوقين عند وضع الخطة وإشراكهم والعمل على إنشاء مراكز الخدمات في المناطق التي يوجدون بها.‏‏‏

المشروع لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع‏‏‏

رنيم سلوم من جمعية بشائر النور باللاذقية وإحدى المتدربات في تايلاند مع جايكا قالت: أنا عضو في فريق الاربتاط CBR مع جايكا، تدربنا في تايلاند لأنها مشابهة لسورية على مشروع لم نستطع تطبيقه على أرض الواقع وذلك بسبب بعد مركز التدريب عن المدينة والمعوقين ما اضطرنا لاستعادة مكان بديل وتخفيض قيمة الرسوم التي يشترك فيها الشخص المراد تأهيله إضافة إلى ما نعانيه من ضعف في الدعم المادي، أما المشروع فهو عبارة عن استخدام المخلفات الطبيعية مثل مشغولة من خشب جوز الهند، صباغة الأقمشة والألبسة ، صنع الألعاب والاكسسوارات والهدف من ذلك تعليم المعوق على مهنة يرغبها وتناسب إعاقته ونعرض منتجاته في سوق لتصريفها.‏‏‏

تجارب عمل ناجحة‏‏‏

الآنسة زكية الأجرد مسؤولة وحدة شؤون العمل في غرفة صناعة دمشق أكدت أن الغرفة تعمل على تشجيع تشغيلهم وقد قامت شركتا رامكو والشامي بتجربتين ناجحتين بعدما اتفقتا على تشغيل المعوقين مع جمعية دوما التي عملت على تأهيلهم بعمل يتناسب مع إعاقتهم في ورشات خاصة بالجمعية ثم سلمتهم للشركتين ليعملوا في عمل يناسبهم وذلك تطبيقاً لقانون العمل رقم 17 لعام 2010 وهذا الأمر عمل على دمجهم في المجتمع وبنفس الوقت جعلهم منتجين لا عالة على المجتمع.‏‏‏

السيد أيوب دياب مدير برنامج الإعاقة في وكالة الأونروا أكد أن من واجب المجتمع أن يحدد احتياجاته التدريبية وليس القائمون على البرنامج لأن الأهمية تأتي عند وضع الخطة التدريبية من قبل الفئة المستهدفة ومشاركتها كما أوضح أن CBR هو من يحدد الأولويات وبالتالي نجاح التدريب وشدد على مشاركة المعوقين في رسم الاحتياجات لأنهم أصحاب هذا الاحتياج والأقدر على استمرار هذا البرنامج حيث نرى كما قال تسرب للمتطوعين في البرنامج عند الحصول على فرصة للعمل والتدريب لذلك لا بد من قيادتها من قبل المعوقين أنفسهم كما لا بد من الاستثمار الأمثل للقدرات البشرية والمادية للمجتمع المحلي والاستفادة من قواعد البيانات في المجتمع التي عليها تبني المشاريع المستقبلية وتحسين اتجاهات المجتمع المحلي بنقاط القوة والقدرات لديه وليس بنقاط الضعف وكذلك تمكين الأسرة والحد من الإعاقة على مستوى الوقاية والكشف المبكر والتأهيل.‏‏‏

أهمية إقراض المعوقين‏‏‏

وأخيراً يرى الأستاذ قاسم صوان مدير برنامج توليد الدخل في الأونروا أهمية الإقراض للمعوق لإيجاد فرص عمل وتقديم التسهيلات اللازمة له للحصول على هذا القرض ما يعطيهم ضمانة على الوضع الاقتصادي المهم بالنسبة لهم وحقهم في الحصول على كل أنواع القروض مثل الصحية والتعليمية والسكنية مع إرشادهم وتدريبهم بكيفية استثمار هذا القرض وإعطائه فكرة عن المشروع المراد إنشاؤه ودراسة جدواه الاقتصادية وعملية متابعته ومتابعة حساباته والعمل على مساعدته في عملية التسويق والتصريف وكل ذلك يؤدي لتحسين وضعه الاقتصادي الذي ينعكس على حياته وحياة مجتمعه ومحيطه ويجعله فعالاً لإعالة أسرته والأهم من ذلك هو دمجهم في المجتمع.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية