تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الشاعر ابراهيم عباس ياسين ..من رحم حزنه يشكل صورته الشعرية.. والمرأة مدخله إلى عالم الإبداع

ثقافة
الخميس 27 -10-2011
لقاء: فاتن دعبول

في مدينة بصرى الشام ولد الشاعر ابراهيم عباس ياسين. عام 1954 يحمل إجازة في اللغة العربية وآدابها، ودبلوماً في التربية وهو عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب،

وعضو هيئة تحرير في مجلة الموقف الأدبي، واختير ليكون عضو شرف في اتحاد الكتاب الجزائريين.‏

صدرت له منذ الثمانينات العديد من المجموعات الشعرية من عناوينها «منازل القمر، أبجدية القلب، بيضاء من غير سوء، شر من رأى».‏

فاز بأكثر من جائزة للإبداع الشعري في سورية والوطن العربي وكرمته جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب في العام 2007 تقديراً لنتاجه الأدبي والإبداعي.‏

مع الشاعر ابراهيم ياسين كان اللقاء:‏

- الغزل فن رفيع وحزن شفيف في كل إبداعك الشعري، فكيف تجمع بين روعة الصورة الشعرية والحزن.‏

-- يحتل الغزل مكانة متقدمة، ليس في الشعر العربي فحسب وإنما في معظم النتاجات الإنسانية بوجه عام ونتذكر هنا مقولة الشاعر «ل. أرغون» مجنون إلزا «لم تعلمني هذه الدنيا إلا شيئاً واحداً، الحب، وكل ما أرجوه أن تعرفوا كيف تحبون».‏

ولا أريد أن أذهب بعيداً في الحديث حول هذه المسألة ولست كشاعر بمنأى عن هذا الغرض الرئيس في الشعر وفي الآداب والفنون عموماً، وكنت تحدثت في أكثر من مناسبة وفي أكثر من مكان، بأن المرأة ليست موضوعة هامشية لا في الحياة ولا في الشعر، وإنها كانت وما زالت تشكل المدخل الأكثر رحابة إلى عالم الإبداع الشعري.‏

قد يطغى الحزن على كثير من القصائد الغزلية، لكنه حزن شفيف ولصيق بالروح والقلب، ومن رحم الحزن تتشكل الصورة الشعرية الحية والموحية، والتي من شأنهاأن ترتقي بالقصيدة إلى مرتبة الشعر كفن إبداعي حقيقة لا قوة.‏

- أخذ الهم الوطني والإنساني حيزاً في إبداعك، هل أنت مع الذين يرون أن الشعر لم يعد مشغولاً بالهم الوطني والإنساني.‏

-- لا يمكن للشعر ولا الشاعر أن يحيا بعيداً عن الهم الوطني والإنساني بحال من الأحوال، وقد انتهى زمن الأبراج العاجية وانتحرت أساطير كثيرة حول دور الشعر ووظيفته ولا أعلم كيف يمكن للشاعر أن يحيا بمعزل عما يدور حوله من قضايا وطنية وإنسانية وكأن مملكته ليست من هذا العالم ويبدو لي كشاعر أنني لو أدخلت الفردوس لأطلقت صرخة ناظم حكمت «آه يا وطني».‏

- كيف يبدو لك المشهد الشعري في سورية، ومن تتابع من الشعراء العرب والسوريين؟‏

-- قد يصعب الحديث عن المشهد الشعري السوري بمثل هذه العجالة، وفي مثل هذا الحيز الذي قد لا يتسع للدخول في تفاصيل كثيرة.. لكنني كقارئ ومتابع للكثير من التجارب الشعرية المعاصرة، أستطيع القول إن ثمة أسماء جادة وأصيلة حقاً استطاعت أن تقدم إضافات إبداعية لافتة للانتباه وأن تخترق بنتاجاتها المبهرة رتابة وقتامة المشهد السائد والمطروح على الساحة الأدبية.‏

وأعتذر عن ذكر بعض الأسماء الشعرية هنا كي لاتخونني الذاكرة وإن كنت أميل لمتابعة نتاجات شعرية عربية كثيرة أذكر منها تجارب بعض الشعراء اللبنانيين «جوزيف حرب» مع تقديري الكامل لكل التجارب الإبداعية السورية والعربية، والتي استطاعت أن ترفد ديوان الشعر العربي بإبداعات لا يمكن أن ينكرها إلا جاهل أو جاحد.‏

- النقد الأدبي هل أنصفك ؟‏

-- يؤسفني القول إن الساحة الأدبية تعاني فراغاً كبيراً للمتابعات والتجارب النقدية المتخصصة، ليس فيما يتعلق بتجربتي الشعرية فحسب، وإنما فيما يتعلق بالمشهد الشعري السائد عموماً.‏

ولاأنكر هنا فضل بعض المساهمات بهذا الخصوص، حول أعمالي الشعرية، إلا أنها في الكثير منها صادرة عن أقلام أدباء وشعراء وكتاب وصحفيين، والقليل منها ما هو صادر عن أقلام نقدية ذات تجارب متخصصة، وهذا ما قد يلمسه القارئ للكتاب الصادر ضمن سلسلة أعلام عن اتحاد الكتاب العرب بعنوان «منابع الشعرية عند الشاعر ابراهيم عباس ياسين».‏

وإذا كان النقد لم ينصف الكثير من التجارب الشعرية الهامة فأعتقد أن الزمن كفيل بإنصافهم، لأن الزمن في رأيي هو الناقد الأكثر موضوعية للشعر والأكثر أخلاقية أيضاً.‏

- ما جديدك ؟‏

-- ستصدر في مطلع العام المقبل عن اتحاد الكتاب العرب مجموعة نصوص جديدة بعنوان «كما لو أنك تكتبين القصيدة» والجديد بالنسبة لي في هذه المجموعة أنها تذهب في فضاءات أكثر حرية، وقد تبدو مغايرة لنتاجاتي الشعرية السابقة، مع هذه المجموعة كنت أكتب لألبي نداء قلبي، والقلب، كما يقول رسول حمزاتوف لا يعرف قانوناً، أو على الآصح للقلب قوانينه التي لا تناسب الناس جميعاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية