تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


زيتوننا من الميادين

عين المجتمع
الخميس 27 -10-2011
وصال سلوم

في تشرين تكثر الإجازات .. وتتوزع في دفاتر الدوام المناوبات وابن حوران سيبدؤها ... ثم صديقنا سائر من قرى الجولان ... وخلود من اللاذقية ..

انه موسم قطاف الزيتون ..‏

والزيتون في سورية من حوران الى اللاذقية وادلب وعفرين ..كله حين يعصر يعطي زيتا واحدا نقيا ..كقلوب من قطفوه وكالغراس التي حملته وشربت من ماء عذب منشأه من تراب وطن واحد ... لافرق بين سواده في السويداء ولا احمراره في سهل الغاب ....‏

لا شجر في بلادي الا وجذوره تتمسك بحلم التراب الملون ... ولا جفاف في بلادي الا ويبكي الشجر بعضه على بعضه هما ...‏

ومن قال :إن الياسمين في دمشق فقط ...يتعربش على سماء الوطن ... وكيف ننسى ياسمين حلب الشهباء .... وحاراتها امتداد واحد لسماء ياسمين الشام ...‏

في بلادي مصنع العطور والزيوت ...‏

في بلادي نتهادى صابون الغار من المحافظات الشمالية ونردها بحلويات من الميدان والجزماتية ..و«الجزرية» من اللاذقية... ومن لايعرف طعم حلاوة الجبن الحمصية ...‏

في بلادي كلنا وحدة واحدة وطنية..‏

واسألو بردى والفرات وسماء طرطوس واللاذقية فمابينهما مصاهرة دامت وستدوم وستهطل خيراً على جفاف القامشلي والمدن الشرقية ...‏

في بلادي لا هوية الا هويتنا السورية فالابيض يميز قلوبنا والاحمر تشاركناه في حروبنا وانتصاراتنا ..اما الاسود فكان لون حدادنا ...وزرعنا الاخضر في حقولنا وشرفة بيوتنا ...‏

لا أبيض الامويين .... ولا أسود العباسيين ....‏

ولا أخضر الفاطميين ... ولا أحمر الهاشميين . ... إنها ألواننا .. ألوان كل السوريين ..‏

....ولن تكون بطاقتي الشخصية .. عنوان موتي .. بل بطاقة حياة ابدية وكرامة وعزة .. سورية ...‏

سنترك للتاريخ ملاحظاتنا وسيلونها المعتدي بالوان واضحة كي لا ينسى انه تمادى بخياله وظن ان السوريين ليسو الا نسخة ليست اصلية ...‏

كلنا سوريون ومازلنا ابناء حضارة عمرها بعمر التاريخ ونهضتنا وصحوة عروبتنا سنترجمها اليوم فلتكتب ياتاريخ ان الياسمين صار يشتل في سراقب وعفرين وان الزيتون يعصر في الغاب والميادين ...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية