تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وظيفة الأدب في الفن

ثقافـــــــة
الخميس 27-10-2011
د. رحيم هادي الشمخي

مهما يكن من أمر يبقى الفن غذاء الروح، وتبقى الأغنية جواز المرور إلى القلوب، ويبقى الطرب زاداً نفسياً حتى ولو تعددت القرون وتحدثت الحضارة، فتأثير الفن يبقى كبيراً في النفوس، سواء كان مرسوماً أم مصوراً أم متلفزاً أم مغنى.

الفن يؤثر في النفوس يطربها، يزكيها، ويمنحها زخم المتابعة بحثاً عن محطات الفرح والسعادة، ومهما تنوع الفن لا بد للنفس أن تستجيب لبعض أنواعه وللناس في ما يعشقون مذاهب.‏

بعضهم يحب الفن القديم فناً وذكريات وحنيناً، لأن القديم هو الذكرى التي كانت تخاطب الروح قبل الأذن وتراقص القلب والنفس، وكان الفن القديم مفضلاً لدى الناس، غناءً وعزفاً ومبدأ، أما الفن الحديث فهو النسيان رغم ما فيه من حلاوة الإبداع.‏

أما السياسي المحنك هو الفنان في ميدانه، لأن الفنان في السياسة هو سيد السياسيين وأذكاهم، ولأن الفن رسالة شريفة وشامخة وجميلة ومؤثرة وسامية، وهي تلتقي مع رسالة السياسة رغم أنها تزيد السياسة حلاوة وجمالاً وغذاء للروح.‏

فما أجمل أن تحاور فناناً وتستعرض معه شؤون الفن وشجونه، وتغوص في بحر الإذاعات والتلفزة مفتشاً عن أنيس، وفي مجاهل الإعلام باحثاً عن جليس، أن تستعرض مع فنان الغناء والشعر والتمثيل والمسرح والفنون الجملية وغير الجميلة، فالفن ليس عاراً حتى يعاب البحث فيه، إنه ساعة من القلب إلى القلب.‏

أحب الأغنية التي أطرب لها، لا يهمني على أي لحن هي ولا يهمني إن كان لحنها مسروقاً أو مبتكراً، شرقياً أو غربياً، إنما أعرف أنني أهتز مع النغمة ولا أحب أن يقطع أحد علي ما أسمع.‏

لكن يجب أن يكون الفنان حذراً في فنه لأنه مثل جواز السفر، خاصة عندما ينتقل من الموسيقا إلى الأدب، أيهما أفضل؟‏

أن يكتب الكاتب ليعجب الجماهير أم يراعي أصول الفن، قواعده، وهنا لا بد من سؤال آخر، ما وظيفة الأدب في الفن؟‏

وهل وظيفته كوظيفة الموسيقا والغناء سواء بسواء؟‏

أنا الجاهل في الموسيقا والغناء أقول إن وظيفة الموسيقا والغناء هي أن تمس أحاسيسنا وترسل فيها نشوة في الطرب والإبداع، أما الأدب فله إلى جانب التعمق في أحاسيسنا وإثارة النشوة فيها وظيفة أساسية أخرى، فهو يرمي في نفوسنا ألواناً من المعاني التي لا غنى عنها في حياتنا، وهو يرسم لنا متجهات الحياة، ويحدد لنا طريقاً، ويحلل أمامنا مشاعر الناس الذين نسعى بينهم، وإذا نحن نعرف ما نريد، ونتبين ما يضطرب في أعماقنا من رغبات وما يثور فيها من منغصات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية