تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسائل واضحة

حدث وتعليق
الخميس 27 -10-2011
ناصر منذر

أثبتت تطورات الأحداث الراهنة أن سورية تواجه مشروعا تآمريا, سرعان ما تكشفت أهدافه ورموزه وأدواته, وكان لوعي الشعب الفضل الأكبر في منع جر البلد إلى الجهة التي أرادها المتآمرون,

فالسوريون استطاعوا الفرز بين الغالبية العظمى التي تريد الإصلاح, وبين فئات قليلة استغلت المطالب الشعبية المحقة لزرع الفتنة وتأجيج الأوضاع , تنفيذا لأجندات خارجية باتت مكشوفة, ومن هنا جاء الإيمان الشعبي المطلق بأن الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن .‏

والمسيرات المليونية التي تشهدها مختلف المناطق والمدن السورية تشكل استفتاء شعبيا بامتياز لعملية الإصلاح الشاملة, ودعما كاملا للمواقف العربية والقومية التي تنتهجها القيادة السياسية, وبنفس الوقت توجه رسائل بليغة وواضحة بأن الشعب السوري متمسك بحقوقه وقيادته وقراره الوطني المستقل, ويرفض أي نوع من التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية, كما أنها تثبت للعالم أجمع أن ما تبثه القنوات العدوانية من فبركات إعلامية حول الأوضاع هو مجرد أكاذيب لا تمت للحقيقة بصلة .‏

هذه الرسائل يجب أن تضعها اللجنة الوزارية العربية نصب أعينها, وإذا كانت تريد بالفعل مساعدة سورية على الخروج من أزمتها, فعليها أن تمتثل لإرادة السوريين الذين انخرطوا بمختلف شرائحهم بحوار وطني شامل لبناء مجتمعهم الديمقراطي التعددي, بعيدا عن أي املاءات أو ضغوط خارجية, وعليها أن تحترم رغبتهم في مواصلة هذا الحوار على أرض وطنهم لأنهم أصحاب سيادة وقرار, ويجب عليها كذلك أن تقطع الطريق أمام كل المخططات المشبوهة, وأصحاب الدعوات الهدامة ممن يرفضون دعوات الحوار ويستجدون التدخل الخارجي طمعا بمكاسب شخصية ضيقة .‏

سورية ترحب بكل جهد عربي مخلص يساهم في حل الأزمة, شريطة أن يحترم استقلالها وسيادتها, ويصون قرارها الوطني المستقل, ونتمنى أن تكون زيارة اللجنة العربية فرصة للاطلاع على حقيقة الأوضاع عن كثب, بعيدا عما تروجه القنوات العدوانية, لعل البعض يعود إلى رشده, ويعيد تصويب الأمور في اتجاهها الصحيح, كما نأمل أن ترتقي تلك اللجنة في مواقفها- وحري بها ذلك- إلى مواقف روسيا والصين وكل الدول الصديقة التي قرأت الأحداث بواقعية وصدقية, فوقفت إلى جانب الشعب السوري, ورفضت محاولات تكرار السيناريو الليبي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيون الحالمون بإحياء عهدهم الاستعماري من جديد.‏

nssrmnthr602@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية