تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية أول دولة عربية عدلت التوقيت صيفاً وشتاءً

استراحة
السبت 29-10-2011
أعلن عن العمل بالتوقيت الشتوي بعد الساعة الثانية عشرة من ليل الخميس الجمعة الأخير من تشرين الأول، وبالتالي يبدأ التوقيت الشتوي من صباح الجمعة الموافق 28 تشرين الأول 2011 في هذا العام.

ويعني التوقيت الشتوي إعادة عقارب أو أرقام الساعة ستين دقيقة، وذلك بعد سبعة أشهر ونيف من العمل بالتوقيت الصيفي، وهو إجراء عملي نقوم به لكسب المزيد من ضوء الشمس في الوقت الحيوي من النهار عبر تقديم شروق الشمس ساعة للأمام‏

أما وقد أصبحت الشمس تشرق قبيل دقائق من السابعة، أصبح من المتعذر الإبقاء على التوقيت الصيفي فترة أطول، فالناس تحب أن تروح على أعمالها على ضوء كما يقال.‏

ومن المناسب هنا أن نذكر أن الحكومة عندنا قامت في عام 1984 بتجربة الإبقاء على التوقيت الصيفي في فصل الشتاء، فعانى الناس الأمرين حيث كانوا يضطرون للاستيقاظ قبل الفجر، والذهاب إلى العمل قبل أن يمتد الضوء في الأفق.‏

وتقوم أغلب بلاد العالم بتغيير التوقيت بدءا من فصل الربيع وحتى منتصف الخريف، وهي ذات الفترة المتعبة في بلادنا، وهو ما يعرف بالتوقيت الصيفي، حيث تقدم عقارب الساعة ستين دقيقة, وفي منتصف فصل الخريف يتم الرجوع إلى التوقيت الشتوي بهدف توفير الطاقة صيفاً، وكسب ساعة من الضوء شتاء.‏

وقد بدأ العمل بتعديل التوقيت في الصيف والشتاء متزامنا مع العمل به في أغلب دول العالم، وكانت سورية أول دولة عربية تعمل بتعديل التوقيت صيفاً، وتلتها مصر، ففي أواخر آذار من عام 1940 صدر بلاغ بتقديم الساعات ساعة واحدة ابتداء من الأول من نيسان1940، وهو التوقيت المعمول به حاليا.‏

وفي فترة الوحدة تم إلغاء التوقيت الصيفي، ثم عاد العمل به بعد فصل عرى الوحدة، وكان التوقيت الصيفي يتم منذ بداية شهر أيار وحتى نهاية شهر آب, ويبدأ التوقيت الشتوي في الأول من شهر أيلول وحتى نهاية شهر نيسان.‏‏

وقد أوكلت مهمة اقتراح تحديد بداية ونهاية التوقيت الصيفي في سورية إلى وزارة الكهرباء لأن الهدف الرئيسي الآن هو توفير الطاقة الكهربائية.‏

وتعود الفكرة الأولى للتوقيت الصيفي إلى الأميركي بنيامين فرانكلين (1706-1790) وذلك عام 1784 خلال إقامته في باريس، ضمن تقديمه لخطة اقتصادية.‏

وعكف بنيامين على عملية حسابية، وكتب مقالا عام 1784 خلص منها إلى أن سكان باريس يحرقون خلال 1281ساعةفي 183ليلة من ليالي الصيف ما قيمته 20مليون دولار من الشموع.‏

وتبنى الفكرة البريطاني وليم ويليت في عام 1907 وقدمها للبرلمان، ولكنها لم تلق القبول.‏

وكان وليت قد اعتاد ركوب الخيل في الصباح الباكر، وكان يخرج والشمس ساطعة والهواء منعش، فلا يجد في طريقه أحداً إذ الناس حينئذ نيام لا يصحون إلا بعد ساعة من الزمن أو ساعتين، ثم يعوضون أنفسهم عن تلك الساعات بساعات من  الليل مظلمة ينيرها غاز الاستصباح.‏

وبدأ وليت حملته فنشر كتابا عنوانه (التبذير في ضوء النهار)، اقترح فيه تقديم الساعة صيفا حتى يستفيد الناس أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس وليوفروا جانبا من البترول والفحم اللذين تستولد منهما القوة الكهربائية والغازية في الإضاءة.‏

ومات وليم ويليت عام 1915، وبعد نحو عام علمت بريطانيا أن ألمانيا نفذت فكرة التوقيت الصيفي رغبة في الاقتصاد ولتوفير الوقود للحرب، فأسرعت الحكومة بتأليف لجنة من الاختصاصيين للنظر في مشكلة التوفير في الوقود، ونصحت اللجنة بتطبيق ذلك النظام في 21 تموز سنة 1916.‏

وتبعت روسيا وفرنسا انكلترا لاحقا والتي أصبح هذا النظام دائما فيها تنفيذا لقرار صدر سنة 1925، ثم ألغي التوقيت الصيفي إثر بعض الاحتجاجات السخيفة التي عللت تغيير التوقيت أنه تعديل لنواميس الكون.‏

وفي خريف عام 1940 قررت بريطانيا وفرنسا وألمانيا استمرار توقيت توفير الوقود طوال العام على الرغم من أن التوفير ضئيل في فصل الشتاء ومع هذا فقد توفرت الكهرباء في الشتاء، وفي الربيع الثاني قدمت بريطانيا والجزء غير المحتل من فرنسا الساعة ساعة ثانية خلال أشهر الصيف، وهي فكرة لطيفة من المناسب أن تناقش منذ الآن لتطبيقها في الصيف القادم.‏

ومع أن التقاليد والعادات الحديثة أصبحت تستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية، حيث يتأخر كثيرون في الاستيقاظ باكرا، وينامون بعد منتصف الليل، إلا أن توفير الطاقة بات ملموسا، من خلال إغلاق المحال التجارية والمصانع وفق التوقيت المعدل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية