تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«التشبيح» الإعــــلامي

منوعات
السبت 29-10-2011
أحمد ضوا

تكشف المتابعة الأسبوعية لوسائل الإعلام العربية والأجنبية التي تعمل كذراع إعلامية وتحريضية للمؤامرة على سورية حقيقة إدارة هذه الوسائل من جهة واحدة

والأدلة على ذلك كثيرة ولعل أهمها اتفاقها في ارتكاب نفس الأخطاء وايرادها نفس المعلومات الكاذبة والفبركات التحريضية.‏

فالتسونامي الإعلامي والتحريضي على سورية مركزه في دولة الشر المطلق الولايات المتحدة الأميركية وموجاته وارتداداتها متوزعة في جميع أنحاء المعمورة التي طبّقت خيار «غوبلز» المعروف الذي اعتقد أنه يستطيع بالكذب أن يحتل العالم ويقلب الحقائق.‏

إن الأمثلة على «تشبيح» هذه الوسائل الإعلامية في تغطيتها للحدث السوري لا تعد ولا تحصى وتخطّت كل الحدود وأصبحت مقولة ميكافيلي «الغاية تبرر الوسيلة» لا قيمة لها ولو كان هذا الايطالي الجشع حياً لتخلى عن مقولته هذه وذلك لتجاوز وسائل إعلام الحرب الكونية على سورية كل الغايات التي كان يفكر بها هو وأمثاله.‏

فهذه الوسائل الإعلامية وفي مقدمتها قناة الجزيرة رأس الحربة الإعلامي والتحريضي على الشعب السوري ونائبتها امبراطورية الكذب «قناة العربية» تخلّت عن كل القيم الإعلامية ونسجتا القصص الكاذبة عن قتلى هنا واشتباكات هناك ومظاهرات ليلية ونهارية ولم تتورّع عن اعتبار اجتماع شخصين أو عشرة أشخاص مظاهرة.‏

وفي قيم هذه الوسائل الإعلامية أصبحت أرجل وظهور الناس أهم من ملامحهم الرئيسية ومخالفة شريعة الله وقتل من هم أحياء وإعادة الحياة إلى الأموات أمر ممكن وتحويل الأجواء التي لا تحلّق فيها إلا طيور الحمام الى أخرى لا يراها غيرهم تعجّ بالطيران الحربي.‏

هذا غيض من فيض ميديا عدوانية لا تهدد الشعب السوري فقط بل تضرب عميقاً في ثقافة القيم الأخلاقية التي أنتجتها المجتمعات على مرِّ العصور.‏

إن انفضاح حقيقة هذه الوسائل الإعلامية الكاذبة لم يكن رادعاً لها للعودة الى طريق الصواب بل استمرت في تقديم المزيد من الضخ الإعلامي المُسيَّس والتحريضي ضد سورية وتقديم تظاهرات قديمة بشعارات جديدة كما فعلت في جمعة ما سمتها «الحظر الجوي» حيث بثت قناتا الجزيرة والعربية تظاهرات لوحظ بداخلها لافتات بتاريخ 28-9-2011 بينما اللافتة التي تظهر أمام الكاميرا عبر منتجة الفيديو تشير الى اسم جمعة الحظر الجوي الأمر الذي يؤكد أن فنيي هذه القنوات أو المتعاملين معها هم من يعدّون هذه المقاطع القصيرة.‏

لا شك أن تركيز وسائل إعلام التحريض على شعارها «جمعة الحظر الجوي» يوضح الإخفاق الذي مُني به محرّكو المؤامرة بفعل وعي الشعب السوري لأهدافهم ويكشف محاولتهم استجداء التدخل الخارجي أملاً بتعويض فشلهم في تحقيق مراميهم الشريرة على الأرض السورية ويبين بوضوح أن من يضع هذه الشعارات هم من شبيحة هذه الوسائل الإعلامية ولا علاقة لهم بالشعب السوري الذي يرفض أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية