تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل يسقط قادة البيت الأبيض في الحفرة مرة أخرى؟!

شؤون سياسية
السبت 29-10-2011
نبيل نوفل

بعد الضربات واللكمات التي تعرضت لها الامبريالية العالمية على المسرح الدولي التي كان آخرهاتهشيم الكرسي الإمبراطوري الذي يتربع عليها قادة البيت الأبيض نتيجة الضربة القاضية المزدوجة التي وجهت لها على حلبة الأمم المتحدة في مجلس الأمن الدولي من قبل روسيا والصين دفاعاً عن الحق والعدالة فيما تعلق بسورية

والمخطط الاستعماري الذي تتعرض له وكانت مفاجئة لقوى الغطرسة والامبريالية العالمية والتي ظنت أنها طوعت العالم وطبعته حيث ترغب وتريد بعد أن جعلت الأمم المتحدة مكاناً «لتأديب» ومعاقبة كل من يخرج عن بيت الطاعة الأميركي الصهيوني والتي سبقتها هزائم في أفغانستان والعراق ولبنان ، بدأت القيادة في البيت الأبيض تعاني من الهستيريا - هستيرياالعظمة- وعدم الاعتراف بالواقع الجديد وظهور قوى جديدة على المسرح الدولي لم تعد تقبل بلعب دور الكومبارس بل بدأت تطالب بدور البطولة بعد أن أثبتت أهليتها على المسرح الدولي.‏

فبدأ التخبط والارتجال يطغى على قراراتها ، متناسية حالة الضعف الذي تعاني منه في كل مناحي الحياة وخاصة في الاقتصاد والسمعة الدولية و«القرف » البشري من سياساتها المختلفة فما زالت تكابر كما تكابر سيدة الدبلوماسية الأميركية متناسية أن كل المساحيق لم تعد تغطي على الجراح والأخاديد التي زرعتها السياسة الأميركية على وجه المجتمعات البشرية . وفي إطار الغطرسة وسياسة التصابي هذه تعلن الولايات المتحدة الأميركية حربها على إيران من جديد ، هذه الحرب التي بدأتها منذ قيام الثورة الإسلامية المجيدة في إيران وأسقطت من خلالها إحدى قلاع الامبريالية العالمية واستبدلتها بقلعة مقاومة للمخططات الاستعمارية المعادية لشعوب المنطقة وفي مقدمتها الحق العربي وقضية فلسطين وأصبحت إلى جانب سورية والقوى القومية والوطنية المقاومة العربية العدو الأول للاستعمار والصهيونية والهدف الأساسي الذي تعمل كل القوى الامبريالية والصهيونية على إزالته بأي وسيلة ، فبدؤوا بتلفيق التهم والأكاذيب كما فعلوا مع العراق وسورية وليبيا وغيرها في العالم لخداع العالم كمقدمة للعدوان على إيران ظناً منها أنها ستعوض هزائمها السابقة لتلمع فيها وجهها علها تستمر بخداع بعض من أصابهم العمى ويقع بحبها ، على غرار بعض العرب! فاخترعت كذبة تخطيط إيران لاغتيال سفير السعودية في واشنطن ،لحرف الصراع في المنطقة عن جوهره وتحويله إلى صراع عربي إيراني أو خليجي إيراني بهدف خدمة المشروع الصهيوني والقضاء على القضية الفلسطينية وضياع الحق العربي بعد أن نكثت بوعودها للفلسطينيين الذين راهنوا عليها سنوات بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ومحاولة لإضعاف جبهة المقاومة في المنطقة للمشاريع والمخططات المعادية التي ترسمها القوى الامبريالية في العلن والخفاء لكنهم أخطؤوا الهدف متناسين أن إيران لا تهتم إلا بالقضايا المهمة فقط، وهي لا تتعاطى بأساليب الغدر والاغتيال لأنها من اختصاص القتلة والمستعمرين والصهاينة وهي لا تحب انتحال شخصية أحد ولا تتعدى على اختصاص أحد خاصة بعد أن برع فيه الامبرياليون في أكثر من مكان وزمان ، فللحقيقة لقد حصلت الدول الامبريالية على المرتبة الأولى في الفبركة والكذب والخداع والحرب الإعلامية وتصنيع العملاء وشراء الضمائر ، وهنا على إيران وسورية أن تعترفا بتقصيرهما في إتقان هذا الاختصاص.‏

إن قادة الولايات المتحدة الأميركية وهم مستمرون اليوم في سياسة الغطرسة والقوة مراهنين على خداع شعوب العالم كما فعلوا في الماضي ، يرتكبون الخطيئة الكبرى ، فكما أنهم لم يستطيعوا أن يستفردوا بسورية في مؤامراتهم الدنيئة لم يستطيعوا أيضاً النجاح في مؤامراتهم تجاه إيران لأنها لم تعد وحيدة فكل القوى الشريفة في العالم معها ، وكل قوى المقاومة في المنطقة معها، فقد ولى زمن الاستفراد بقوى المقاومة فأي اعتداء على أي منها اعتداء على كل القوى المقاومة وأول الذين سيدفعون ثمن تهورها وطيشها سيكون الصهاينة وكيانهم الإرهابي الدخيل وأعوانهم وأذنابهم الذين يهللون لهم ويسوقون أكاذيبهم على حساب أوطانهم وشعوبهم وستدخل المنطقة في حرب قد يعرفون متى تبدأ لكنهم لا يعرفون أين ومتى تنتهي .‏

أخيراً عليهم الاعتراف بالشيخوخة وأن الإمبراطورية يجب أن تعترف بدور الآخرين وحقوقهم على المسرح الدولي وألا يقعوا في الحفرة مرة أخرى . لأن الذين يقودون البيت الأبيض هم أصحاب «الحمار» وكما يقول المثل العربي الحمار لا يقع في الحفرة مرتين .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية