|
شؤون سياسية وتشير الدراسات إلى أن عدد المذابح التي أمكن تسجيلها وصل إلى /34/ مذبحة منها/24/ في منطقة الجليل وخمس مذابح في وسط فلسطين وخمس مذابح في منطقة الجنوب، وثمة سبع عشرة مذبحة نفذت في ظل وجود القوات البريطانية قبل عام 1948، ودون تدخل يذكر منها وسبع عشرة بعد إنهاء الانتداب البريطاني، ومن أشهر المذابح دير ياسين، ومجزرة الطنطورة وقرية بلد الشيخ، والصفصاف، وعيلوط، وعرب المواسي، لكن أكبرها كانت مجزرة الدوايمة، وتبعاً لتلك المجازر تم طرد 850 ألف فلسطيني في عام 1948، أصبح مجموعهم في عام 2011 ستة ملايين لاجىء، وتكرر مشهد الترانسفير الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المباشر وغير المباشر في حزيران من عام 1967 أثناء احتلال الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تم طرد 460 ألف فلسطيني من المنطقتين، أصبح مجموعهم الآن في عام 2011 مليوناً ونصف المليون نازح فلسطيني، ولهذا يمكن القول أن سياسات الترانسفير الإسرائيلية أدت إلى طرد /71/ في المائة من مجموع الشعب الفلسطيني البالغ عشرة ملايين ونصف المليون فلسطيني. ومن أهم تداعيات النكبة الكبرى قبل ثلاثة وستين عاماً /1948-2011/ بروز قضية اللاجئين وتغير الخارطة الديموغرافية للشعب الفلسطيني وتكشف الحقائق والمعطيات حجم القضية الناشئة نتيجة الطرد القسري الصهيوني الذي لحق بنحو نصف الفلسطينيين في العام 1948، وفي هذا الإطار تشير المعطيات الإحصائية إلى أن عدد سكان فلسطين قد بلغ في نهاية الانتداب البريطاني /2.1/ مليون نسمة، بينهم 30.9 في المائة من اليهود، و69.1 في المائة أصحاب الأرض الأصليين من العرب الفلسطينيين، أي كان هناك /1454/ ألف عربي، في المقابل /650/ ألف يهودي حتى عشية النكبة، وقد لوحظ وجود ميل سياسي في أثناء تقدير اللاجئين تبعاً لخلفية الباحث أو الجهة التي أعدت تقديراً حول اللاجئين، وقد زاوح التقدير بين 960 ألف لاجىء فلسطيني بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين وتشغيلهم عام 1949، و/940/ ألفاً بحسب الجامعة العربية، و/726/ ألفاً بحسب معطيات الأمم المتحدة. وإذا أخذنا أقل التقديرات للاجئي العام 1948، فإنه من بين مجموع الشعب الفلسطيني في عام 1949 البالغ /1466/ ألف فلسطيني ، ثمة /736/ ألف لاجىء /730/ ألفاً هم مواطنون أصليون في ديارهم في داخل فلسطين التاريخية، أي أصبح أكثر من 50 في المائة من سكان فلسطين العرب لاجئين، استأثرت الضفة الغربية بنحو 38 في المائة، في حين تركز 25.1 في المائة من اللاجئين في قطاع غزة الذي لا يتعدى مساحته /365/ كيلو متراً مربعاً، واضطر 13.6 في المائة من اللاجئين الذهاب إلى لبنان، وإلى سورية 11.5 وإلى الاردن 9.50في المائة، وخرجت أعداد قليلة إلى مصر لا تتعدى واحداً في المائة من إجمالي مجموع اللاجئين الفلسطينيين، واستحوذ العراق أيضاً على نحو 0.5 في المائة من إجمالي مجموع اللاجئين الفلسطينيين ، وغالبية الذين تركزوا في العراق من قرى قضاء مدينة حيفا الساحلية، من قرية عين غزال وقرية عين حوض، وقرية كفر لام، وجبع وغيرها من قرى عروس الساحل الفلسطيني. واعتمدت الأونروا في عملها بين اللاجئين الفلسطينيين على أرضية تعريف صاغته للاجىء الفلسطيني، أي تعريف إجرائي وليس سياسياً يهدف بالدرجة الأولى إلى توفير معيار ومقياس لتقديم مساعدات الوكالة على النحو التالي: اللاجىء الفلسطيني هو كل شخص كان مسكنه العادي في فلسطين لعامين سبقا نزاع 1948، والذي كان من نتائجه أن خسر منزله ووسائل عيشه ولجأ في عام 1948م إلى واحد من البلدان التي تقدم الاونروا فيها خدماتها، وينسحب هذا التعريف و تلقي المساعدة على أولاده وأحفاده وذرياتهم، وأن يكون مسجلاً في مناطق عملياتها وهي خمس مناطق: الضفة الغربية ، قطاع غزة، سورية ، لبنان، الأردن. وتشير الإحصاءات إلى وجود نحو خمسة ملايين لاجىء فلسطيني في سجلات الاونروا في عام 201٠، في حين أن العدد المقدر للاجئين هو ستة ملايين لاجىء فلسطيني كما ذكرنا سابقاً، وثمة/41/في المائة منهم يتركزون في المملكة الأردنية الهاشمية، و/22/ في المائة في قطاع غزة الذي يضم ثمانية مخيمات بائسة، في حين تستحوذ الضفة الغربية على /16/ في المائة من إجمالي مجموع اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في الاونروا، في مقابل ذلك تستأثر سورية على 10.5/ في المائة وكذلك هي الحال بالنسبة للبنان. وهذا الأمر يقودنا إلى ضرورة إظهار مجموع المخيمات وتوزعها الجغرافي في مناطق اللجوء الخمس في إطار عمليات الاونروا وهي: سورية وغزة ولبنان والاردن والضفة الفلسطينية، حيث بلغ عدد المخيمات التي تعترف بها وكالة الغوث في الضفة والقطاع والدول العربية المشار إليها 58 مخيماً، تتوزع بواقع 12 مخيماً في لبنان، و10 مخيمات في الاردن و9 مخيمات في سورية و27 مخيماً في الأراضي الفلسطينية، موزعة بواقع 19 مخيماً في الضفة الغربية و8 مخيمات في قطاع غزة. إضافة إلى ذلك توجد مخيمات تستحوذ على عدد كبير من اللاجئين مثل مخيم اليرموك بالقرب من العاصمة السورية دمشق، كما توجد تجمعات فلسطينية أخرى مثل القابون وجوبر، في حين توجد تجمعات أخرى للاجئين الفلسطينيين في لبنان غير مصنفة كمخيمات معترف بها من قبل الاونروا مثل تجمع وادي الزينة وتجمع القاسمية بالقرب من مدينة صور. وبالنسبة لخصائص اللاجئين الفلسطينيين، يتمتع اللاجئون بشكل عام بخصوبة عالية وإن كانت تراجعت مقارنة بعقد السبعينيات من القرن المنصرم بفعل ارتفاع معدلات التعليم بين الإناث وارتفاع معدلات النشاط الاقتصادي بينهن، ولذلك فإن مجتمعات اللاجئين هي في غالبيتها فتية حيث يشكل الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر نحو خمسة وأربعين في المائة، لكن الثابت أن اللاجئين في قطاع غزة هم الأكثر فتوة نظراً لانعكاسات التركيبة الاجتماعية على الخصوبة والولادات الخام وبالتالي على نسب الأطفال الكبيرة في المجتمع اللاجىء هناك، وتشير الدراسات والمعطيات أن نسبة الأطفال بين لاجئي غزة تصل إلى أكثر من خمسين في المائة من إجمالي مجموع اللاجئين في القطاع الذين تتعدى نسبتهم 75٪ في المائة من مجموع سكان القطاع البالغ مليون ونصف المليون فلسطيني في العام الحالي 2011، وبذلك فإن الكثافة السكانية في القطاع تعتبر من أعلى الكثافات السكانية في العالم. |
|