تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قاعدة إسرائيلية جوية في جنوب السودان... وماذا بعد؟

شؤون سياسية
الخميس 3-11-2011
منهل إبراهيم

اللعب الإسرائيلي - الأميركي على حبال المنطقة ومحاولة توتير أجوائها وتفتيتها ليس هدفاً صغيراً كما يظن البعض أو لعبة مرحلية تنتهي في أمد قصير والدليل على ذلك النيات العدوانية ضد العرب

التي يتم إخراج فصولها على مسرح الجنوب السوداني من قبل إسرائيل التي راودها حلم فصل الجنوب السوداني عن وطنه الأم لوقت طويل وتحقق على أرض الواقع بعد تغذية النزعة الانفصالية وشرعنتها فيما بعد بدعم من واشنطن والغرب .‏

وها هي الأمور تتوضح أكثر شيئاً فشيئاً مع نوايا إسرائيل إنشاء قاعدة جوية بجنوب السودان وتحرك مسؤولي الكيان الإسرائيلي بحرية في الجنوب السوداني، فالصوت الذي حذر مما يجري وما سيجري لاحقاً لم يلق أذاناً صاغية فضاع في صمت الأفق ورغبة التقسيم التي أيدتها كالعادة القرارات الأممية والحناجر الدبلوماسية الغربية .‏

إذاً من الطبيعي كل ما شهدته مسرحية تقسيم السودان من أحداث وما أفرزته من سعي محموم وحثيث للولايات المتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل لدق إسفين الفرقة والشرذمة بين السودانيين وفصل الجنوب عن حاضنته الأساسية ووطنه الأصلي السودان الذي دافع بكل الوسائل للحفاظ على الوحدة دون جدوى لأن هجمة التقسيم كانت أقوى والمكيدة فوق طاقة احتمال السودان.‏

إسرائيل كانت تعمل في الخفاء وفي العلن للتغلغل في السودان وإضعافه بمساعدة واشنطن لجعل جنوبه قاعدة توفر المناخ لوجود إسرائيلي يهدد السودان والدول العربية المجاورة وهو هدف وضعته أميركا وإسرائيل وتم رصد الإمكانيات الكبيرة له مع تناغم حكومة الجنوب وتماهيها مع سلوكيات الولايات المتحدة وإسرائيل حيال مشروع التقسيم دون التفكير لحظة واحدة من قبل الجنوبيين بتداعياته الخطيرة في المستقبل فهم وجدوا الانفصال خيراً لهم والأمر عكس ذلك جملة وتفصيلاً .‏

فجنوب السودان تربطه علاقات قوية جداً منذ عقود مع الكيان الصهيوني، الذي أمده بالمساعدات التي يحتاجها من أجل المضي قدماً في مخططات الانفصال عن السودان وهذا ما حدث بالفعل .‏

إن عزم إسرائيل إنشاء قاعدة جوية في ولايتي الوحدة وأعالي النيل بجنوب السودان ، وكذلك تمويل إنشاء خزان لتوليد الطاقة الكهربائية بمنطقة (نمولي) لايدع مجالاً للشك أن الكيان الإسرائيلي كان المستفيد الأكبر من عملية الانفصال البغيضة التي أسست لعلاقات أكثر قوة بين حكومة جنوب السودان وإسرائيل . ومن تحديدالخبراء الإسرائيليين فترة شهرين لدخول محطة الطاقة الكهربائية حيز التشغيل الفعلي ، وبدأ مستثمرون صهاينة العمل في محطة لتنقية المياه تقع ما بين النيل الأزرق ودولة إثيوبيا على حدود جنوب السودان ، ومن هنا ندرك أن الجنوب السوداني أصبح مجالاً حيوياً واسعاً ومريباً لعمل وتخطيط إسرائيلي في كافة المجالات.‏

والأمر المقلق للغاية بدء القيادة العسكرية الإسرائيلية في قاعدة (بلفام) بنصب أبراج للمراقبة الحدودية مع دولة السودان مزودة بأجهزة رصد حراري متطورة بمناطق راجا وشمال أعالي النيل وعلى الحدود بين النيل الأزرق وولاية الوحدة.‏

كما أن عزم إسرائيل بناء ثكنات لقوات الحدود ومستشفيات عسكرية، وإنشاء مركز بحوث للألغام في جوبا ، وإقامة قاعدة جوية في ولايتي الوحدة وأعالي النيل بغية تدريب الطيارين الحربيين الجنوبيين ، يشكل استفزازاً للسودان وشعبه ويهدد الأمن في منطقة متأزمة أرهقتها مكائد الغرب الاستعماري وفتن واشنطن ونيات الحرب الإسرائيلية التي لا تعرف النهاية‏

manhalebrahim@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية