تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التلطي وراء الشعارات

نافذة على حدث
الخميس 3-11-2011
حسن حسن

مامن عاقل في الكون إلا ويعلم أن التجييش الإعلامي الفريد من نوعه في شن الحروب النفسية وتنفيذه من أقوى وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في العالم العربي وأوروبا وأميركا،

لم يكن تجييشاً من أجل حصول الشعب السوري على الحرية والديمقراطية، لأن هدفاً من هذا النوع لايحتاج إلى كل هذه المليارات التي تضخ هنا وهناك، ثم إن مايمكن المطالبة به بالضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية، لايحتاج إلى تدريب جماعات على السلاح والاتصالات بأكثر الأجهزة العالمية تطوراً، مالم يكن وراء المؤامرة أهداف تتجاوز التلطي وراء شعارات الديمقراطية والحرية ومحاربة الفساد، وتحقيق مطالب عادلة لعدد كبير من المواطنين.‏

فمنذ اليوم الأول للحركة المطلبية والتي بدت أحد مظاهر العافية في المجتمع السوري انقض عليها المتربصون بسورية لحرفها عن غاياتها النبيلة وامتطائها وانتهازها فرصة نادرة للانقلاب على الحقيقة، بيد أن الخطوات الإصلاحية السريعة والوعود الصادقة باستمرارية الاصلاح وتشكيل اللجان وثقة الشعب برئيسه سحب ورقة مهمة من أيدي المخططين بحيث أصبحت عناصر الفتنة والتخريب والتدمير عارية وشبه مكشوفة، وفي الوقت ذاته، هذه الخطوات الاستيعابية للمطالب الشعبية لم ترقَ للمشروع الصهيوني ولا«للكيديين والموعودين بالمال والسلطة»، فلجؤوا إلى حرب استنزاف جديدة قديمة تقوم على ما يسمونه عقوبات حرب استنزاف هم يعرفون أنها لاتخدم تحقيق المطالب، بل إن الغاية منها هي محاولة تأخير تنفيذ عملية التطوير والاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.‏

بالمقابل، هم يعرفون أن سورية هي آخر معقل لمواجهة المشروع الصهيوني بكل أشكاله، والمطلوب إسقاطه حتى لايكون للثوار العرب العائدين إلى الساحات دليل وسند وحاضنة فتموت الثورة في المهد من محيطها إلى خليجها.‏

فسورية ليست نقطة ضعف الممانعة، بل هي النواة الصلبة لها.‏

الغربيون والصهاينة يعرفون جيداً أن الاحتجاجات السلمية في سورية والحوار يفوت عليهم فرصة تمرير مشاريعهم، لذا المطلوب أن تبقى القلاقل الأمنية والبؤر ناشطة فهم لايدفعون من شبابهم واقتصادهم، بل بحفنة من شباب سورية فقدت بوصلتها ولو إلى حين.‏

ومن يعرف الغرب والإدارات الأميركية والصهاينة والمستقوين بهم، يعرف جيداً أن أولويات هؤلاء جميعاً هي مصالحهم ومصالح الكيان الصهيوني ولو كان الثمن رؤوس من والاهم وسار في ركب مصالحهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية