تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ســـدنة فلســطين

رؤيـــــــــة
الخميس 3-11-2011
وفاء صبيح

ربح الإنسان الفلسطيني دبلوماسياً ومعنوياً, وربح الزعتر وبيارات الليمون, والجليل الأعلى, إلى ثريا النقب، لم نكن نراهن على عضوية كاملة لفلسطين في اليونسكو،

بل كانت الثقافة تخوض معركة حقيقية بين الصوت الواحد الذي مارس نشازه طويلا, وبين الأصوات المتعددة، على ما يعنيه من تنوع يهيئ لثقافة الجوقة المتناغمة.‏

بدأت أؤمن ان ثمة خلخلة على كرتنا الأرضية من شانها أن تعيد ترتيب القارات والثقافات ومراكزالقوى، ترتبها من جديد, ليس على أساس الزعرنة والعملقة المالية, بل على مستوى الرهافة والخير.‏

كم ناطحت الولايات المتحدة, ومن والاها, لعرقلة هذا «التسرب» الفلسطيني الى الأروقة الأممية ؟‏

منذ التسعينيات وواشنطن وحلفاؤها يهددون بوقف مساهماتهم المالية لأي منظمة دولية تقبل بفلسطين عضوا فيها، شيء هو التمييز الثقافي بعينه.‏

أزعم ان تلك الخلخلة كانت الجسر والمعبر الذي جعل الطلب الفلسطيني يحظى بأغلبية ساحقة، وكأن عملية التصويت مثلت فرصة من ذهب للتخلص من شياطين الأحادية والقيادية والهيمنة.‏

في تفاصيل التصويت نقرأ في الصفحة الأولى ان الولايات المتحدة وألمانيا وكندا، و«يالعراقة الكيل بألف مكيال» عند هؤلاء, عارضوا الانضمام, اما التاج البريطاني, فقد آل على نفسه ان يتنزه عن خطيئة الاعتراض، ففعل كما يفعل القرد الساكت, واكتفى بالصمت, وكأن عضوية فلسطين في اليونسكو تساوي عضوية دائمة لها في مجلس الأمن.‏

أدركنا للمرة المليون كم ان فلسطيننا تخيفهم, قصائد وزيتونا وتينا وصحراء، فجندوا لها واعدوا وأوقفوا الدعم المالي، التاريخ يخيف، لاسيما اذا كان سدنته من الأوفياء, فكيف اذا كانوا من الاوفياء والجبارين سوية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية