تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


احتفالاً بيـوم الوثيقـة العربيـة.. عباس: أطلقنــا موقعـاً الكترونيـاً ليكون جسـراً للتواصل.. حباب: فرصة للتنبيه لظروف وأوضاع الوثيقة العربية الصعبة

ثقافـــــــة
الخميس 3-11-2011
آنا عزيز الخضر

الاحتفال بيوم الوثيقة العربية ذكرى سنوية، أقامته جمعية نادي الإحياء العربي، فتضمنت فعاليته احتفاءً مهماً بالوثيقة العربية، وأهميتها ومكانتها، وبينت ضرورة دعمها لما تقوم به من مهام واسعة،

وطنية وقومية، ثقافية وتراثية وغيرها، بكونها تجسد الذاكرة الحية للأمة العربية، هذه المحاور دارت حولها جميع المداخلات والكلمات الاحتفالية، ثم التكريم لشخصيات فاعلة في هذا السياق، ولبعض المؤسسات فقد بدأ الدكتور بشار عباس رئيس جميعة نادي الإحياء العربي قائلاً: نحتفل بيوم الوثيقة العربية وبمناسبة الانطلاقة الجديدة لنادي الإحياء العربي والذي تأسس على المستوى العربي 1998 فيوم الوثيقة العربية مبادرة من النادي يتم الاحتفال بها سنوياً في إحدى العواصم العربية، الجمعية تهدف إلى نشر الوعي العلمي في جميع المجالات وتشجيع الإنتاج الفكري، والإسهام في دراسة واقع اللغة العربية والثقافة والعلوم في الوطن العربي والعمل على جمع التراث العربي وحفظه ونشره وإبراز الدور الحضاري العربي والإسهام في الحفاظ على الهوية العربية المشتركة وترسيخها انطلاقاً من أن العرب أمة واحدة.‏

كما أشار الدكتور عباس إلى أنه تم إطلاق موقع الكتروني للنادي على شبكة الانترنت ليكون جسراً لتواصل المعلومات والتوثيق والدراسات والأبحاث العربية والدولية وفتح اتصالات جديدة معها أما الاستاذ صبحي حباب نائب رئيس الجمعية فقال: إن احتفالنا بالوثيقة العربية فرصة لإلقاء نظرة على وضع الوثيقة العربية ومناسبة للتنبه إلى خطورة الظروف والأوضاع التي تحيط بوثائقنا وللتأكيد على أن من يهمل وثائقه وتاريخه إنما يهمل هويته في عالم يتسع فيه تأثير الغزو الثقافي الذي يسعى إلى تهميش ثرواتنا الثقافية واللغوية، والوثيقة العربية أمانة ثمينة وهي الذاكرة القومية الحية للأمة العربية، ومن واجبنا الحفاظ عليها والاعتناء بها وتسخير كل الطاقات البشرية والتكنولوجية اللازمة لتبقى الذاكرة الحية لأجيالنا المقبلة، وتأتي أهمية الوثيقة العربية بكونها حافظة لكل الإنجازات الحضارية في كل المجالات، العلمية والثقافية والاكتشافات وغيرها فمن المنطقة العربية انطلقت الأبجدية الأولى والأرقام عدا عن العلوم الجديدة التي صدرتها لكل الأمم الأخرى كعلم الضوء والجبر والهندسة وتفخر الأمة العربية أنها من أوائل الأمم التي برعت في التوثيق وبمناسبة الاحتفال بيوم الوثيقة العربية ندعو كل العرب لدعم المؤسسات التوثيقية والوثيقة العربية، للارتقاء بها وإيصالها للمكانة التي تستحقها.‏

أما كلمة الدكتور عبد المجيد الرفاعي فألقاها عنه المهندس أحمد ضيف الله عضو المجلس التنفيذي للنادي فقال: في هذه المناسبة نعود لنذكر بأن نادي الإحياء العربي هو الرائد في إطلاق مبادرته المتميزة لتخصيص يوم سنوي للاحتفال بيوم الوثيقة العربية، حيث تلقفته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وأقرته وفي هذا السياق يحضرني أن أذكر أن قطاع التوثيق والأرشفة مازال يعاني من صعوبات عديدة على الرغم من وجود العديد من المراكز المتخصصة في قضايا المعلومات والتوثيق والأرشفة الحكومية منها وغير الحكومية ما يستدعي التأكيد على أهمية دعم المؤسسات التوثيقية العربية، والموثقين العرب، ليتسنى لهم القيام بمهامهم على أحسن وجه، للارتقاء بالوثيقة العربية، بما يخدم أهداف وتطلعات أمتنا العربية، ضمن إطار العمل العربي المشترك، لذلك أردنا ليوم الوثيقة العربية أن ينبه إلى خطورة الظروف والأوضاع التي تعاني منها الوثيقة العربية في عدد كبير من البلدان العربية، ثم إعداد الموثقين والاهتمام بهم، ورفع سويتهم المهنية، كذلك دعم أقسام التوثيق العربية بأحدث الوسائل التقنية، فالوثيقة هي ذاكرة الأمة والمخزون الوثائقي يحتضن ما يكفي لإنصاف قضايا أمتنا العربية، والإسهام الفعال في إبراز ما قدمه وبناه أجدادنا العظام، وبالتالي ندعو إلى المشاركة في العمل على جمع التراث العربي وحفظه ونشره لتعميم الإفادة منه بين الجماهير، ما يسهم في بناء جسور التواصل بين الأجيال، وبما يجعله عنصراً من عناصر تكوين الثقافة العربية وتجديدها، والحرص على تحصين هويتنا القومية وتراثنا الثقافي والروحي لاينطلق من منطلق التعصب والانعزال عن ثقافات الشعوب الأخرى، بل ينطلق من الحرص على إظهار الصورة الحقيقية لثقافتنا، وبالتالي ندعو إلى العمل على إبراز الدور الحضاري العربي لمواجهة الإعلام المعادي لأمتنا، والعمل على إزالة الصورة النمطية عن العرب والمسلمين السائدة في الغرب، ونادي الإحياء العربي ومنذ تأسيسه يعمل من أجل بناء أداة تنظيمية قوية لدعم التنسيق والتعاون بين الأفراد والمؤسسات والمراكز والجمعيات والجهات العاملة في مجال اللغة العربية والفكر والثقافة والعلوم، بهدف الارتقاء بسوية العمل العربي وتبادل الخبرات، سعياً إلى مواكبة العرب لإنجازات العصر، ومواجهة التحديات، وبالتالي يعمل النادي على الدعوة الدائمة إلى ضرورة إحياء الثقافة العربية مركزاً اهتمامه على اللغة العربية والثقافة والعلوم، ولا ينطلق من ضرورة تحصين التراث والهوية فقط، بل من أهمية إعادة إحياء التراث، وجعله حيوياً متدفقاً، يتفاعل مع معضلات الأمة التي نعيشها ليرشدنا إلى أفضل الطرق لتحصين الهوية العربية وبناء مجتمع المستقبل.‏

أما الدكتور بسام جاموس المدير العام للآثار والمتاحف، فقد كرم تقديراً لجهوده ومساهمته في الحفل على الإرث الوثائقي والفكري وإسهامه في اغناء مكتبة التراث العربي والإنساني.‏

وقد أشار الدكتور إلى أهمية التعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف ونادي الإحياء العربي في مجال التوثيق، فالوثيقة لها أهمية في الحفاظ على الهوية العربية، موضحاً أن مديرية الآثار والمتاحف لديها مشروع لتوثيق جميع القطع الأثرية المحفوظة والمعروضة في المتحف الوطني، وهناك مسودة مشروع تحويل مديرية الوثائق التاريخية إلى هيئة الأرشيف الوطني، إضافة إلى مشروع أرشفة كاملة لوضع جميع الوثائق أمام الجمهور المحلي والعربي والدولي وخاصة أمام الطلاب، وربط المجتمع المحلي مع المواقع الأثرية، وخصوصاً أن سورية صنفت مؤخراً على أنها من أغنى دول العالم على الصعيد الأثري، إذ يبلغ عدد المواقع الأثرية حوالي عشرة آلاف موقع أثري، وهناك سبعة مواقع على لائحة التراث العالمي، وأكد الدكتور جاموس أنه من يريد أن يعرف تاريخ العالم يجب أن يعرف تاريخ سورية.‏

ولم يفت نادي الإحياء تكريم المتحف الوطني بدمشق، تقديراً لجهوده المستمرة في الحفاظ على الإرث الوثائقي والفكري على امتداد العصور التاريخية وإتاحته لمشاهدة الجمهور من كل بلدان العالم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية