تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


همجية العقل الجائع؟

آراء
الخميس 3-11-2011
حسين عبد الكريم

أبشع معطيات وهدايا العقل الجائع القتل وثقافة الترويع.. والفرق شاسع بين الروعة والترويع.. نقول فتاة روعة وأحلام رائعة.. ونقول ونشاهد: زمن ترويع.. أفضل إنجازات الزمن الترويعي الحروب...

أميركا وأوروبا من خلفهما خزائن قتل ونهب ورعب وكذب.. لكل مواطن عربي قتل ورعب ولكل ثروة نهب ولكل كرامة سحق وهتك.. أمجاد الغرب مصحوبة بالدمار الكافي..‏‏

عهد الارتداد إلى الهمجية وجوع العقل وقوانين اللقمة.. وفلسفة الزمن الأميركي الانحطاطية وتوزيع خبز السياسة المختلط بملح الشراهة وعجين الشر.. هكذا عهد غير إنساني يؤدي إلى قتل الضوء وخنق الأفكار وإرهاب وترعيب الحاضر بالماضي.. وصد أي مستقبل جيد يمكن حضوره إلى بشرية الإنسان وعصره وأحلامه.. أميركا حارسة خراب طويل الأمد.. وأوروبا تبحث عن خرائب خوف إضافية توزعها باسم يباسها على الاخضرار الآخر..‏‏

ومع كثافة هذا الإبداع الإجرامي يتراكم العديدون من (الأسياد) العرب على أبواب الانحطاط ويتشدقون بخبز الإهانات ويقضمون الذل كما تقضم الخراف الجوع من على أطراف البادية والعطش..‏‏

كائنات الزمن الانحطاطي الشجاع بالانحطاط والذل، كائنات تتآمر على قاماتها حتى تحنيها وتصير على مقاس السخف والسخط والشحط.. في الابتدائيات أبشع أنواع المسرات أو الحياة الشحط.. دروس شحط وحب وعيش شحط.. ونجاح شحط الشحط.. الكائنات الشحط تتآمر على وقتها ووقفتها وتتعاون مع وقت الآخر الشاحب والسيئ لإتمام شحطها وانحطاطها وكأن الانحطاط بضاعة نادرة لا يمكن الحصول عليها إلا بالإعانة كالتعاونيات التي تطلق على نفسها الخيرية.. وفي نهاية المطاف هي تعاونيات نصب واحتيال وسرقات.. وتعاونيات الزمن الأميركي قائمة على السرقات وتوزيع القتل والخراب.. زمن لا يجيد فن الحياة، فيلجأ إلى فن الهلاك والجوع الشامل..‏‏

وأميركا للتجويع والمهانات وعرب رديئون لاستهلاك وجبات التفاهة الغربية، الغرب يطور أساليب التعاسة والهلاك والساقطون في امتحان كرامتهم يطورون فنون انسحاقهم وتحالفهم مع ذلهم وخبرة ظلامهم وعتمات وجداناتهم وفكرهم.. كائنات الزمن العربي الملتجئ إلى انحطاط الآخر وهمجية عقل الجوع تنتظر أن تكون فصل ختام في كتاب البشاعة الغربية.. (السعيد من اتعظ بغيره.. والحزين الحزين من اتعظ بنفسه).‏‏

العرب المتراكمون على حافات زمن السخرة السياسية وعبودية اللذات الجانحة كسفينة بين أهواء العواصف هؤلاء لا يجيدون القامات، ولا يتأملون، ولا يتعظون إلى أن يحين فقدهم وإسقاطهم من حسابات البقاء.. حتى البقاء يرونه فائضاً.. زمن غربي متوحش ومتوحد يرى كل أزمنة تليه أو تتقدمه أو تجاوره فائضاً.. ويرى مالديه كل الكون؟! كون «نهم» لا يقبل لكون سواه أن يكون.. ولا يرضى، وخشية تتفوق على وحشية، عصر تفوّق الوحشيات وتردي أوضاع الإنسانيات بأشكالها وألوانها وفنونها..؟!‏‏

خبز السياسة الأميركية في العراق قبل والآن والآتي جوع مزمن وكفر أمرّ من الكفر، وهمجية تتعدى كثيراً على همجية الوحوش الضارية والكوارث.. أميركيون يهدون الكوارث والدونية وفرضيات التخريب المبدع؟!‏‏

أهدت أميركا للعراق زمناً ضخماً من الإهانات وكميات أضخم من القتل العجيب والكثير الكثير من التعاسات المؤبدة والموت والدم.. العراقيون أمامهم موت وخلفهم موت.. وهاجر زمنهم الحضاري الراقي جداً إلى الزمن الأميركي الخرابي جداً...‏‏

زمن لا يحترم زمن أحد ويفاخر أنه أب الانحطاط وأم التعاسة.. بشر هذا الزمن المجرم ابتكروا ختامات لئيمة ورخيصة كالحاجات المسروقة المهترئة، ختامات للمتبقى من عقل العراق وزمانه والعربي وتاريخ حضارته.. أقفلوا باب الحقبة الجيدة وتركوا الجاهزية على أتمها لحقبة من دمار طويل القامة كـ (أبطال السخرة السياسية النفطيين العرب)..‏‏

الجوعى لا يحبذون الشبع لغيرهم ولا يهدأ لهم بال بغير جوع كبير يشمل الرعايا والبغايا..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية