تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاقتصاد الأخضر قولاً وفعلاً ...!

منطقة حرة
الخميس 3-11-2011
أمير سبور

رغم إدراكنا الجدي بأهمية الموارد الطبيعية والمناخ المعتدل والموقع الجيواستراتيجي لسورية وتميزها عن كل دول العالم , بمواصفات نمتلكها ويندر وجودها لدى الكثير من الدول ,

إلا أننا مازلنا نعيش طور الإعجاب والوقوف على الأطلال أمام كل ذلك ...! ولا ننفي قيام البعض بمحاولات جادة وموضوعية لاستثمار جزء من تلك المنظومة الاقتصادية المتكاملة , والتي فيما لو استثمرت بشكلها المثالي , لتمكنت من إعادة التوازن الحقيقي إلى اقتصادنا الوطني , رغم الهزات التي يتعرض لها بين الفينة والأخرى ...! لكن .بكل أسف تبقى تلك المحاولات مجرد الصدى الراجع لأي صوت ينادي من الضفة الأخرى...! ما دعانا لهذه المقدمة الندوة التي أطلقتها هيئة الاستثمار السورية مؤخرا , تحت عنوان .: الخارطة الاستثمارية الخضراء والتي تركز خلالها الحديث عن الطاقة المتجددة التي تمتلكها سورية , والأهمية المعلقة على هذا الجانب ودورها في عملية التنمية الاقتصادية , من منطلق الضرورة الأساسية في تحقيق الفائدة المرجوة من الموارد الطبيعية المتوفرة في سورية , ولكن أمام كل الإمكانيات المتاحة يقف المرء مشدوها عندما يدرك التالي : إن أكثر من 40% من مساحة سورية يزيد فيها السطوع الشمسي عن 4 ك.و للمتر المربع الواحد ويستمر ذلك على مدار 312 يوما في السنة الواحدة , وان هناك مساحة مناسبة جدا للمصائد الريحية تعادل أكثر من 54 كم2 صالحة لإنتاج طاقة الرياح ...! في وقت نجد أن إجمالي الهدر الذي يحصل في قطاع الكهرباء , يصل إلى 38% إذا كان إجمالي الاستهلاك المنزلي من الطاقة لا يزيد عن 36%من إجمالي الإنتاج ...! وهذا يعني إن إجمالي الهدر يزيد على إجمالي الاستهلاك في مجال الطاقة الكهربائية , كما إن الهدر في مجال الغاز ليس أفضل حالا من سابقه , والذي قدرت نسبة الهدر بقيمته لأكثر من 80% وفي قطاع الري يصل إلى حوالي 80% وفي مياه الشرب تصل النسبة تلك إلى 35% والقائمة تطول أكثر إذا قسنا ذلك على مختلف القطاعات الإنتاجية والصناعية , هذا الواقع من التناقض الذي قد لا نتذكره إلا بالمناسبات أو المؤتمرات ليتحول بعدها الرقم إلى مجرد أرقام صماء ليس إلا .‏

وأمام هذه الأرقام التي تعتبر مؤشرات خطيرة تدلل على مدى وحجم الهدر الكامن في تلك القطاعات ما يرتب علينا واجباً وطنياً في التأكيد على أهمية وضع سياسة إستراتيجية , لا بل اسعافية , والسير نحو الاستثمار الأمثل للطاقات الكامنة في هذا المجال , وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإمكانات الضائعة والمهدورة ...! وخاصة إذا علمنا أن اقتصادنا الوطني يعتمد في معظمه على القطاع الزراعي بالدرجة الأولى , وعندما نحسن استثمار طاقاتنا الكامنة والمتجددة يحق لنا أن نسميه الاقتصاد الأخضر قولا وفعلا بعد تجفيف منابع الهدر ...!‏

Ameer-sb@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية