تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البــــوابة العـــربية..!!

الافتتاحية
الخميس 3-11-2011
بقلم رئيس التحرير عـلي قــاسـم

لم يكن الحرص السوري على العمل العربي وليد اللحظة.. ولا هو نتاج مستجدات أملت حضورها ..كما أنه ليس خارج السمات العامة التي لازمت عمل السياسة السورية بكل تقاطعاتها.. وفي مختلف الظروف والمعطيات.

ونجاح الجهد العربي اليوم يمثل في جوهره تأكيداً على هذا الحرص ودفعاً جديداً باتجاه ترسيخ معطياته.. وهو يقدم رؤية سورية لاقت دعماً عربياً ترجمه عمل اللجنة الوزارية العربية وفتح الباب أمام تحقيق اختراق حقيقي وجاد.‏

المتضررون من الحل العربي للأزمة في سورية لم يخفوا وجوههم.. ولم يترددوا في العبث المسبق.. وفي الدخول المتسارع بلعبة التسريبات وصولاً إلى لغة الشك والتشكيك..‏

بالنسبة لنا لم تكن هناك مفاجآت في مواقفهم.. وليس هناك شيء مستغرب.. لأننا ندرك سلفاً أن هناك من لايريد حلاً عربياً .. وخصوصاً من غاص في حبك خيوط المؤامرة واستمر بها وذهب بعيداً في تورطه إلى حد الربط بين استمرار الأزمة ووجوده ذاته.‏

الفشل في التحريض والتجييش، والافلاس في التخريب وزرع الفتنة، يوازيه، وربما بالقدر ذاته خيبة أمل من الاختراق الذي حققه الجهد العربي بعد أن أبدت سورية حرصاً واضحاً، وأمنت المقومات الضرورية لانطلاقه، وصولاً إلى الاتفاق عليه.‏

هكذا جاءت الخيبة مزدوجة.. والصراخ الذي يعلو يفسر بعضاً مما صعب على التفسير والفهم.. والأصوات المحمومة ليست سوى جزء مما ظهر حتى الآن.. والقادم يؤشر إلى محاولات انفلات ستتحرك أذرعه بمختلف اتجاهاتها.. .‏

عند هذه النقطة التوقف ضروري ليس لإعادة قراءة المشهد فحسب وإنما أيضاً لفهم التداعيات اللاحقة له، حيث تبدو المسألة محاولة أخيرة لتجريب البدائل الممكنة أو المتاحة.. وفي بعض معطياته قد يكون تعبيراً عن هروب إلى الأمام بهدف عرقلة مايتم الاتفاق عليه..‏

العودة إلى المربع الأول تبدو هدفاً لأولئك لاعتبارات تتعلق بإعادة الحسابات التي تقتضيها حالة الإفلاس.. وترتيب طرفي المعادلة بعد المتغيرات الصادمة التي حدثت على الأرض، حيث أغلبها يتجه نحو الإقرار بوقائع لم تكن في الحسبان.. ولم ترد في الخيارات البديلة.‏

لذلك يجري البحث الحثيث عن رؤية، أو مقاربة تمتص الصدمة الناتجة، فكانت النصيحة الأميركية لمجلس «استنبول» بالخروج من القوقعة التركية.. والعبور إلى المساحات العربية، كما جاءت التعليمات الفرنسية والبريطانية باستباق الاتفاق والبناء على التسريبات لخلق أجواء ملبدة تشوش على الجهد العربي وتخرجه عن السكة التي وضع فيها.‏

المهمة ليست سهلة.. وأبوابها المفتوحة في دمشق تقابل أحياناً بمحاولات محمومة لإغلاقها في أمكنة أخرى.. لكنها مع ذلك لازالت تمتلك فرص النفاذ خارج المتاهة التي يريد المتضررون من الجهد العربي أن ينقلوها إلى زواريبها الجانبية مع الإصرار على إثارة الغبار إلى حده الأقصى لتشويش الرؤية وإضفاء الضبابية.‏

ماندركه في سورية جيداً أن تلك الأبواب، وحتى النوافذ التي سعينا إلى فتحها على مصراعيها.. تتحرك بنية صادقة وإرادة جادة.. وماندركه أيضاً أن حرصنا على العمل العربي كان دائماً معيارنا.. وهو ماتحقق بالفعل حين أمنت سورية أجواءً مناسبة خلال زيارة الوفد الوزاري العربي لدمشق وتعاطت بإيجابية مع الجهد العربي وهو ماتجلى بوضوح في الاتفاق الذي تم.‏

الحوار الذي قطعنا فيه خطوات وأشواطاً.. يشكل لبنة أساسية في المسعى السوري.‏

لن نختلف مع أحد على أن وقف العنف ضرورة وليس مطلباً فحسب، وقد سعت سورية بكل ماتملك لوقفه فعلاً ووضع حل للانفلات الذي مارسته التنظيمات الارهابية المسلحة التي لم تفرق بين مدني وعسكري ولم تسلم منها لا منشأة عامة ولا خاصة.‏

هذه معاييرنا للتعاطي مع الأزمة.. وتلك هي ثوابت سورية في الحرص على العمل العربي والسعي الدائم لتأمين مستلزمات نجاحه.. وهو مايتوافق مع مبادئنا ومواقفنا المتمسكة والحريصة على تفعيل العمل العربي ليكون قاطرة الجهد لحل كل المشكلات والتحديات.‏

a-k-67@maktoob.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية