تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ننتظر مـــن الجامعـــة

البقعة الساخنة
السبت 5-11-2011
علي نصر اللـه

قوبل الإعلان عن الاتفاق مع اللجنة الوزارية العربية بترحيب عربي واسع، ودولي لم يخل من عبارات التحريض السياسي حيث بدت الولايات المتحدة الأميركية في موقفها تراوح في المكان ذاته الذي كان واضحاً منذ بداية الأزمة أنها تفتعله -تحت يافطة الديمقراطية وحقوق الإنسان- لضرب سورية بما تمثل من موقع قومي متقدم، ومن دور تؤديه دفاعاً عن قضايا الأمة العادلة.

وُصِفَ الاتفاق «المبادرة أو الخطة- بأنه أساس جيد وبداية مقبولة لحل الأزمة والعمل على تعزيز أمن واستقرار سورية، وأقر كثيرون بأنه ما كان للخطة العربية أن ترى النور لولا التعاطي السوري المنفتح مع الجامعة والمسعى العربي عموماً رغم كل التحفظات التي سجلها الشعب السوري قبل الحكومة على أداء بعض الحكومات العربية، ووسائل الإعلام المرتبطة بها الخاص منها والرسمي.‏

وبعد.. فإن الشعب السوري الذي اهتزت لديه الثقة ببعض النظم العربية انطلاقاً من الموقف الذي تشكل لديه بعد أن تابع لشهور تصريحات وأداء سياسياً استفزازياً فيه الكثير من التحامل، وبعد أن تابع لشهور أداء إعلامياً ممنهجاً فيه تجاوز فاضح لكل الخطوط الحمر، بل ولكل الحدود وبشكل غير مسبوق.. بعد كل هذا وذاك فإن الشعب السوري ينتظر من جامعة الدول العربية ومن اللجنة الوزارية المعنية أن تبدي شكلاً من العمل الجاد الشفاف والصادق الذي يعد أساس نجاح الخطة.‏

وينتظر الشعب السوري قبلاً وقف الحملات السياسية والإعلامية، وإجبار وسائل الإعلام المغرضة باحترام ميثاق الشرف الإعلامي واتباع الأساليب المهنية والموضوعية في سياق تغطيتها للأحداث الجارية، وإن كان السوريون في أغلبيتهم قد أعلنوا مقاطعتهم لمحطات العدوان الإعلامي على وطنهم، وقبلوا دخولها الأراضي السورية، فإنهم لن يسامحوا ولن ينسوا وسينتظرون أيضاً من الجامعة، ومن مجلس وزراء الإعلام العرب محاسبة هذه المحطات على أدائها الفتنوي.‏

وإن حكمة القيادة السورية التي أنجحت الخطوة العربية باتجاه حل الأزمة يجب أن تقابل بمواقف مماثلة من بعض الحكومات العربية التي نستغرب عدم شجبها للعقوبات الغربية -أحادية الجانب- على سورية، والتي نستهجن أيضاً عدم إصدارها بيانات تنفي ضلوعها بعمليات تمويل وتهريب السلاح، ودعم المجموعات الإرهابية التي تعبث بأمن واستقرار سورية؟!.‏

ونحن في أجواء الحل لا نريد أن ننكأ الجراح لكننا نسأل وسنسأل مجدداً: هل يستطيع من يواصل ممارسة التحريض والافتراء أن يتحمل مسؤوليته التاريخية، وهل يستطيع من يدعم المسلحين ويحرضهم ويمولهم ارتباطاً بالأجندات الغربية أن يتحمل مسؤوليته التاريخية، وهل سيتحمل كل من يستدعي الناتو والتدخل الخارجي هذه المسؤولية، ولماذا لم توقف بعض الحكومات العربية محطات التحريض والفبركة كبادرة حسن نية.. هذه التساؤلات وغيرها مازال السوريون يطرحونها ومازالوا ينتظرون الإجابة عنها، وإن عن طريق مؤسسات الجامعة كبيت للعرب.‏

ali.na_66@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية