|
السبت 5-11-2011 هذا التساؤل في محله حيث بدا جلياً أن الاتفاق مع اللجنة الوزارية لم يرق لوسائل الإعلام المنخرطة في المؤامرة على سورية وبقيت محافظة على أسلوبها التحريضي الكاذب. وهناك الكثير من الأسئلة حول مشاركة دول عربية تمول وتستضيف هذه الوسائل الإعلامية التحريضية في هذا الاتفاق دون أن يكون لها فاعلية على المسؤولين عن هذا الإعلام الذين لا ينفون صلتهم بهذه الدول الأمر الذي يؤكد تقبل البعض منهم عدوى «ازدواجية» المواقف المسجل باسم الولايات المتحدة والدول الغربية.. وهذه الازدواجية لها ثلاثة تفسيرات: الأول: أن تكون هذه الدول مقراً لهذه المؤسسات الإعلامية فقط والمحرك من الخارج أي الدول الغربية والولايات المتحدة وهذا أمر خطير وانتهاك فظيع للسيادة الوطنية لهذه الدول. والثاني: أن تكون هذه الوسائل الإعلامية مملوكة للدول الموجودة فيها ومسيطراً عليها وهناك ازدواجية بين المواقف السياسية ووسائل التعبير عنها وهذا أيضاً مثار تساؤل كبير ويثبت التهمة على هذه الدول بأنها مشتركة في المؤامرة على سورية وكل ما تصرح به سياسياً مجرد حبر على ورق. والثالث: أن هذه الوسائل الإعلامية أقوى من هذه الدول ولها ارتباطات خارجية سياسية ومخابراتية وعسكرية وغيرها وبالتالي يصعب السيطرة عليها. إن استمرار بعض وسائل الإعلام بتغطيتها التحريضية فيما يخص سورية لا يستقيم بأي شكل من الأشكال مع تصريحات بعض وزراء الخارجية العرب حول اعتبار الاتفاق السوري مع اللجنة الوزارية العربية انطلاقة للعمل العربي المشترك الذي من المفترض أن تحول على أساسه مضامين تصريحاتها إلى أفعال على صعيد التأثير إعلامياً وخاصة قناتي الجزيرة والعربية. ما كشفته وثائق «ويكليكس» عن ارتباط قناة الجزيرة بالمخابرات المركزية الأميركية «سي آي ايه» يوضح جانباً كبيراً من الحقيقة وخاصة أن الولايات المتحدة لا تخفي قيادتها للمؤامرة على سورية وهناك الكثير من التقارير والمعلومات عن دورها المباشر بإرسال المسلحين والإرهابيين والسلاح إلى الداخل السوري ولذلك لم يستغرب الشعب السوري محافظة هذه القناة على نهجها التحريضي في تغطيتها للحدث السوري. ولكن قناة العربية التي أظهرت أن الإعلام التحريضي والمؤامرة وجهان لعملة واحدة واختصت بميزة بث الأخبار الكاذبة من النوع المثير للسخرية لها نصيب من التفسيرات الثلاثة. إن رفض القائمين على هذه الوسائل الإعلامية بث الرسائل الاخبارية التي كان يزودهم بها مراسلوهم في سورية منذ بداية الأحداث كان مؤشراً على وجود خطة إعلامية تتوافق مع المؤامرة على سورية وعلى ما يبدو أن الجهة أو الجهات التي تقف وراء محاولة اسقاط سورية لم تلفظ أنفاسها بعد ولذلك تستمر ذراعها الإعلامية بعملها ومع خروج سورية القريب من هذه الأزمة بوعي شعبها ستنكشف كل الأمور وسيعرف الجميع ارتباطات هذه الوسائل الإعلامية وهوية مموليها ودورهم المعادي للأمة والرافض للتطور والحرية. |
|