|
نافذة على حدث هذا الحراك السياسي فرضته المتغيرات والظروف الإقليمية ويأتي في مقدمتها الصمود السوري الأسطوري الذي أسقط المخططات الاستعمارية وأفشل رهانات القوى المتآمرة بخصوص تدمير الدولة السورية عبر الإرهاب، كما كان لازدياد مخاطر إرهاب التنظيمات التكفيرية على الدول الأوروبية والإقليمية دور مؤثر ، في حين وفر الاتفاق النووي بين إيران والدول الست مناخاً إيجابياً لحل العديد من القضايا الإقليمية عبر المنطق والحوار والمفاوضات. التصريحات التي صدرت عقب لقاء كيري ولافروف الذي شاركت فيه السعودية أكدت من حيث المبدأ على ضرورة محاربة الإرهاب الداعشي، لكن الخلافات تركزت حول الآليات المتبعة والتفاصيل، ما عكس انتقائية وازدواجية في الموقف الأميركي يشير إلى سوء نيات وعدم جدية في القضاء على داعش لاسيما وان التحالف الدولي الذي شكلته ورغم ألاف الطلعات الجوية لم يمنع تمدد التنظيم ولم يضعف قوته بل بات أكثر تهديدا للأمن والسلم الدوليين. من حيث الشكل تعتبر قرارات مجلس الأمن لا سيما القرارات 2170 و2178 و2199 أرضية جيدة لمحاربة الإرهاب شرط توفر النيات الصادقة وتطبيق هذه القرارات دون انتقائية أو مواربة، لكن الحراك السياسي الذي تشهده الساحة الدولية حالياً والتصريحات الاستعراضية المواكبة له لن تجدي نفعا ما لم تترافق بخطوات فعلية على الأرض تؤدي إلى تجفيف منابع الإرهاب وتلجم الدول الداعمة له. سورية رحبت بكل الجهود والمبادرات الدولية التي من شأنها مكافحة الإرهاب على ان تكون الأولوية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية والضغط على الدول التي جعلت من أراضيها أوكارا للتنظيمات الإرهابية، وهذا بالضرورة يتطلب خطوات جدية وإجراءات عملية على الأرض، فهل يتوصل الحراك السياسي الجاري حاليا إلى التزامات حقيقية من قبل الدول الداعمة للإرهاب بحيث تغير مواقفها وتنضم إلى التحالف الدولي الذي دعا إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. نأمل ذلك..! mohrzali@gmail.com mohrzali@gmail.com"> mohrzali@gmail.com |
|