|
صفحة أولى وأن ما يمثله داعش أو انهيار سورية أو اليمن، هو أكثر خطراً مما تشعران به من عداء»! لو لم أكن معتاداً الانقلابات والتناقضات في التصريحات الأميركية لقلت من دون تردد إن ما قاله أوباما أمس هو فتح تاريخي جديد وغير مسبوق في السياسة الأميركية!! أشك أن عقلاء منطقتنا وحكماءها يمكن أن يصوغوا تعبيراً للحالة القائمة فيها، شفافاً ودقيقاً وموضوعياً، كالذي صاغه أوباما عن أوهام العداء الزائفة، فضلاً عن تقديره لحجوم الأخطار وأولويات مواجهتها.. لكني في الوقت ذاته أتساءل: كيف للرئيس أوباما صاحب هذه الأقوال الجديدة المأثورة أن يكون دقيقاً وشفافاً وموضوعياً هنا.. وعكس ذلك هناك، كيف له أن يواصل تحريض بدو السعودية ورعاة إبلها ضد إيران على قاعدة الاختلاف المذهبي والطائفي.. أم إن هذا التحريض اجتهاد سعودي.. فلماذا لا يصوبه؟ كيف له أن يجد في داعش خطراً مهولاً لا يوازيه إلا خطر انهيار سورية.. ومع ذلك يدعم داعش والنصرة أو يوعز لمن يدعمهما.. ويمارس العداء المعلن باتجاه الدولة السورية وشعبها؟ كيف له أن يكون دقيقاً وموضوعياً وشفافاً.. وحضارياً، وهو يرى في أعراب السعودية وقطر أصدقاء لبلاده وحلفاء لها.. أم إنها المصالح؟ يحدث هذا عندما يطير العقل ويسقط في الكف. |
|