تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الميثولوجيــــا الســــــورية.. خصوصيـــــة عناصرهـــــــا ومهامهــــــــا

ثقافـــــــة
السبت 12-11-2011
سجيع قرقماز

يمكن أن تعرف الميثولوجيا بأنها ثقافة شعب ٍ ما في مرحلة ٍ تكوينية ٍ بدئية، وقد رافقت هذا الشعب شفهيا ً أو كتابيا ً، لسنين طويلة، وكانت المعبر الأول عن مخاوفه وقلقه، قبل أن تنتقل لتصبح المعارف الأولى له وللبشرية،

والتي تعكس ما توصل إليه الإنسان، في أكثر من مكان، من خلال بحثه، ومصادفاته، التي صارت فيما بعد الأسس الأولية لتفسير الكون في نشأته وصيرورته، والتي صار بالإمكان اعتبارها المحاولات الأولى لتفسير الظواهر الطبيعية في الكون، وخاصة ً ما يتعلق منها بالتغيرات المناخية، والتقلبات الجوية، والظواهر غير العادية.‏‏

المرحلة الأولى، التي ركز عليها الإنسان - وتبعا ً - للتبدلات والتطورات الزمنية والاقتصادية، هي الألوهية المطلقة للربة الأم، ومثالها (عشتار، أو إنانا) في تجلياتها، ومسمياتها المتعددة، هذه المرحلة امتدت في العهود الزراعية الأولى، أي قبل أن يستقر الإنسان، ويبدأ في السيطرة على موارد الأرض، ويطور معرفته في ظواهر الكون، وتصبح الزراعة تحت سيطرته، ويدجن الحيوان، ويلغي بالتالي الاعتماد على الالتقاط والقنص.‏‏

مع هذا الاستقرار، وفيما بعد، سنشهد تقدم، وتفوق الرجل على المرأة لأن الزراعة صارت بحاجة إلى قوة ٍ أكبر، وهي الرجل، وأنيطت بالمرأة مهمات ٍ جديدة جعلتها تفقد عرش ألوهيتها لصالح الرجل الذي بدأ بالسيطرة على الأرض والمرأة أيضا ً.‏‏

نحن إذا ً أمام مرحلة ٍ جديدة ٍ ستنعكس ليس على الحياة الحقيقية للإنسان في تلك الفترة، بل ستنتقل إلى السماء التي ستشهد تنوعا ً، وتغيراً في قوانين اللعبة، وسيبدأ الرجل الذكر في السيطرة، وليس ذلك فحسب، بل إن السيطرة الحقيقية في مرحلة ٍ لاحقة ٍ ستنتقل أيضا ًَ من الأرباب الشيوخ، وأحيانا الملوك الشيوخ إلى الجيل الشاب، والأكثر قوة ً، وهذا سنراه واضحا ً بين الأرباب في مثال ٍ واضح ٍ هو تراجع دور رب الأرباب (إيل) وتقدم دور (البعل) الشاب، أما في المثال الثاني فإنه يتجلى في طلب الأمير الشاب من أبيه (الملك كارت) ترك الحكم والتخلي عن الملكية له. إضافة ً لذلك نلحظ في أسطورة (كارت) تعاون الإيل معه، وكأن الأسطورة تريد أن تقول: انظروا إلى تعاون الشيوخ بين بعضهم !.‏‏

أما المثال الثالث، وهو الأهم فيكمن في تناغم المستوى الإلهي -إذا جازت التسمية مع المستوى الأرضي من خلال تفتح الطبيعة بعد موتها في لقاء إنانا ودوموزي، الإلهي، والذي يقابله على الأرض طقس الزواج المقدس، والذي كان يتم بين ملك سومر، وكاهنة إنانا، فيفعلا ما يفعله الإلهان. ‏‏

وهنا لا بأس من معرفة الفارق بين الميثولوجيا السورية، ومثيلتها الفرعونية (المصرية) من جهة، وبينها وبين الإغريقية من جهة ٍ أخرى، آخذين بعين الاعتبار الفوارق الزمنية بين الثلاثة.‏‏

بداية نقول: إن السمة الرئيسية للميثولوجية المصرية الأقدم زمنيا، هي (السماوية) وارتباط الإرث الشعبي، وخصوصا ً الديني والذي هو الجزء الأكبر من الميثولوجيا، بالسماء والكون الفسيح، وعدم مقاربته للواقع القريب جدا ً منه وهو الأرض. أي الاهتمام بالسماوي على حساب الأرضي وتركيز اهتمام الناس على أن قدرهم مربوط ٌ بالحاكم، المربوط أوتوماتيكيا ً بالإله.‏‏

في تقديمه لكتاب (أساطير الخصب القديمة، والمعتقدات الشعبية في سورية) وهو من تأليف: د. حسني حداد، ترجمة: أحمد الهندي دار الكندي 1989. يرى فراس السواح:‏‏

رغم التنويعات في تفاصيل الطقوس وأسماء الآلهة من مكان ٍ إلى آخر فإن جوهر المعتقد واحد ٌ والخطوط العامة للممارسات الطقسية التي تتركز حول إله ٍ واحد ٍ (دوموزي، تموز، بعل) فإن (أوزوريس) المصري ينتمي إلى هذه المجموعة، مع فوارق في سيرة حياته وطقوسه، مما تمليه طبيعة الحياة الزراعية المختلفة في وادي النيل.‏‏

هذا الأمر سنراه مختلفا ً تماما ً في الميثولوجيا السورية التي كسرت قيد احتكار السلطة من الأرباب والحكام، ووضعتها أمام الشعب، ومثالها الذي لا ينتبه إليه كثيرون، هو تعميم المعرفة (الأبجدية) التي جعلت القراءة والكتابة متاحة ً للناس، وليست حكرا ً على الطبقة الدينية المسيطرة حينها.‏‏

أما ما يتعلق بالإغريقية، والتي دونت بعد السورية بمئات السنين، فقد استوردت الكثير من أنماط الآلهة ووظائفها من الميثولوجية السورية، لكنها اهتمت أكثر، وحلقت في المعارف الأرضية والحروب والمعارك.. بينما حافظت الميثولوجيا السورية على خصوصيتها الأرضية، الطقسية، وهذا ما سنراه واضحا َ من خلال أساطير وملاحم أوغاريت، التي تعتبر المصدر الأكثر كمالا ً ووضوحا ً في الميثولوجيا السورية.‏‏

لنستمع إلى رأي فراس السواح من المرجع السابق أيضا ً:‏‏

تمدنا المصادر اليونانية بروايات ٍ متفرقة عن معتقد الخصب الكنعاني في فينيقيا التي بدأ احتكاكهم فيها منذ القرن الثامن ق. م، وأخذوا إلى مواطنهم آلهتها الرئيسية (عشتارت)، تحت اسم (أفروديت) في وقت ٍ مبكر ٍ من القرن السابع ق.م.ومعها رفيقها الذي اسمه (أدونيس) تحريفا ً للقب (أدون) أي الرب الذي عرف به في فينيقيا.‏‏

غير أن أسطورتها الفينيقية قد تعرضت للكثير من التحريف إلى درجة يصعب معها تلمس ملامحها الأصلية.‏‏

ثورة الميثولوجيا السورية‏‏

بعد تمركز السكن الإنساني، والتخلي عن الكهوف، استقرت الأمور في منطقة شرق المتوسط الذي تمثل سورية المثال الأوضح لها، وصار الإنسان الذي استقر بحاجة ٍ إلى تنظيم أموره ومجتمعه بشكل ٍ يختلف عن السابق، فجاء (البعل) ليزيح (الإيل) ويأخذ مكانه، ويبدأ من خلال سلسلة من الإصلاحات، بخلق حالة ٍ جديدة ٍ لايستطيع الجيل السابق من الحكام إدارتها، فبدأ بإزاحة الأرباب الأضعف، نهر، يم، عشتر.. لكن عندما استقر الوضع، وصار الحاكم الأوحد - رغم وجود الإيل كرب ٍ للأرباب نظريا ً - أي أنه لم يقم بانقلاب ٍ على الإيل بل تركه يحكم نظريا ً - في برجه العاجي - وبدأ بإزاحة المنافسين من طريقه، أو لنقل اللاعبين الآخرين، ليصبح هو المنظم، الذي يزرع، ويحرث، ويرسل البرق والرعد، ويسقي النبات.. لكن استقرار الأمر له منفردا ً، يعني استمرار الخصب في الأرض، وهذا بحكم الطبيعة غير ممكن، من هنا كان لا بد من جعل دورة الحياة طبيعية، لذا يأتي (موت) ليقتل (البعل)، ويبدأ الصراع الكبير مع منافس ٍ من وزنه، وقوته، ومع أنه ينتصر على (موت) فإن الآخير يعود لنزال (البعل) ويصرعه من جديد، وهكذا تستمر الحياة، وتبعا ً لقوانين الطبيعة - من الآن ولاحقا - وليس وفقا ً لفوز (البعل)، ولا بد إذا ً من الاتفاق بين الربين القويين، ولا بد من حل ٍ وسط، كيف ؟ ببساطة أن يحكم كلاً منهما ستة أشهر، ويترك الحكم طواعية ً للآخر في نهاية الشهور الستة التي كان يعيشها المجتمع السوري، وكتبها رجل ٌ سوري ٌ منذ أربعة آلاف سنة ؟ وهكذا كان التقسيم الأول للسنة بين قسمين (خصب وقحط) صيف وشتاء، قبل أن يتم تنظيم الكون لاحقا ً وبشكل ٍ أوضح بإضافة الربيع والخريف.‏‏

في هذا السياق يرى فراس السواح (المصدر السابق): يخطو الإله (بعل) خطوات ٍ واسعة ٍ في الاستقلال عن الأم الكبرى، ويبدأ في بناء شخصيته ذات الطابع المسيطر القوي...وترجح في شخصيته خصائص الذكورة، في مقابل خصائص الأنوثة التي ميزت تموز وأدونيس.‏‏

ويرى أيضا ً: بدأ الإله (بعل) بتوطيد مملكته، على طريقة الآلهة البطريركية التي تثبت جدارتها في مستهل حياتها، بالتغلب على قوى إلهية كونية تنتمي لعالم الديانة الأمومية الأسبق منه. فكانت أولى معاركه مع المياه الفوضوية ممثلة ً بالإله (يم)، وبعده انتصر على التنين (لوتان)، أما بعد بناء البيت، والراحة، لم يتركه (موت) بل طالب بتسليمه، لكن (البعل) يستسلم للإله (موت) دون عراك، فتتدخل (عناة) تمسك بالإله (موت) بالسيف تقطعه، وبالمذراة تذروه، وبالنار تشويه، وبالطاحونة تطحنه، وفي الحقل تدفنه، لتعود الحياة مع (بعل) إلى خصوبتها.‏‏

إذا ً ما نراه في الميثولوجيا هو نوع ٌ من الدراسات الفكرية والطبيعية وإلا ما معنى أن يناضل (جلجامش) من أجل الحصول على نبتة الحياة الأبدية، وعندما يحصل عليها، ينزل في بركة ماء ٍ رائعة ليسبح، فتلتهمها الحية لتصبح خالدة ً بسبب نبتة الحياة الأبدية، التي يفقدها جلجامش، وكانت بين يديه. هو المنطق إذا ً، فلو أن الكاتب أو الكتبة استمروا في إكمال قصة (جلجامش) كما يرغب القراء فإن الخلود سيصبح من نصيب الإنسان، وهذا غير منطقي، إذا ً الميثولوجيا المنطقية، وهي تعكس حالة ً من المعرفة التي اتكأ عليها العلم فيما بعد، كما اعتمد على قصص (الأخوين غريم) الخيالية، وابتكر من خلالها كثيرا ً من قوانين العالم في المجالات العلمية والحياتية.‏‏

من الميثولوجية الكنعانية إلى الإغريقية‏‏

ظهرت الميثولوجية الإغريقية بمختلف فروعها إلى العالم في القرن السادس قبل الميلاد، ليبدأ الإغريق في تطوير الدراما (ملهاة ومأساة) في نهاية القرن السادس وبدايات الخامس ق.م.‏‏

وفي العودة إلى هذه الأساطير والملاحم نلحظ تشابهاً كبيراً بينها وبين الميثولوجية السورية التي سبقتها بمئات السنين، والتي عرف من بينها بل وأشهرها زجلجاميشس التي ترجمت إلى مختلف لغات العالم، ومن يتابع هذه الملحمة سيلحظ مدى اقترابها من الشكل الحديث للملحمة أو الأسطورة الإغريقية. وبين جلجامش و ملاحم وأساطير الإغريق نشأت ملاحم وأساطير كثيرة في الميثولوجية السورية في سومر، وبابل، أو صور وصيدون، وغيرها، وأهمها تلك التي ظهرت متأخرة ً في أوغاريت).‏‏

هذه الملاحم والأساطير كانت تفسيراً أو تخيلاً، ومحاولة سيطرة على قوى الطبيعة، التي يبدو أنها كانت تترك آثاراً سلبية في بعض الأحيان على حياة السكان.‏‏

ملاحم وأساطير أوغاريت لم تختلف عن الملاحم السورية في إطارها العام ودونت في عهد الملك نقماد الثاني 1370ــــ 1340 ق.م. عن رواية الكاهن الأكبر في أوغاريت (أتينبرلانو) وبخط الكاتب (إيلي ميلكو). وقد وجدت محفورة ً على عشرين رقيماً فخارياً، و تشكل ست قصائد مستقلة، منها أربع ملاحم تتحدث عن الآلهة، وأسطورتان يلعب فيهما البشر دوراً رئيسياً.‏‏

- الملاحم هي: دورة البعل. مولد الآلهة. زواج القمر.الرفائيم.‏‏

- أما الأسطورتان فهما: أقهت ابن دانييل. وكارت.‏‏

دورة البعل‏‏

سبع لوحات، تتحدث عن صراع (البعل) مع الأرباب الآخرين وبعثه من جديد، وتجسد القصيدة دورة الحياة في الطبيعة، أي توالي الفصول، وما يرافق ذلك من تحولات: أمطار، جفاف، خصب، قحط...‏‏

مولد الآلهة (مولد الفجر والغروب)‏‏

وصلت هذه القصيدة على لوحة واحدة، محفورة ً على الوجهين. وهي تتحدث عن (إيل) رب الأرباب خالق الخلق.‏‏

زواج القمر (أنشودة ننكال): في هذه القصيدة يرى الأوغاريتيون علاقة ً بين الخصوبة البشرية, ودورة القمر اليومية والشهرية , والقمر عندهم مركب من زوجين: «ننكال» الأنثى , و«يرح» الذكر , حيث يتقابل الاثنان عند الغروب وينجبان طفلاً.‏‏

الرفائيم: ثلاث كسر من ثلاث لوحات، اصطلح علماء الأوغاريتية أن يعتبروها، مؤقتاً، ملحقاً بأسطورة- أقهت- حيث يزور الرفائيم دانييل على بيدره، ويقدم لهم تيناً وتفاحاً.‏‏

أقهت ابن دانييل‏‏

أربع لوحات ناقصة وكثيرة التشويه، تمثل أسطورة أقهت. القاضي العادل دانييل له ابنة اسمها (فوغة) لكن لا ولد ذكر له، يدعو رب الأرباب الذي يستجيب لدعواه وتحمل زوجته، وتضع صبياً يسمى (أقهت).‏‏

عندما يصبح أقهت شاباً قوياً يحصل من إله الحرف (كوثر خسيس) على قوس ٍ رائع، تغار منه (عناة) ربة الصيد، وتحاول الحصول على قوسه مقابل وعود كثيرة ولكنه يرفض كل وعودها، لذلك تقتله بمساعدة مجموعة من الأشرار، لكنها تخسر كل شيء حيث يسقط القوس ويضيع في البحر، ما يؤدي إلى إحلال القحط في الأرض، تبدأ محاولة (فوغة) الانتقام لأخيها، لكن التشويه ينهي القصة.‏‏

من جانبنا، نفترض بأن النهاية ستكون على الشكل التالي:‏‏

في الأسطر الضائعة تصل (فوغة) إلى مكان الأشرار، وتنتقم من زعيمهم (وطفان) الذي يعترف بقتله لــ أقهت وبعد أن تثأر لأخيها ترتاح روحه، ويعود الخصب إلى الأرض بعد سنوات سبع عجاف.‏‏

كارت‏‏

الملك (كارت) الذي يهمل أهله ورعاياه، يرعاه إيل، ويزوجه من أجمل بنات الأرض، حيث يبارك زواجه، لكن (كارت) لا يحفظ العهد، ويستبد بالشعب، لذلك عندما يصبح على فراش المرض، ولا يستطيع بعد القيام بواجباته، يطلب ابنه منه أن يتخلى عن العرش.‏‏

رموز ودلائل في الميثولوجيا الأوغاريتية‏‏

يقول نسيب وهيبة الخازن في كتابه- أوغاريت-:‏‏

«فيكتو بيرار، أكبر اختصاصي في الأوديسة وضع بضعة عشر مجلدات ليقول إن هوميروس فينيقي، أو على الأقل متأثرٌ بملاحم وضعها فينيقيون. والأغارقة هم الذين نصبوا- قدموس معلماً لهم، وأخته زوجة ً لكبير آلهتهم، واسمها على قارتهم (أوروبا).‏‏

د. علي أبو عساف يقول: «وجدت النصوص الأوغاريتية في مكتبة كبير الكهنة، وهذا يعني ارتباطها بالشعائر الدينية، ويمكن اعتبارها فهماً دينياً يحاول تفسير الظواهر الطبيعية التي تحيط بالبشر.‏‏

أنيس فريحة يرى: «للنصوص الأوغاريتية قيمة دينية خطيرة الشأن، فقد كانت معلوماتنا عن ديانة الكنعانيين مستمدة من إشارات أسفار التوراة، وكلها توحي بأنها ديانة يكثر فيها الشرك والرجس والخلاعة والإباحية».‏‏

يتابع فريحة: «لم يكن الكنعانيون يختلفون عن سائر الشعوب الزراعية، ديانتهم لصيقة بالأرض - الخصب- وقريبة من السماء - المطر- وكيان الإنسان يتوقف على الخصب والماء».‏‏

أما شيفمان فيلخصها: تتلخص الأساطير في أنها تعد- من وجهة نظر المجتمع المنتشرة فيه- معارف عن العمليات العميقة التي تحدث في الطبيعة، ولا تدركها المراقبة السطحية.‏‏

والمعرفة كما يراها ناس العصر الذي نحن بصدده، ليست نتيجة لأعمال البحث بحد ذاتها، بل نتيجة معرفة مقدسة، وسر سحري.‏‏

أما الأحداث الواردة فيها، فقد كانت بالنسبة لرواتها ومستمعيهم واقعاً حقيقياً، وفهمت بالمعنى اليومي المعاش. وقد بدا عالم الآلهة عالماً أرضياً مرسوماً في وسط آخر، أما الآلهة فتشبه الناس على حد مدهش، فآلهة أوغاريت تسكن العالم الذي يسكنه الإنسان نفسه، ولا يفصل العالمين أي فاصل كان».‏‏

وختاما ً أعتقد بضرورة الاطلاع على عالم الآلهة الأوغاريتي:‏‏

إيل: أبو الآلهة، رئيس المجمع المقدس في أوغاريت, عمله الأول كان خلق الآلهة، لكنه كان ضعيفا ً عجوزا ً وقت تدوين الميثولوجية الأوغاريتية.‏‏

- البعل: شاب ٌ وسيم يعمل للحياة ويكره الموت، يحمل بيده عصا ترمز إلى الخضرة، وبالأخرى صاعقة ترمز إلى أنه رب البرق والرعد وبالتالي المطر. مسكنه أعالي الجبال (صافون)، بناته: بدرية ابنة الرعد، طلية: ابنة الندى، أرضية، روح التربة، وخصبها. صفاته: علي، العلي، راكب السحب، بطل الأبطال. راكب عرفات.‏‏

أما جفنة وحقلة فهما رسولا البعل، جفنة تعني الدالية، وحقلة (الحقل المحروث) أي أوغاريت.‏‏

- يم: من ألقابه نهر أي قاضي النهر، حيث تؤدي كل نفس ٍ عنده الحساب قبل دخول عالم الأموات. إذا ً هو قاضي الأموات عند النهر، أو البحر.‏‏

- موت: إله الموت، وإله العالم السفلي المظلم البارد، عرشه من طين، طعامه الوحل، وشرابه الكدر من الماء. عمله القضاء على الحياة، يأمر الشمس فتحرق العشب، وتجفف الزرع، وتعجل بالحصاد، يسكن واد ٍ سحيق ٍ، يؤدي إلى ما تحت الأرض.‏‏

- أشيرة: زوجة إيل، لقبت بخالقة الآلهة، عندما احتل البعل مكانته الرفيعة، وأصبح خليفة ً لإيل، أصبحت أشيرة زوجته بحكم الوراثة.‏‏

- عناة: أخت البعل، تحارب حروبه، وهي أيضا ً زوجته، لقبها (البتول) هي ربة الصيد والقنص في (أقهت).‏‏

- كوثر وخاسس: اسم ٌ مركب يعني (الحاذق الماهر) إله البناء والفنون، يشرف على بناء هياكل الآلهة، اكتشف المعادن وطريقة صهرها وتنقيتها، وهو يرمز إلى تقدم الفنون والصناعة لا سيما بعد إدخال الحديد، ويسكن في (ممفيس، مصر).‏‏

- الرفائيم، الأشباح: ليس واضحا ً إن كانوا آلهة أو بشرا ً، أو جماعة من الأولياء والقديسين.‏‏

- يرح، إله القمر، ويسكن مدينة أبولم، التي يعتبرها الأوغاريتيون مدينة القمر.‏‏

- شمش أو شمس، وهو إله الشمس..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية