تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وبالمسنين إحساناً

أروقة محلية
السبت 12-11-2011
عبير ونوس

مكافأة نهاية الخدمة تعويضٌ ماديٌ يقدم عادةً لكل من أنهى سنوات خدمته تقديراً لجهوده وامتناناً لخدماته، والمدن الصديقة للشيخوخة

التي جاءت ثمرة تعاونٍ بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية هي أيضاً مكافأة نهاية خدمة لكن لمن بات في أرذل العمر هذه المرحلة التي يعاني فيها الإنسان ما يعانيه من وهنٍ وأمراضٍ تتطلب توفير ما يلزم من وسائل الراحة والأمان، والاستجمام للمسن ومساعدته على قضاء يومه بيسرٍ وسهولة، والأهم إشعاره أنَه صاحب المكان والجميع ينشد راحته.‏

مكافأةٌ عمل أبناء «ديرعطية» بالتعاون مع الجهات المختصة في الدولة على تقديمها لمسنيهم وذلك بتأسيس عيادةٍ وحديقةٍ خاصة بهم، فضلاً عن سعيهم لتأمين متطوعين يبادرون لزيارة المسنين في بيوتهم للإشراف عليهم صحيَاً واجتماعياً وسوى ذلك من التسهيلات الكفيلة ببقاء هذه الشريحة العمرية بحالة تواصل مع المحيط لاستثمار ما لديها من إمكانيات لا زالت قادرة على تقديمها عندما نشعرها أنَ حاجتنا لها لم ولن تنته.‏

فمن بذل عمره لبنائنا في سنواتٍ مضت، وأصرَ على تأمين ما يلزم لدعمنا كي ننجح لايستحق منَا إلا التكريم بدعمه معنوياً وعاطفياً بالبقاء معه وإلى جانبه وإشعاره بأنَ رعايته ليست عبئاً علينا بل شرفاً لنا فهل تتحول مدننا وقرانا جميعها صديقةً للشيخوخة، ونتبنى جميعاً قيماً وأخلاقياتٍ لم تكن يوماً إلاعرفاً من أعرافنا الاجتماعية، وثابتة من ثوابتنا الدينية لنستعيد مشهد فتىً يساعد عجوزاً لعبور شارع، وشاباً يقف ليجلس مسناً صعد إلى الحافلة، وطفلاً أو مراهقاً لا يهزأ أو ينفر من منظر عجوزٍ أنهكه الزمن، والأهم عودة الأسر الحاضنة والراعية للشيخوخة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية