|
ســـــاخرة خاصة بين تلاميذه الذين كان يدرسهم الرسم، فإن ظرفه كله يتجلى في كتاباته، حتى الجادة. في مسرحيته التاريخية «الجارة»: وامعتصماه، أبى إلا أن يقدم شخصيتين ذاتي طابع هزلي كوميدي، هما ابراهيم الهفتي والضحاك، وقد أسعدني الحظ عامي 1952و1953 فقدمت مرة الشخصية الأولى، مرة أخرى الشخصية الثانية، وذلك عندما عرضت مسرحية أبي السعود «وامعتصماه» في دار المعلمين بدمشق، من إخراج الأستاذ عدنان السوري الذي كان من تلاميذ عبد الوهاب أبو السعود ومريديه. فنان ومصور وكاتب وممثل ومخرج وقد أجاد الأستاذ حسان بدر الدين الكاتب في (موسوعته الموجزة) المجلد 5 حين وصف أبو السعود بأنه: فنان ومصور وكاتب مسرحي. وأضيف أنا: ممثل ومخرج مسرحي. في بداية حياته سافر عبد الوهاب إلى مصر للدراسة في جامعة الأزهر، غير أنه انصرف عن ذلك إلى المسرح، واستهل حياته الفنية في القاهرة بتمثيل بعض الأدوار في المسرحيات المعربة التي كانت تقدمها فرقة جورج أبيض، مثل (عطيل) من تعريب: خليل مطران و(أوديب) من تعريب فرح أنطون، و(لويس الحادي عشر) من تعريب: الياس فياض. الشخصية الثانية بعد القباني ويتابع الأستاذ الكاتب نقلاً عن عدة مصادر مما كتبه د.عمر دقاق وعادل أبو شنب وعدنان بن ذربل أن الأستاذ أبو السعود عاد من مصر إلى سورية متسماً بخبرة واسعة في الفن المسرحي، ومن هنا تبدو أهميته باعتباره فناناً أكثر من كونه كاتباً، وهو الشخصية البارزة الثانية بعد أبي خليل القباني في تاريخ الفن المسرحي في سورية، إذ عمل على تطويره والدخول به في مرحلة الواقعية، ولعل فضله الأول يتجلى في مضمار التمثيل والإخراج، وفي دأبه على إقامة حياة مسرحية من خلال المنتديات والجمعيات التي نشطت في دمشق في الفترة بين الحربين ومنها «دار الألحان والتمثيل» و«نادي الفنون الجميلة» و«نادي الاتحاد والترقي» و«نادي الكشاف الرياضي». مسرحيتان مطبوعتان ترك عبد الوهاب أبو السعود مسرحيتين مطبوعتين هما «وامعتصماه» و«ميلاد محمد». ومن مسرحياته المخطوطة «الزباء» و«جابر عثرات الكرام» إضافة إلى مسرحيات كوميدية انتقادية مثل «الطبيب والمحامي» و«بعرور وقرموش» و«الحلاق والثرثار» و«أرقم في جهنم» و«فندق أبو شالوح» و«عنترة وفتى العصر». مسرحيات ضاحكة من فصل واحد ومعظم هذه المسرحيات، في فصل ضاحك انتقادي واحد، وقد شاركت في بعضها على مسرح دار المعلمين مثل «الطبيب والمحامي» و«أرقم في جهنم» و«فندق أبو شالوح». مسرحية «أنا وزوجتي» ويذكر الأستاذ ابن ذربل في كتابه «رواد المسرح السوري» أنه اطلع عند عدنان سوري على مسرحية فكاهية مكتوب عليها أنها للبنات وهي بعنوان «أنا وزوجتي» وهي في موضوع عمل البنت والمرأة عامة ورضاها بهذا العمل دون استرجال ودون تطفل على عمل الرجل. ومن المسرحيات الكوميدية التي عرضت أيضاً على مسرح دار المعلمين عام 1953 «عنترة وفتى العصر» وقد أخرجها ومثل دور فتى العصر، الأستاذ عدنان سوري وهو كما ذكرت من تلاميذ الأستاذ أبو السعود ومريديه ويحتفظ بكثير من أعماله. من مسرحية عنترة وفتى العصر تتحدث هذه المسرحية عن فتى متحذلق يتنكر للماضي العربي، على الرغم من أنه ماضيه، ويريد أن ينساه، ومن ذلك سخريته بعنترة وشجاعته، ثم إنه ينام، لكنه يرى في الحلم عنترة، وقد خرج إليه بهيئته الغاضبة، ومعه سيفه ورمحه، وفي صحبته الشاعر الفارس عمرو بن كلثوم. ويجري حوار بين الفتى والبطلين الشاعرين في الفروسية والشجاعة والإقدام، ولايزال في ذاكرتي عمرو بن كلثوم وهو يراجع بعض أبيات معلقته إلى أن يصل إلى قوله: «ونشرب إن وردنا الماء صفواً - ويشرب غيرنا..». ويعيد هذه العبارة: ويشرب غيرنا، فيرد الفتى المرعوب مصطك الركبتين: كوكا كولا. |
|