تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الخالة زوجة الأب والحكاية الشعبية الشامية

ملحق ثقافي
الثلاثاء 24/1/2006
نزار الاسود

الخالة زوجة الأب، وظلمها لأولاد زوجها، وحال أولاد الزوج في دار أبيهم هو الميدان الرئيسي للمفكر الشعبي.

المفكر الشعبي الذي يمثل معاناة المجتمع، وعاداتهم وتقاليدهم..ووجود الخالة زوجة الأب في الأسرة. أما تعدد الزوجات المباح للرجل حتى أربع.. حكاية تعالج هذه المشكلة وتحذِّر من مخاطرها على مستقبل الأسرة،ومستقبل الاطفال والخلافات والنزاعات بين الزوجات والمفكر الشعبي- مثله مثل أديب العصر الحديث مهتم بمعالجة مشاكل المجتمع مهما كانت. وهذا التفكير الذي توارثته الاجيال جاء بديعاً بما انتهى اليه.و بما انتهى إليه الأدب والأديب. وهو أن يعرض صورة للمشكلة. وأحياناً ضاحكة ليجعلها أرسخ في ذهن المستمع. والمستمع يتلهف الى متابعة تفاصيل الحكاية المرحة.. دون أن يقدم له حلاً. المفكر الشعبي مد لايقدم حلاً، ولايعلمنا ما يجب ان نفعل وألانفعل. وهل الخالة معذورة بما تقوم به أولا؟ وهل الأولاد مظلومون أو لا؟ بل المستمع المتعاطف مع بطل الحكاية، هو الذي يقرر ويستخلص النتائج. وينتهي الى العبرة، والى المقصود من الحدث ومن تتابع الأحداث. وأيضاً بطل الحكاية. لابد لكل حكاية من بطل تلتف حوله أحداث الحكاية ويتعاطف معه بلغة العصر الحديث( الجمهور) كذلك ادرك المفكر الشعبي، بالفطرة و بالتجربة فن جذب المستمع الى متابعة الحكاية. وعدم تشتيت انتباهه وتفكيره بتعددِ المواضيع في الحكاية الواحده. وأحياناً يروى الراوي عدة حكايات فتصبح حكاية واحدة في السهرة بعد إلحاح الاهل بمتابعة السرد والرواية. ولكن الأصل يبقى الحكاية الواحدة. زهرة الرمان زهرة الرمان حكاية شامية، من حي الميدان. وزهرة الرمان بنت حلوة ناعمة تشبه زهرة الرمان بلونها الوردي الأحمر وجمالها. سبحان الخالق. وتقع بين يدي زوجة أبيها. يتابع المفكر الشعبي متابعة( الشخصية المحورية) في الحكاية بمفهوم اليوم. فالخالة الظالمة. وإن كانت ملكة. فالظلم قد ينتاب أي إنسان. والسؤال: هل يدري به؟ هل يعرف انه ظالم؟ بأمر الملكة الراعي يأخذ زهرة الرمان الى الغابة ليذبحها. فيحنُّ عليها وينتهي مشوار زهرة الى بيت الساحرة. وتعود الى قصر ابيها الملك ومعها الجواهر الثمينة والذهب واللؤلؤ.. إن الله لاينسى أحداً. المخاطب ويأتي خاطب ثري لزهرة الرمان. ما أجملها! وأي بنت لاترغب بعريس غني؟ وترتكب الخالة هنا جريمة ثالثة بحق زهرة الرمان. في البداية ضربتها بالعصا. بيد أمها. ثم طلب من الراعي ان يذبحها. وهنامع العريس الثري، تضع زهرة في التنور وتطين عليها.وتجمل ابنتها وتضعها في العربة على أنها العروس.. وطبعاً تنتهي الحكاية بكشف ألاعيب الخالة. والخاتمة السعيدة لزهرة الرمان. وسوء الخاتمة للشر الذي تملكه الخالة، وتنسج خيوطه عبر احداث الحكاية. وحكاية زهرة الرمان في اليمن تسمى( عروس الحناء) وتسمى في لبنان (أمُّ الرماد) وتسمى في الشام وأوربا( سندريلا) وفي دمشق تسمى (زهرة الرمان) إن مشكلة الخالة لها أبعاد في كل مكان.. وفي كل زمان.‏‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية