لوحاته المرصوفة بكثافة عددية فوق جدران صالة العرض متنوعة المقاييس والأطوال تُدخل المتلقي إلى واحة التجريب المبرر لفنان متقلب المزاج ومفتون بحالة الانتقال من واحة تقنية إلى أخرى، ومنحاز كلياً إلى الاتجاهات الفنية الحداثية وفق الطريقة الأوروبية المعاصرة، المُلغية بطبيعة الحال كافة المدارس والتيارات الأكاديمية والواقعية، ومسكونة لوحاته بفتنة التأليف اللوني على حساب قيم لشكل الجمالي والمعنى المرصود والسابحة في فضاء لوني حافل بالملونات الترابية «البنيات ومشتقاته» والمُتداخلة مع ملونات الأصفر، الأحمر، والأزرق والمتناغمة مع فنون الإعلان «الكولاج» وتقنياته من لصيقات لبقايا ورقية لجرائد وعبارات أجنبية هنا وهناك الخارجة عن مفهوم اللوحة التصويرية، والمكرسة لحالة قلق الفنان في محددات عناصره ومفرداته وخياراته. لوحات تستهويها شهوة المساحة وسطوة اللون وحركة الريشة فوق السطوح تُبقي الغلبة البصرية مفتوحة للون البني في كافة فصول مرئياته باعتبارها علامة مميزة وسمة مشتركة ما بين كافة أعماله يُدخلها في مختبر التجريب وإيقاعات المساحات التجريدية المتداخلة طقوساً شكلية تقربنا من واحة فنون الآخرين، وتربطنا بشكل ما أو بآخر مع تجارب سابقة له، وإن حاول الفنان «أسعد» هذه المرة أن يتخلص من الرموز وتفاصيل الجسد الإنساني التي عرفناها وألفناها في لوحاته، لتحل المساحة اللونية متعددة الأشكال الهندسية بديلاً عنها مع المحافظة على بعض الدلالات والرموز والتعبيرات الخطية المستوحاة من رموز تاريخية وكائنات حية متوارثة في الأسطورة السورية القديمة ولصيقة بالمجتمعات الرعوية مثل: (الثور، الطائر،الغزال،القمر) في أوضاع شكلية سابحة في أتون الحالة التجريبية.‏