|
البقعة الساخنة السيناريو التفصيلي الذي بدأه منفذو الجامعة يدعو لكثير من التساؤلات في الوقت الذي يستدعي فيه تداعيات ومواقف كثيرة فسورية كانت صاحبة الدعوة لمراقبين عرب ومنظمات أهلية ومحطات تلفزة ووكالات أنباء للقدوم إلى سورية وزيارة الأماكن التي تطلب الوصول إليها، وهي بالفعل استقبلت وفوداً إعلامية أوروبية وآسيوية زارت مناطق التوتر والتقت الأهالي ووقفت على حقيقة الأوضاع ورأت بأم العين الأعمال التخريبية للمجموعات المسلحة والعناصر الإرهابية،واستمعت إلى شهادات حية من المواطنين الذين عاينوا تلك الأفعال، والذين كذبوا الروايات التي تستهدف تحوير الاتجاهات وتزوير الحقائق من خلال الصاق تهم القتل بالقوات المسلحة وعناصر الأمن الذين دفعوا ثمناً غالياً في الذود عن كرامة الوطن وحماية المواطنين في أكثر من مدينة وقرية.. واليوم يبدأ السيناريو الجديد بوضع شرط ضمان لجان تقصي الحقائق ما يضمر اتهاماً ضمنياً ومسبقاً ضد الحكومة، في حين أن الضمانة يجب أن تكون موجهة إلى الجهات التي تدعم الاقتتال الأهلي، والجهات التي تحرض المسلحين والجهات التي تطلب من المسلحين عدم تسليم أسلحتهم وتفويت الاستفادة من فترة العفو المعروضة من قبل الجانب الحكومي. إن سورية بكل ماتملك من رؤية واضحة لمسار الأزمة وتطوراتها تدرك حجم المخطط المرسوم بدقة منذ أكثر من ثماني سنوات، وتدرك طبيعة العلاقات التي تم بناؤها ما بين الحكومات الغربية وبعض الحكومات في المنطقة، فضلاً عن أنها تدرك حجم التدخل والعلاقات التي تم بناؤها قبل الأزمة وخلالها، الأمر الذي يمكنها من وضع تصور متكامل لآلية التعامل مع الأزمة وتداعياتها دون خشية حقيقية من كل مايراد لها، ومايحاك ضدها، فهي قد بنت علاقات سياسية واقتصادية ودبلوماسية على أسس راسخة قادرة على تقديم رؤيتها الحقيقية لها، فضلاً عن أنها تدرك أن رد فعل جامعة الدول العربية فاق حدود المطلوب من أدواتها من قبل عواصم الضغط ورسم المخططات في الغرب، ذلك أن الولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص تقدران مكانة سورية ودورها وتأثيرها وفاعليتها الحقيقية في سياسات المنطقة، خلافاً لما بنى عليه أصحاب الرؤى القصيرة قرارهم الذي سيوقعهم في حالات من التخبط وسيفرض عليهم التراجع الأكيد، أمام حالة الوعي الداخلي من جهة، وتراجع بعض العواصم الغربية عن حدود العداء الكبير أمام انكشاف زيف وضعف التشكيلات والتنظيمات الهشة التي أقامها ودعمها أعداء الأمة العربية كلها، واكتشاف مدى فقدانها المشروعية على الأرض. وسيبقى مشهد الشارع السوري يومي الثاني عشر والثالث عشر من الشهر الجاري ماثلاً أمام أعين جميع المراقبين الذين أيقنوا مدى الالتفاف الحقيقي حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد وإيمانهم بمشروعه الاصلاحي، فيما كذب الادعاءات المفبركة صاحبة الطريقة المستحدثة في التكذيب بما يفوق قدرة غوبلز ذاته. |
|