تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يفجــــرون أحقـــادهم .. وبوحــدتنا نرفــع اســـم الوطــن

مجتــمـــــع
الخميس 17-11-2011
رولا فهيم عيسى

ترى لماذا لاتسأل بعض الدول ممن وكلت نفسها مدافعة عن الشعب العربي ماالذي تفعله سفاراتها منذ عشرات السنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة معترفة بكيان صهيوني لم يعرف منه العرب يوما إلا سياسة الاغتصاب و البطش والقتل والتدمير ؟

أو أين كانت أثناء ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لابشع المجازر بحق أبناء شعبنا وأكثرهم أطفالاً ؟ وماالذي أجبرها بأن تكون شريكة في حروب أميركية على أبناء شعبها من العراق وليبيا والسودان والآتي أعظم ؟‏

ومما يدعو للغرابة أكثر ان بعضاً ممن نصبوا أنفسهم بالمدافعين عن حقوق شعبهم الفلسطيني والعربي في وجه الصهيونية يظهرون بحقدهم الدفين عبر قنوات فضائية تعمل لصالح بقاء وتكريس الاحتلال الاسرائيلي بل إنها تأبى ورغم كل الانتقادات التي وجهت إليها بأن تصف اسرائيل بالاحتلال ولم تنزع اسم هذا الكيان الغاصب عن خريطة تظهر للوطن العربي عبر شاشاتها وكل ذلك بغرض تعويد المواطن العربي على الاعتراف التدريجي بهذا الكيان والنظر إليه على أنه أمر واقع .‏

تلك القنوات المندسة في الإعلام العربي شوهت المشهد العربي واطرته ليصبح ملائماً للاملاءات الأميركية في المنطقة ولتدعيم حجج الاحتلال ولم تتبع المهنية او تعرف الحياد الا عندما يكون المشهد إسرائيليا فهي تبرر عبر مذيعيها محبي الدولارات بانها تعمل بحيادية وفقاً للمهنية الإعلامية وأي مهنية تلك التي تقوم على تحريض وتضليل إعلامي لاسابق له إلا القنوات الصهيونية ، أي حياد تتكلم عنه تلك القنوات مادامت أكبر وكالات الأنباء وأعقد وسائل الإعلام في العالم لا تقوم على الحياد باعتراف منها بل إنها أوجدت أصلاً لصالح هيمنة بعض الكيانات على العالم من خلال الاستحواذ على الرأي العام العالمي .‏

وهذا ليس بجديد بعد فشل جميع أساليب الاستعمار حيث بات المطلوب اليوم احتلال الشعوب من خلال عقولها وتحويلها لقوى متناقضة تتصارع فيما بينها ضمن الوطن الواحد والدولة الواحدة والمدينة الواحدة والقرية الواحدة والطائفة الواحدة إلى أن يتم إضعافها وتشتيتها ومن ثم قضمها وامتلاك مالديها من ثروات مادية وبالتالي تغيير ملامحها لتغدو جزءا من كياناتها المستقبلية في المنطقة .‏

وما يعني سورية من هذا الكلام أنها الأم التي طالما فتحت ذراعيها لكل أبنائها من الشعب العربي في وجه الحروب و النكبات والنكسات التي أصابتهم من السياسات الاستعمارية في المنطقة وجعلتهم جزءا من أبنائها رغم كل التهديدات التي تعرضت لها من قبل دول الاستقواء العالمي، وما يجري اليوم في سورية موجة من موجات انتقام عرفناها وعشناها ووقفنا في وجهها بمثابة صخرة لا تنكسر إلا من أجل الوحدة الوطنية واستمرار نهج المقاومة لتحرير آخر شبر من الأراضي المحتلة وعلى رأسها الجولان المحتل .‏

سورية الأم التي تتعرض الآن لمؤامرة تقوم على الكذب والتضليل و اجتذاب العواطف ونحن العرب والسوريين على وجه الخصوص نؤخذ بالعواطف لكننا أيضا نميز بين الحقيقة والمؤامرة ونثق بقيادتنا الحكيمة التي طالما تعاملت بل انها علمتنا على التعامل الإنساني واحتضان المنكوب من الغير فكيف بأبناء الوطن، إنها أحقادهم يريدون أن يفجروها في هذا البلد الذي طالما شهد له العالم برمته لما يمثله من تعايش بين مختلف الطوائف .‏

وحدتنا الوطنية وثقتنا بقيادتنا ودحضنا لكذبهم وافترائهم اللذين لمسناهما في أكثر من محطة كفيلة بتحطيم أحقادهم ومؤامراتهم ليسلم الوطن من انتهاكات تحت اسم القانون الدولي الذي لم يطبق يوما من أجل نصرة شعب مظلوم والا لما كان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني الأميركي لايزال يقبع في أرضنا وينكل بنا ويعتدي علينا وعلى ثرواتنا، الوطن يحتاجنا ونحن نحتاجه لنصوب الأخطاء معاً ونبقي على التعايش المشرف بيننا ، بنا يكبر الوطن وبه نكبر ولدينا من المقومات الحضارية والعربية والإسلامية والإنسانية ما يكفي لنرفع اسم وطنناً عالياً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية