تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شركة اسمنت طرطوس ومكبات القمامة مصادر تلوث حصين البحر وجوارها والحلول دون جدوى!!

محليات ـ محافظات
الخميس 17-11-2011
عماد هولا

قفزت من قاع الذاكرة إلى السطح مقولة الراحل الأديب الكبير سعد الله ونوس حين قال:«إننا محكومون بالأمل» نعم إننا محكومون بالأمل مضافا إليه الصبر على شركة اقتصادية انتاجية وطنية شركة اسمنت طرطوس وصبرنا عليها منذ ثلاثة عقود من الزمن

وهي تنفس الغبار الملوث للشجر والبشر والحجر وهنا لابد من توصيف جغرافيا الحالة المأساوية حيث تقع شركة اسمنت طرطوس على الشريط الساحلي وتحديداً غربي قرية حصين البحر مباشرة ولها الحصة الكبرى من التلوث الناجم عن غبار الاسمنت وهي تتوسط سلسلة الطوق الأول المؤلف من حصين البحر -متن الساحل -عبة- الرويسة- زمرين دوير طه- البتريج- السودا وإذا قلنا أن حصين البحر هي المتأذي الأول فلأن حركة الرياح في هذه المنطقة جنوبية غربية بنسبة 85٪ من أيام السنة أي سكان حصين البحر وجوارها يتلقون معظم أيام السنة الغبار الملوث لكن مكونات هذه البيئة الساحلية وبالاتصال مع الادارات المتعاقبة على هذه الشركة كانت الوعود «قريباً سنركب المرسبات الكهربائية وقريباً سيتم استلام ساحة التجانس- قريبا سنستبدل الفلاتر الكهربائية بأخرى قماشية قريباً وقريباً» ونعتقد أن هذا القريب بعيد جدا حتى يثبت العكس والمحزن أننا مازلنا نلوث بهذا الغبار الذي خلف وراءه أمراضاً مزمنة والربو وأمراض التحسس وكافة أمراض الصدر هذا عند الانسان والضرر ذاته واقع على الشجر والمزروعات وكما قلنا على كافة مكونات البيئة في حصين البحر وجوارها..!!؟‏

وإذا كان هذا الضرر واقع علينا من منشأة اقتصادية وطنية رابحة وتؤمن فرص عمل لأكثر من ألفي عامل وعاملة لهذا السبب تحملنا وصبرنا على أمل إزالة هذا الضرر والتلوث من خلال تركيب فلاتر قماشية حديثة فما ذنب أهالي حصين البحر وجوارها كي يحاصروا بمصادر تلوث اضافية متمثلة بمكبين للقمامة الصلبة المكب الأول رابض على الكتف الشرقي للقرية منذ 20 عاماً وكان في بدايته مخصصاً لبلديتي حصين البحر والسودا فقط ومنذ عشر سنوات أصبح مكباً لمن يشاء من المحافظة دون رقابة وعند هبوب الرياح الشرقية تشتعل فيه النيران مشكلة سحابة فوق قرية حصين البحر ممزوجة بروائح وغازات سامة هذا عدا عن انتشار الجرذان والذباب والبعوض والكلاب الشاردة، حول هذا المكب وضمنه ووصول هذه الحشرات إلى منازل القرية.‏

أما المكب الثاني المحدث منذ سنوات عدة فوجد لنفسه مقراً جديداً في الخاصرة الشمالية للقرية وتحديداً في إحدى جبهات العمل المنتهية من مقالع شركة اسمنت طرطوس ونستطيع القول إن هذا المكب أصبح مكباً لكافة أنحاء المحافظة وطبعاً بكميات تقدر بآلاف الأطنان من القمامة الصلبة وبشتى أنواعها وكأن هذا الموقع أصبح بديلاً لمكب وادي الهدة الذي صرفت عليه مئات الملايين من الليرات ولم ينجز حتى الآن وعلى ذمة الجهات المختصة فإن هذا الموقع مؤقت ولكن نؤكد أنه سيبقى طالما لم ينجز مكب وادي الهدة والمعلومات تقول أنه سيبقى حتى لو أنجز كمرحلة تجميع للقمامة ومن ثم ترحيلها إلى وادي الهدة.‏

إذاً حصين البحر وجوارها محاصرة بثلاثة مصادر للتلوث من الغرب الدخان، والغبار المتصاعد من مجبل الاسفلت التابع لمديرية الخدمات الفنية بطرطوس والملاصق لمعمل اسمنت طرطوس والذي بدوره ينفث غباره كلما حدثت رفة كهربائية وزيادة في نسبة غاز 25 أثناء عمليات الطحن والحرق الأمر الذي يؤدي إلى فصل المرسبات الكهربائية وتصاعد الغبار بكثافة هائلة.‏

ومن الشرق مكب للقمامة الصلبة، وكذلك الأمر من الشمال مكب للقمامة الصلبة الوافدة من مدينة طرطوس وجوارها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية