|
حدث وتعليق لكن مع الأسف أصبح هذا الهدف وغيره في خبر كان!, لا بل أصبحت مؤسسة الجامعة نفسها مصدر خطر على دولها الأعضاء المؤسسين لها, بعد أن ارتضت بعض الأطراف العربية التخلي عن سيادتها والارتهان للمشروع الصهيوني في المنطقة, فحولت تلك المؤسسة إلى أداة رخيصة «للناتو», ومطية للولايات المتحدة ومن يدور في فلكها, للإسراع في تنفيذ ما أعد لمنطقتنا من مخططات تقسيمية . قرار تلك المؤسسة ضد سورية على خلاف الدور المناط بها, وان كان مستهجنا, إلا أنه لم يكن مفاجئا للسوريين, نظرا لمعرفتهم بالنيات المبيتة لبعض العربان باستهداف بلدهم وقرارهم الوطني المستقل, ويعرفون كذلك أن تلك المؤسسة قد فقدت مصداقيتها ومبررات وجودها منذ أن قدمت العراق على طبق من ذهب لعصابات بوش الابن, وسمحت للاحتلال الإسرائيلي بسفك دماء أطفال غزة, وأعطته الوقت الكافي لمحاولة الإجهاز على المقاومة في لبنان, كما أعطت «الناتو» الغطاء اللا شرعي لتدمير ليبيا, وأن هناك دولاً عربية أخرى على قائمة الانتظار . رغم كل ذلك, وانطلاقا من المثل الشعبي «الوعاء الكبير يحوي الصغير» فان سورية ما زالت حريصة على تلك المؤسسة علها تعود إلى جادة الصواب, وتغير سلوكها وأداءها لصالح قضايا الأمة, فقبلت بمبادرتها لحل الأزمة, ونفذت بنودها, كما ورحبت بزيارة بعثتها, مع أننا بتنا متيقنين بأن كل التقارير التي سترفعها تلك البعثة إلى أمانة الجامعة معدة سلفا, ولن ترتكز إلا على ما تبثه القنوات العدوانية من فبركات إعلامية تصاغ في دوائر البنتاغون, لإيجاد المزيد من الذرائع الواهية, وإيهام الرأي العام العالمي بضرورة التدخل الخارجي بشؤوننا الداخلية تحت يافطة الشعارات الزائفة المعهودة. أكثر ما نستغربه أن ما بات يسمى بمؤسسة الجامعة لم تعد ترى إلا بعيون إسرائيلية - أميركية وتعتقد أنه بتجاهلها للمسيرات المليونية المؤيدة لبرنامج الإصلاح الشامل بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد, والرفض الشعبي المطلق لأي تدخل خارجي, بأنها ستصل إلى مراد من يستخدمونها في النهاية, ولكنها ستدرك عما قريب بأن الشعب السوري الذي أسقط قرارها المخزي لحظة صدوره سينتصر, لأنه صاحب حق, ويمتلك قوة الإرادة, أما هي فستبقى رهينة الإملاءات الأميركية والغربية حتى يأتي الوقت الذي تجبرها فيه الشعوب العربية على تصويب مواقفها, وتغيير تقديراتها وحساباتها. |
|