|
الافتتاحية النيات عامل تفاؤل أو تشاؤم.. المتفائلون عموماً أصحاب نيات طيبة, وقمة دمشق اليوم هي قمة تفاؤل محكومة بالنيات التي دفعت أصحابها إلى عقدها.. إنه تحسس مشكلات المنطقة والعالم والسعي لحلها.. لقاء ندي لأصحاب قرار اشتهروا باستقلالية قرارهم.. وما يجمعهم كثير .. تختصره عبارة السلام.. هي قمة الاعتراف المتبادل من المشاركين كل بدور الآخر.. وبالتالي هي قمة محصلة أدوار تعمل حقاً... وليست أبداً قمة قاطرة ومقطورة. سورية رئيسة القمة العربية.. فرنسا رئيسة الاتحاد الأوروبي.. قطر رئيسة التعاون الخليجي... وتركيا بمفصلية وجودها ودورها بين الشرق والغرب واحتضانها لحوار السلام غير المباشر.. هذا مهم جداً لأنه يجعل من القمة محصلة لمحصلات عزوم... ويبقى الأصل أنها سورية وفرنسا وقطر وتركيا... كل منها دولة معتدة بنفسها, بقرارها, باستقلالها, وكل منها تملأ الفضاء الذي رسمه التاريخ وجسّدته الجغرافية وحددته الشعوب فيها. تتميز قمة دمشق أنها مسعى لتوظيف محصلة العزوم التي تمثلها في الإطار العالمي لتحقيق الانفراج والوصول إلى السلام وليست قمة وضع الأجندات والوصفات لدول أخرى كي تتبعها. لهذا نتفاءل.. ولهذا نستهجن تشاؤم المتشائمين.. نتفاءل بالمسعى أولاً.. إذ هو يمثل إرادة تتجه إلى الحوار والتفاهم والتعاون وإلى السلام. السلام العادل والشامل الذي يرفض الاحتلال ويقرّ بحق الشعوب في الاستقلال والتعاون والتنمية. سورية جاهزة لانطلاقة حقيقية باتجاه السلام... ولا تستجدي سلاماً.. كذلك هي جاهزة للتفاصيل التي توصل للسلام ويتفرع منه.. الحوار... التعاون... البناء... التنمية.. إلخ. جاهزة لذلك كله وتؤمن أنها مؤهلة له, تتجه إليه بقرارها الحر المستقل, خدمة لمصالحها, وتجاوباً مع مصالح الآخرين, ولا تنتظر منّة من أحد.. سورية بنياتها الطيبة ويدها الممدودة للحوار والتفاهم وللسلام... كانت وستظل متفائلة... وكانت وستظل لا تجهل مصدر التشاؤم عند المتشائمين... وهي انشغلت دائماً وستنشغل أكثر بتفاؤلها لا بتشاؤمهم. لسورية أجندتها.. وفي أجندتها الحوار والتعاون الدولي والوصول للسلام... ولا تقبل أجندة ترسم من خارجها إلا بقدر ما هي دعوة جادة للحوار والتعاون والسلام. إن الراية التي انتقلت من باريس إلى دمشق هي راية ترفعها يدان, واحدة سوريّة والأخرى فرنسية.. وهي راية تخفق في موكب التفاؤل والنيات الطيبة والإرادة الفاعلة التي تتمثل فيه إرادة التفاؤل في العالم. |
|