|
مجتمع تقل بين الثانية والثالثة.. واضطرابات الأكل هي عبارة عن اضطرابات شديدة في سلوك الأكل ،كما يحصل للطفل في مرحلتي الرضاعة والطفولة المبكرة التي تتميز بصعوبات الأكل ، حيث تعتبر مشكلة الشهية للطعام في مرحلة الطفولة من أهم المشكلات الرئيسية التي تثير جزع كثير من الأسر، وطبقا لملاحظة خبراء النمو فإن شهية الطفل للطعام تقل عموما بين السنة الثانية والسنة الثالثة من العمر وتبدأ الشهية في الاعتدال بدخول السنة الثالثة وتتحسن الشهية من جديد في فترة الرابعة ونصف إلى خمس سنوات ثم تبدأ في الاعتدال وتستمر على ذلك حتى الثماني سنوات وعلى الرغم من أن الفترة من الرابعة حتى ثماني سنوات تشهد تطورا طبيا وشهية جيدة للأكل فإن الطفل في سن ست سنوات قد تسهل إثارة اشمئزازه أو نفوره بعض أنواع من الطعام احتجاجا على طعمها أو شكلها متأثراً في ذلك بأخوته الذين يبدون نفورهم منها وعند بلوغ الطفل سن الثانية عشرة تزداد الشهية بشكل لافت للنظر غير أنها ما تلبث أن تنتظم عند سن الثالثة عشرة. تصنيفها.. وتصنف اضطرابات الأكل والطعام طبقا للدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية إلى قسمين رئيسين: الأول هو عبارة عن اضطرابات الأكل والطعام التي تشخص عادة في مرحلة الرضاعة والطفولة والمراهقة ، واما القسم الثاني فهي اضطرابات الأكل التي تصنف كفئة منفصلة ضمن اضطرابات الراشدين. وبالنسبة للمظهر الرئيسي لاضطراب التغذية في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة فهو الفشل المستمر في الأكل بشكل كاف حيث يؤدي إلى عدم الوصول إلى الوزن المناسب أو فقدان جوهري له على مدى شهر على الأقل ، ولعل من أهم أسبابه هي مشكلة تفاعل الطفل مع والديه التي تسهم في تفاقم مشكلات الرضع الغذائية وتقديم الطعام بشكل غير مناسب له أو الاستجابة لرفض الطفل للطعام كما لو كان نوعا من العدوان أو الرفض ومن الأسباب أيضا هناك الصعوبات العصبية المنتظمة مثل صعوبات النوم والاستيقاظ والتقيؤ المتكرر بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية لدى الوالدين وسوء معاملة الطفل وإهماله. الأكل المستمر.. ومن أهم اضطرابات الأكل والطعام التي تشخص عادة في مرحلة الرضاعة والطفولة والمراهقة هي الأكل ( الوحم ) الشاذ والاضطراب الاجتراري حيث يعرف علماء التغذية الأول بأنه الأكل المستمر لمواد لا تصلح للأكل وذلك لفترة شهر على الأقل ذلك ان الرضع والأطفال الصغار يأكلون الدهانات والمواد اللاصقة والخيط والشعر وقطع القماش أما الأطفال الأكبر سنا فقد يأكلون الرمل والحشرات وأوراق النباتات أو الحصى وقد يأكل المراهقون والراشدون الطين أو طعام الماشية ولا يشعرون بنفور أو تقزز من هذه الأشياء ويكون هذا السلوك غير ملائم من الناحية الارتقائية ولا يمثل جزءا من الممارسات الثقافية السائدة أو المعروفة ويعد أكل مواد غير صالحة للأكل مظهرا لاضطرابات نفسية ( عقلية ) أخرى مثل اضطراب النمو المنتشر والتأخر العقلي التي تعتبر أهم أسبابه وجود اضطرابات نفسية أخرى مثل الاضطرابات النمائية المنتشرة والفصام وأيضا وجود هذا الاضطراب كجزء من اضطرابات الأكل الأخرى كالشره العصبي واضطرابات التغذية في الرضاعة والطفولة المبكرة بالإضافة إلى النقص الغذائي في بعض العناصر كالكالسيوم و سوء العلاقة بين الأم والطفل التي ينتج عنها عدم إشباع الحاجات الفمية . أما الاضطراب الاجتراري فهو عبارة عن استرجاع وإعادة مضغ الطعام لدى الرضيع أو الطفل بعد فترة من الأداء السوي ويستمر لفترة شهر على الأقل ويتم استرجاع الطعام المهضوم جزئياً إلى الفم دون غثيان أو تقيؤ أو اشمئزاز واضح ودون اضطراب معدي معوي مصاحب ويلاحظ هذا الاضطراب لدى الرضع ولكنه قد يظهر لدى الأفراد الأكبر سنا خاصة عند المصابين بالتأخر العقلي ويظهر الأطفال المصابون بهذا الاضطراب خصائص مميزة مثل شد وتقويس الظهر وبقاء الرأس إلى الخلف وعمل حركات امتصاص بألسنتهم ويعطون انطباعا بأنهم يحصلون على الإشباع من هذا النشاط ويكونون جائعين أثناء نوبة الاجترار وبالرغم من شعور الرضيع بالجوع وتناوله كميات كبيرة من الطعام فانه قد يحدث سوء التغذية لان الاجترار يعقب التغذية مباشرة ويمكن حدوث تناقص في الوزن وفشل في الوصول إلى الوزن المتوقع حتى الوفاة حيث كانت نسب الوفيات تزيد على 25 % ومن أهم الأسباب المسببة له المشكلات النفسية والاجتماعية كالإهمال ومواقف الحياة الضاغطة. الخوف من زيادة الوزن.. وأما اضطرابات الأكل التي تصنف ضمن اضطرابات الراشدين فهي فقدان الشهية العصبي الذي هو عبارة عن رفض الفرد المحافظة على وزن الجسم الطبيعي ويكون خائفا بشدة من زيادة الوزن وتظهر اضطرابات جوهرية في إدراك شكل وحجم جسمه وتعاني الإناث البالغات اللاتي يصبن بهذا الاضطراب من انقطاع الدورة الشهرية ويستمر الفرد محافظا على وزنه تحت المستوى الطبيعي المعقول الملائم لعمره وطوله ، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إليه وجود أحداث حياتية ضاغطة مثل ترك المنزل أو الدراسة والعلاقات العاطفية بالإضافة إلى وجود بعض الأمراض النفسية والعقلية مثل اضطراب الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي والاكتئاب الشديد وبعض العوامل الوراثية و الاضطرابات في وظائف الغدد الصماء. ومن اضطرابات الاكل التي تصيب الراشدين هناك ما يسمى بالشره ( الضور ) العصبي الذي هو عبارة عن زملة تتميز بنوبات متكررة من الإفراط في الأكل وانشغال شديد بالتحكم في وزن الجسم حيث يؤدي بالمريض إلى نمط من الإفراط في الأكل يليه قيء أو استخدام الملينات ويشترك هذا الاضطراب في كثير من السمات النفسية ويعرف الأكل الشره بأنه أكل كمية كبيرة من الطعام تفوق بكثير ما اعتاد الأفراد الآخرون أن يأكلوه في ظروف مشابهة وذلك في فترة زمنية قصيرة وتعود أسبابه الى الحالة المزاجية والضغوط الشخصية كما انه ينشأ بسبب وجود رهاب من الوزن واضطراب في الإدراك وقد يحدث بسبب إتباع نظام غذائي وما يعقبها من إحساس بالجوع. علاجه.. أما عن طرق علاج اضطرابات الأكل والتغذية فهي تبدأ عادة بمحاولة تحديد الأسباب المسؤولة عن هذه الاضطرابات والتي غالبا ما تكون نفسية واجتماعية ثم تحديد الأساليب العلاجية الممكنة ويمكن تصنيف أساليب العلاج التي تستخدم في علاج اضطرابات الأكل إلى علاجات أساسية (موجهة للاضطراب ذاته) أو ثانوية مساعدة (لعلاج بعض الآثار الجانبية التي صاحبت الاضطراب الأصلي) وأيضا هناك العلاج العضوي أو الكيميائي و العلاج النفسي والعلاج السلوكي. |
|