|
البقعة الساخنة وكأننا نستعيد في هذه المأساة حادثة أولئك الذين سألوا عن دم البعوضة حلال أم حرام وسفكوا دم.. ويأتيهم الجواب حاداً صارماً ممن سألوه: عجبت لكم أتسفكون دم.. وتسألون أحلال سفك دم البعوضة أم حرام.. نعم بعض أعرابنا ورثة هؤلاء، بل هم أحفادهم، وعلى نهجهم ماضون، وإن تلونوا، ورفعوا شاهقات الأبنية ، وأقاموا مظاهر تدل على أنهم تحضروا، لكنهم في حقيقة الأمر لم يغادروا جاهليتهم الأولى. القدس تهود، تدمر، تحرق، تنسف، إسرائيل تعربد، تعلن خططها بوضح النهار، ورب البيت بالطبل ضارب، لالجنة القدس سمعت، ولاجامعة الدول العربية، وكأن الأمر في مكان آخر.. بل كأن إسرائيل هي صاحبة الأرض والمقدسات والفلسطينيون طارئون على هذه الأرض. العرب والمسلمون يسمعون ويرون أولى القبلتين تهود ولكن لاحياة لمن تنادي.. مشغولون بسفك الدم السوري.. مشغولون باستضافة الفرق الإسرائيلية في عواصمهم... حاضرون للالتقاء بفيلتمان يسمعون نصائح الديمقراطية والحرية.. يعدون الخطط لسفك المزيد من الدم السوري...يطير أحد عرّابي ديمقراطية الموت إلى الأمم المتحدة وبكل صفاقة يعلن جئنا لنكتسب خبرة، لنستفيد.. من خبرات الأمم المتحدة.. لاشك أنه جاء لأن جعبته ألقت بآخر خططها وماأكثرها، ولابد من جديد.. لم يطر يوم حرب تموز إلى الأمم المتحدة، ولايوم غزة، ولا...اليوم نحن وحدنا ودمنا المسفوك على أيديهم يجعله يطير لا لحقنه، بل لسفك المزيد منه.. وأتته الخطط جاهزة.. فجروا، وفجروا استنزفوا كل شيء..آه..لو ينطق محمد الأشمر، وحسن الخراط، وصالح العلي وعزالدين القسام، وسلطان باشا الأطرش، ومريود، والقاوقجي، وهنانو وجول جمال لو ينطقون.. لابل ينطقون ويسألون: أعطونا أيها الأعراب الطارئون مأثرة واحدة في تاريخكم، قدموا لنا أسماء أبطالكم من أجل الحرية والاستقلال،لعلّ ذاكرتنا قد صدأت .. ذكرونا بمآثركم..نسينا..أموالكم التي أنقذت مرابع اللهو ومواخير أوروبا، نسينا مالكم المبذول لسفك دمنا نسينا ترفكم وموائد قماركم.. حقاً صارت المقولة: اطلبوا التآمر ولومن الأمم المتحدة... |
|