|
شؤون سياسية إضافةً إلى الاعتداء على أحد فنادق مومباسا في تشرين الثاني من العام 2002. ويحاول بعض الصحافيين تأكيد ادّعاء منظمة «القاعدة» بأنها أدّت دوراً في «الهزيمة» الأميركية في تشرين الأول1993. ولكن إضافةً إلى أن «القاعدة» لم تكن موجودة في ذلك التاريخ، يجب التذكير بأن تلك الهزيمة كانت سياسيةً أكثر منها عسكرية، وأن الأطراف المتنازِعة لم تكن هي نفسها. وكانت القوات الأميركية الخاصّة قد غامرت في الدخول إلى حيٍّ مناصرٍ تماماً للجنرال محمد فرح عيديد حيث سعت إلى مطاردته، فلقيت مقاومةً من السكّان وليس من الإسلاميين وحدهم، المنقسمين في حينه حول دعم هذا الزعيم الفصائليّ. ويوم 11 تموز 2010 وقع انفجار كبير في العاصمة الأوغندية كمبالا، واستهدف مطعماً إثيوبياً وملعباً للرجبي كان يعرض البطولة النهائية لكأس العالم، وأودى بحياة ما لا يقل عن 76 شخصاً، كانوا يتابعون المباراة النهائية، لكأس العالم ، وأعلن متحدث باسم حركة «شباب المجاهدين في الصومال »عن مسؤولية الحركة عنه، باعتباره ردّاً على مشاركة أوغندا في قوات السلام الأفريقية التي تعتبرها الحركة قوات احتلال. وتشكل القوات الأوغندية العمود الفقري لقوة حفظ السلام الإفريقية «أميصوم» التي أرسلت إلى الصومال وقوامها 6000 جندي، أما بوروندي، فقد أرسلت جنوداً إلى مقديشو لحماية القصر الرئاسي والمطار من المتمردين وأكدت أن قواتها باقية في الصومال ـ 2500 جندي بوروندي في إطار قوة حفظ السلام الإفريقية ـ. من وجهة نظر حركة «الشباب المجاهدين في الصومال»، تعتبر قوات حفظ السلام الإفريقية قوات احتلال وطرفاً يحارب المعارضة الصومالية المناوئة للحكومة لا طرفاً لحفظ السلام. والمراجع لأسماء الدول المشاركة في القوات الأفريقية في الصومال يكتشف بوضوح أنها قوات من القرن الأفريقي منغمسة في صراع داخل الصومال، حيث قرّرت حركة «الشباب المجاهدين في الصومال» نقل المعركة إلى داخل تلك الدول هي الأخرى. و بما أن الصومال تحول إلى ملاذ آمن لتنظيم «القاعدة»، ما انفكت القوى الغربية تعمل على تمزيق هذا الكيان العربي- الإفريقي ، من أجل السيطرة الكاملة على منطقة القرن الإفريقي تحت حجة مكافحة الإرهاب. فقد كشفت صحيفة «اندبندنت»يوم 2كانون الثاني 2012 أن بريطانيا تخطط لتعميق تدخلها في الصومال في العام الجديد، بعد أن تحولت إلى أرضية للعنف وعدم الاستقرار. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وصف الصومال بأنها دولة فاشلة تهدد بصورة مباشرة المصالح البريطانية، وسيعقد قمة في لندن في شهر شباط المقبل لجمع البلدان الناشطة حالياً في منطقة القرن الإفريقي، من المتوقع أن يتم خلالها اتخاذ قرارات رئيسة تتراوح بين المعونة الإنسانية والبعثات العسكرية. وكان مدير جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5)؟؟ جوناثان إيفانز حذّر من أن الصومال أصبحت الوجهة المقبلة بعد باكستان لتدريب الإرهابيين بسبب وجود حركة الشباب المتطرفة والتي تقيم صلات مع تنظيم القاعدة. ووفي الفترة الأخيرة لقي ما لا يقل عن 12 شخصا حتفهم في هجمات جوية جنوبي الصومال في منطقة تسيطر عليها ميليشيات الشباب الإسلامية. وكشف الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد عن أن الحكومة الصومالية تخطط لبسط سيطرتها على مناطق جديدة، مشيراً إلى أن الشرطة تتوسع في مهامها من أجل تنفيذ الخطة. وذكر أن مسألة الأمن ترتبط بعناصر شرطة تتمتع بالمهنية والكفاءة المطلوبين، وأوضح أن ذلك أنجع سبيل لإعادة الاستقرار. إلى جانب الهجمات الجوية التي تقوم بها الطائرات الأميركية و البريطانية ضد مقاتلي حركة الشباب الصومالية ، تقوم الولايات المتحدة الأميركية بخنق الشعب الصومالي ماليا، من خلال منع تدفق تحويلات أموال الصوماليين المغتربين إلى ذويهم . وتقول الحكومة الصومالية إن نحو ملياري دولار سنويا تأتي إلى البلاد عبر الحوالات المالية، مشيرة إلى أن أي خفض في ذلك الدخل من شأنه أن يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في بلد تمزقه الحرب الأهلية ولا يملك نظاما مصرفيا تقليديا.ومن بين الذين يضغطون على إدارة الرئيس باراك أوباما للتدخل، كيث إليسون وهو العضو المسلم الوحيد في الكونغرس الأمريكي الذي تقع مينيابوليس ضمن منطقته.وقال: إن المشكلة لا تكمن في بنك واحد، بل إن معظم البنوك توقفت نوعا ما عن إجراء التحويلات المالية إلى الشرق الإفريقي. وقد حذرت أصوات حقوقية وصومالية من أن قرار البنوك الأمريكية بوقف التحويلات المالية التي يقوم بها الأمريكيون من أصل صومالي إلى ذويهم في الصومال قد يفاقم الأزمة الإنسانية المتدهورة أصلا. وكانت مجموعة من القطاعات التي تشرف على التحويلات المالية في مينيابوليس -التي تعد مقرا لأكبر جالية صومالية في أميركا- قالت إنها لم تعد تقبل إجراء التحويلات لأنها مرتبطة ببنك صنرايز كوميونيتي.ووصف مدير السياسة الإنسانية في أوكسفام أمريكا شانون سكريبنر توقيت القرار بأنه الأسوأ في ظل المجاعة التي يعاني منها الصوماليون. ويقدر سكريبنر إن نحو مائة مليون دولار من التحويلات المالية قد لا تجد طريقها الآن إلى الصومال. وتعد التحويلات المالية طوق نجاة للشعب الصومالي وهي المصدر الوحيد للتمويل الذي يبقي الملايين من الصوماليين -معظمهم من النساء والأطفال- على قيد الحياة. كاتب تونسي |
|