|
شؤون سياسية راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى ليؤكدوا من جديد حقدهم الدفين على الشعب السوري نتيجة صموده البطولي في وجه المؤامرة وعقاباً لسورية على مواقفها الداعمة للمقاومة والممانعة لمشاريع الهيمنة الأميركية الصهيونية في المنطقة. هذا العمل الجبان الذي استهدف منطقة مكتظة بالسكان يأتي ضمن استراتيجية استنزاف سورية وضرب استقرارها عبر ترويع المواطنين الآمنين واختلاق الفوضى وضرب المنشآت والبنية التحتية في سورية، وذلك تنفيذاً لأجندات استعمارية تهدف إلى إضعاف سورية وتخدم المصالح الأميركية والصهيونية والمشاريع التقسيمية في المنطقة. لقد اختار أعداء سورية وشعبها في الداخل والخارج المكان والزمان المناسبين لارتكاب جريمتهم والتي لم تميز بين الأطفال والنساء والشيوخ، فالمكان مكتظ بالسكان وبالتالي فإن استهداف المنطقة يعني محاولة قتل أكبر عدد من السكان العزل لإثارة الهلع في صفوف المواطنين وتعطيل الحياة العامة ونسف الاستقرار الذي تشهده دمشق، أما من حيث الزمان فهو يتزامن مع محاولات أميركية وفرنسية وبعض مايسمون أنفسهم بالمعارضة وهم أعداء للشعب السوري ولايمثلون إلا أسيادهم في الغرب لتعطيل أي جهد عربي أو دولي يسهم في حل الأزمة عبر الحوار، ولذلك فقد شككت واشنطن بعمل بعثة المراقبين العربية واتهمت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند بعدم التزام سورية بما اتفق عليه ضمن البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية وذلك في تدخل فاضح بعمل بعثة مراقبي الجامعة والكشف عن النوايا العدوانية المبيتة ضد سورية، المواقف الأميركية التصعيدية ضد سورية كانت متزامنة مع تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الذي شكك هو الآخر بعمل بعثة المراقبين العرب ومع تصريحات مايسمون أنفسهم بالمعارضة التي دعت إلى سحب المراقبين، الأمر الذي يشير إلى مدى الانسجام بين هذه الأطراف على استهداف سورية ودفع الأمور إلى مزيد من التصعيد وإراقة الدماء سعياً لتدويل الأزمة والنيل من سورية بشتى الوسائل. التصعيد الذي تنشده أطراف المؤامرة على سورية عبر إرهاب الناس بتفجيرات إرهابية شهدتها دمشق، دفعتان منهما خلال الأسبوعين الماضيين يشير إلى حجم المؤامرة التي تتعرض لها سورية وإلى إفلاس المتآمرين المراهنين على تركيع سورية والذين يتخذون من شعارات زائفة كالحرية والديمقراطية وسيلة لتنفيذ أجندتهم الاستعمارية. لقد استجابت القيادة السورية لمطالب الجماهير المحقة في الإصلاحات فرفعت حالة الطوارىء وصدر قانون الانتخاب لمجالس الإدارة المحلية وقانون للإعلام وتلا ذلك الحوار الوطني على مستوى الجماهير الشعبية والسياسية والاقتصادية وصدر قانون تشكيل الأحزاب، وهناك لجنة لإعداد دستور جديد للبلاد، وافقت القيادة على مبادرة الجامعة العربية واستقبلت بعثة مراقبي الجامعة لرصد الأحداث الجارية على أرض الواقع... كل ذلك لم يرق لمن يريدون الشر بسورية وشعبها ورفضوا كل هذه الإصلاحات وعمدوا إلى دعم المجموعات الإرهابية المسلحة ودعوها إلى عدم تسليم أسلحتها بل أخذوا يتكلمون عن ممرات ومناطق معزولة وشجعوا الأعمال الإرهابية التي طالت المدنيين العزل، الأمر الذي يؤكد أن شعاراتهم المزيفة مجرد وسيلة لتنفيذ غاياتهم في إضعاف سورية والنيل من مواقفها واستقرارها. الأعمال الإرهابية والتحريض على العنف وسفك الدم السوري ومحاولات التدخل في شؤون سورية الداخلية لن تعوض واشنطن من خسارة الاستراتيجية في المنطقة ولن تزيد الشعب السوري إلا إصراراً وعزيمة على التصدي لهذه المؤامرة التي تستهدف أمنه واستقراره وكشف حقيقة المتآمرين الذين ارتضوا أن يكونوا أدوات مأجورين ولاسيما مايسمى بمجلس استنبول وعصاباته المسلحة المجرمة وإسقاط رهاناتهم ورهانات أسيادهم في تغيير وجه سورية الأصيل لتبقى سورية وطن الشرفاء الأحرار الذين لايرضون الذل والهوان، وحريصون على قرارهم المستقل ووطنهم حر ينعم باستقراره وبوحدته الوطنية وعيشه المشترك الذي يشكل أنموذجاً يحتذى بين دول المنطقة. |
|