تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءات في الصحافة الإسرائيلية... يديعوت أحرونوت : 2012 لا يحمل أنباءً سارة لإسرائيل

ترجمة
الأحد 8-1-2012
إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

كعادتهم في كل عام يجري معظم كتاب الأعمدة والمحللين والكتاب وحتى السياسيين ورجال الفكر في إسرائيل أشبه بجردة حساب حول أحداث العام الفائت وتأثيراتها السلبية والايجابية

على مجمل الأوضاع في إسرائيل ، فقدأجمع هؤلاء على أن العام الفائت «2011» يعد من أسوأ الأعوام التي مرت على إسرائيل منذ إقامتها على الأرض الفلسطينية من حيث الأحداث التي ألقت بظلالها المباشرة على كل مناحي الحياة في إسرائيل ، وإن العام القادم»2012» يحمل بين طياته الكثير من التحديات الأمنية الكبيرة والخطيرة على المستوى الوجودي الأمر الذي ينبىء بأن إسرائيل قد تجد نفسها أمام سلسلة من الحروب الصغيرة والكبيرة.» فلم يتوقع الإسرائيليون في أحلك توقعاتهم سوداوية أن يحمل عام 2011 كل هذه التغييرات الدراماتيكية، فبعد فشل عدوان تموز 2006،والحرب العدوانية على غزة ،وزيادة القدرات الدفاعية للجيش السوري ،والقدرات الصاروخية لحزب الله في لبنان ، وحماس والجهاد في غزة، وتعثر الحروب الأميركية في المنطقة، وتقدم إيران بشكل كبير في برامجها التسليحية، وشكوى إسرائيل المستمر من تآكل شرعيتها عالمياً، وتدهور علاقتها مع تركيا التي زادت حدّتها خلال العام إلى جانب ذلك كله ما تشهده بعض البلدان العربية من تغييرات هائلة والهجوم الروسي – الصيني ضد السياسات الأميركية». على حد تعبير صحيفة إسرائيل اليوم‏

التطورات في مصر‏

المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرنوت ، رون بن يشاي نشر ملخصاً تحليلياً للتغييرات الإقليمية والسياسية الحاصلة في العالم وانعكاساتها على الأمن الإسرائيلي خلال عام 2011، مشيراً إلى أن نتائج هذا العام سلبية جداً ولا تحمل أخبار سارة لإسرائيل وخصوصاًُ على صعيد الوضع الأمني.وأوضح بن يشاي، أن التغيرات العاصفة التي يمر بها العالم العربي تجعل «إسرائيل» في حالة من عدم الاستقرار أمام التحولات التي تعجز عن رؤية مداها وتحديد نتائجها، وعلى رأسها تطورات الوضع في مصر الأمر الذي يتطلب منها الاستعداد لأسوأ الاحتمالات-.‏

وأضاف المحلل، أن كل ذلك يحدث في ظل أزمة اقتصادية عالمية، تعصف في العالم وانعكاساتها السلبية المتوقعة على «إسرائيل» كباقي دول العالم، وتراجع الدور الأميركي، في ضوء زيادة عزلة «إسرائيل» دولياً وإقليمياً وتعثر عملية السلام.وإن عام 2011 الذي يشرف على الانتهاء، زاد الوضع سوءاً بكل ما يتعلق بأمن «إسرائيل»، مشيراً إلى انه لا يوجد أي مكان في «إسرائيل» اليوم يقع خارج مرمى صواريخ إيران وسوريا وحزب الله وحماس في قطاع غزة.وزاد «بن يشاي» أن مخزون الصواريخ المذكورة تطور كماً ونوعاً وبلغ 100 ألف صاروخ، ثلثها صواريخ وقاذفات ثقيلة ومتوسطة موجهة نحو وسط «إسرائيل»، ناهيك عن أن حزب الله والفصائل الفلسطينية في غزة قاموا بتطوير قدراتهم الدفاعية الأرضية وتسلحوا بصواريخ متطورة ضد الدبابات.الأمر الذي، حسب المحلل العسكري، يعزز قدرتهم على مواجهة هجوم إسرائيلي في حال حاولت «إسرائيل» السيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ في الجنوب اللبناني وفي قطاع غزة أو حتى محاولة إسقاط حكم حماس.‏

وفيما يتعلق بالملف الإيراني فالأخبار من إيران لا تسر أيضاً، على حد تعبير بن يشاي، موضحاً أنه مازالت عمليات إنتاج اليورانيوم المخصب مستمرة بشكل مضطرد وإجراء التجارب والتقدم باتجاه القنبلة النووية، أمام عجز العالم عن بلورة إستراتيجية قادرة على لجم المشروع النووي الإيراني.‏

أزمة حقيقية‏

أما الوضع في منطقة الشرق الأوسط في نظر إسرائيل زيف في صحيفة معاريف : «يتدهور ويتطرف في الوقت الذي يفقد الغرب ولا سيما الولايات المتحدة قوته لدرجة انعدام التأثير على ما يجري، وفي الداخل يبثون الإحساس بأن الأمور تسير كالمعتاد على الرغم من أن الحي في المحيط يشتعل ولا يبدو أن لإسرائيل أجندة واضحة».الإحساس في إسرائيل هو أن التطورات لم تصل نهايتها بعد نحو تضييق الخناق أكثر على الدولة، وأن إسرائيل تسير نحو أزمة حقيقية لأول مرة تهدد وجودها، حيث تقدم القراءات عن غزة والتسلح فيها والقوة التي استمدتها من الربيع العربي.‏

الانسحاب من العراق‏

ويتابع زيف :»وعلى صعيد العراق والخروج الأميركي من هناك، تعتبر إسرائيل أنه أعطى لإيران «العدو اللدود» الذي تسلم دولة وجغرافية كبيرة وهو نفسه الذي يواصل التقدم نحو السلاح النووي مع عجز واضح مرافق للقوة الإسرائيلية التي وضعت حلولاً للسلاح النووي في العراق ، وقد عبّر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس عن ذروة الإحباط من العمل تجاه إيران بقوله «الساعة الرملية تتسارع في مسألة التسلّح النووي الإيراني».‏

ويلخص إسرائيل زيف مقاله بتشاؤم كبير حول الشعور السائد في إسرائيل قائلاً «إسرائيل تدخل في فترة هي من أكثر الفترات تركيباً وتعقيداً في تاريخها، والإحساس هو أنه ليس للسفينة طريق واضح للإبحار فيه، ولا يمكن التنبؤ بالمستقبل القادم، ولكن ميل الأحداث والسياقات واضح للغاية، نحن نسير نحو عصر من انعدام الاستقرار، وتعزّز وزيادة العناصر الأصولية، والصعود فيه للعداء نحو إسرائيل».كل تلك التطورات أحدثت ما وصفه كثير من المحللين ورجال الفكر في إسرائيل «تآكلاً لقوة الردع الإسرائيلية» وهي عنصر القوة الرئيس في إطار وجودها في المنطقة، وحين يبدأ هذا بالتراجع؛ فإن الأمر يشكل خطورةً بالمعنى القومي على الوجود، هكذا تقرأ سياقات التطورات.‏

سنة تبدل المواسم‏

تحليلات الصحف الإسرائيلية ورؤيتها للتطورات التي يحملها العام الجديد لاتقل سوداوية وتشاؤماً عن سابقتها من حيث الأخطار والتحديات الخطيرة التي تواجه الكيان الإسرائيلي في المرحلة المقبلة ، فتحت عنوان « سنة تبدل مواسم» كتبت هآرتس في افتتاحيتها تقول :» في ختام 2011 تهب في العالم رياح تغيير، تتجاوز الحدود وعد الشهور والسنين. ويشهد على ذلك الموقف منها بمفاهيم تبدل المواسم: الأمل الذي علق «بالربيع العربي» وبموجة الاحتجاج التي اجتاحت العالم بأسره، حل محلها خيبات ومخاوف من شتاء تعكر فيه سحب الإسلام المتطرف آمال الديمقراطية؛ ضباب اقتصادي يلف أوروبا.‏

الكثيرون بالفعل يشعرون بأن هناك شيئا ما في الجو: نحن نوجد في بداية فترة جديدة، قد تكون ثورية، لا يزال جوهرها غير محدد، ومستقبلها غير معروف. الانترنت، الشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية وزعت من جديد القوة والنفوذ في العالم والقيادة .‏

وضع غريب‏

وتتابع هآرتس : حيال الميول العالمية تقف إسرائيل هذا العام في وضعية غريبة بعض الشيء: المظاهرات الجماهيرية في الصيف وضعتها ظاهرا في مقدمة روح الاحتجاج الشاب الذي يحيط بالعالم، وإدارتها الاقتصادية أبقتها كجزيرة من الاستقرار النسبي. ولكن من الناحية السياسية، الداخلية والخارجية انجرفت إسرائيل عميقا إلى الشتاء الإقليمي. حرب الاحتجاج تجاوزت مسائل أساسية للنزعة الإسرائيلية ، ولم تحصل على رافعة سياسية حقيقية، وفي الوقت الذي اهتزت فيه كراسي الحكام في العالم – في إسرائيل يترسخ حكم عديم البديل، عقيم من الأمل، يعنى أساساً بكم الأفواه والتلاعبات السياسية، الرامية إلى الحفاظ على نفسه. وبالتوازي، اجتازت إسرائيل موجة دينية – متطرفة عكرة، تتجه نحو الاغتراب والعزلة، تلفها تهديدات حربية ومخاوف سياسية.‏

هذه الدولة لن تصمد هذا ما توصل إليه الكاتب ناتان زاخ الحائز على جائزة ما يسمى جائزة إسرائيل»في مقابلة أجرتها معه صحيفة معاريف : الحائز على جائزة إسرائيل – ناتان زاخ، متكدر في بيته، يشاهد نشرات الأخبار. قبل أسبوعين فقط احتفل بعيد ميلاده الـ 81. كارثة إثر كارثة، على حد قوله. إيران، النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، وفي الوطن – الشوارع تشتعل. موضوع استبعاد النساء تسلل إلى قلب النزاع الإسرائيلي المركب على أي حال. زاخ، شاعر، محرر، مترجم وناقد أدبي، ترجمت كتبه الى لغات عديدة، انسان الكلمات بالنسبة له هي الحياة، بات منذ الآن يجد صعوبة في ايجادها كي يعرب عن القلق الشديد الذي يلم به.‏

نحن شعوب مختلفة‏

ويضيف زاخ هذا الامر الذي يسمى إسرائيل، هو شعب لاجئين من كل أنواع البلدان، بلغات مختلفة، طبائع مختلفة، آداب مختلفة، ثقافة مختلفة وتقاليد مختلفة. هذه الأمور لا يمكن أن تلتحم بالضغط، حيال عدو خارجي، سواء كان هذا احمدي نجاد أم العالم العربي الاخذ في التأسلم. كان غباء كبير الظن بأن يكون هنا مجتمع عسكري من جهة، ولكنه مجتمع يدار مثلما في الدانمارك مثلا. هذا عبث انعدام القاعدة المشتركة. القواعد المشتركة – الدين، التاريخ، ذكرى صهيون، حائط المبكى والرموز التي ساعدتنا على فهم أنفسنا كشعب واحد نجح في تصميم شخصية يهودية حيال المسيحية، كل هذا اختفى. ليس لدينا في واقع الامر شيء. وفي كل مكان الشر يتعاظم. وحتى في الجيش، الذي كان القاسم المشترك للجميع. اعتقدنا بأنه مع دخول الأصوليين الى الجيش، ستزداد المشاركة – فأخطأنا. المتدربون المتدينون غير مستعدين لان تغني امرأة أمامهم. نحن ببساطة آخذون في الانغلاق في اطار الظلام الذي يخرج فيه الجنين من بطن أمه.‏

وفي السياق نفسه كتبت يديعوت احرنوت: حتى لو تجاهلنا نبوءات الخراب والدمار التي قضت بأن نهاية العالم ستكون في الواحد والعشرين من كانون الأول 2012، فإن السنة التي ستبدأ بعد غد لن تكون كما يبدو سنة سهلة على مواطني الكرة الأرضية بعامة ولا علينا نحن في إسرائيل ايضا.لن نجلس في 2012 ايضا اذا اعتمدنا على تقديرات الخبراء على الشرفات ونعد الطيور المهاجرة في سكون ودعة. أو كما يصوغ هذا المستشرق البروفيسور شمعون شمير سفيرنا السابق في القاهرة وفي عمان بقوله «الاحداث الحاسمة في 2011 تعمل في مضادة الاستقرار في المنطقة ولها آثار مقلقة.‏

..واثنيات متفرقة‏

وحول الوضع الاجتماعي والاثني والطائفي في إسرائيل في العام الجديد يقول افيعاد كلاينبرغ في مقال في يديعوت احرنوت: الأكثرية الغالبة في إسرائيل حائرة مبلبلة ضعيفة عاجزة عن مواجهة انتقاض عُرى المجتمع وتحول المجتمع الى مجموعات كل مجموعة تعمل بحسب قواعدها ومبادئها .ليس في إسرائيل يسار. فقد تلقى اليسار باعتباره قوة اجتماعية أخلاقية ضربة قاتلة مع حكومة باراك ومع انتفاضة الأقصى. وقد اختفى من الساحة السياسية مع تدفق منتخبيه الكبير على ما يشبه الحزب، أعني كديما. ان صيحة الحرب السياسية لليسار منذ 1967 – أي طلب سلام الآن – خفتت خفوتا كبيرا. فقد اقتنع أكثر الإسرائيليين بأنه لا يوجد من نُحادث. بل انه بين الجماعة – التي ما تزال كبيرة – من الإسرائيليين الذين يلتزمون التصور الاجتماعي والسياسي الذي تباهى اليسار بتمثيله في الماضي، يُنظر الى طالبي السلام المتخصصين على أنهم ناس نواياهم خيّرة لكنهم لا يعيشون في الواقع.‏

بدورها تحدثت صحيفة جيروزليم بوست حول سيناريوهات عسكرية تقول الصحيفة أن الجيش يستعد لها في السنة القادمة :السيناريوهات التي أطلقها الجيش تمت على بناء معلومات استخبارية تم جمعها بالتعاون مع قيادة الجبهة الداخلية حول نية القوى المعادية وقدرتها على استهداف مدينة القدس, وبناء عليه تم تزويد المجالس المحلية في المدينة معلومات حول عدد الصواريخ التي يمكن أن تواجهها في الصراع وتم تقديم بعض النصائح التي ينبغي الإعداد لها.وأشارت الجيروزليم بوست إلى أن المؤسسة الأمنية كانت تفترض على نطاق واسع بأن حزب الله وسورية يتجنبون استهداف القدس بسبب الوجود العربي الكبير نسبيا في المدينة,‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية