تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا تركتم في ذاكرته؟

سنابل الطفولة
الأحد 8-1-2012
ملك خدام

كل هذه الدماء.. وتلك الأشلاء وآلام اليتيم ...ونحيب الثكالى تشهد جمعة بعدجمعة أنكم لم تخلّفوا في ذاكرته الناشئة غير السواد.

فهاهو الطفل يسأل أمه فزعاً وهو يتابع الخبر معها على التلفاز هل هذا من فعل- الصهاينة؟ ...نعم فالعدو فقط من يعشق أن يلعق هذه الدماء ، ويترك تلك الهدايا -الاستثنائية للأطفال في الأعياد..‏

ألم ير الطفل المتسائل-اليوم ذات المشاهد من قبل في غزة وبغداد وجنوب لبنان؟..‏

ألم يقرأ في كتبه المدرسية - ذات السيناريو عن صهاينة قتلوا الطفل الذي كتب بالطباشير على أرض الرصيف فلسطين عربية بعد أن صاح في وجههم يسقط الاحتلال الصهيوني.‏

فماذا حدث الآن؟ ولماذا يقتلون كل هؤلاء الضحايا الآن؟!‏

بالأمس القريب هو سمع عن طفل تحول بنار حقدهم إلى أشلاء في دار الأيتام واليوم يقرأ أن التفجير وقع بجانب مدرسة للتعليم الأساسي في مكان مكتظ بالسكان ويشهد كثافة مرورية فمن يفعل ذلك بالشعب الآمن إلا أعداؤه..‏

عندئذ تهربت الأم من الإجابة وتمنت في سرها لويفقد طفلها لوهلة الذاكرة فلايعرف مرارة الحقيقة.‏

ولكن تكرار المشهد في أكثر من مكان وزمان، جعلها تصر هذه المرة على أن يعرف طفلها ومنذ الآن كل الحقيقة عن أعداء من جلدته تفرعوا كما السرطان المستشري عن بني صهيون، تحت أسماء غير مشرفة وشموا للأبد بها كالمأجورين والمندسين والعملاء والمتآمرين والمتواطئين والخونة الذين أخذوا على عاتقهم امتهان القتل بالجملة بالتفويض والوكالة عن الصهاينة ومن لف لفيفهم ، ومنذ تلك اللحظة بالذات انصرفت الأم إلى طفلها في رحلة الإعداد لمشروع-شهيد يمحو كل هذه العناوين ويخط مكانها «مصححاً بالدم هذه المرة وليس الطباشير» عنواناً واحداً هو: وطني الأبقى.. وأنتم إلى الجحيم‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية