|
|
قاعدة الحدث تطالب بتحقيق الوحدة أو الاتحاد بين الدول العربية المستقلة حديثاً. وبالفعل قامت مصر بدعوة الدول العربية المستقلة السبع لاجتماع في مدينة الاسكندرية لمناقشة موضوع الوحدة أو الاتحاد بين هذه الدول المستقلة، وقد حضرت المؤتمر التأسيسي خمس دول هي: سورية، مصر، العراق، لبنان، الأردن، لكن المجتمعين في الاسكندرية في الفترة ما بين 25 أيلول إلى 25 تشرين الأول عام 1944، اتفقوا على إنشاء كيان تنسيقي للعمل العربي المشترك تحت اسم جامعة الدول العربية، وفي 22 آذار عام 1945، اجتمعت مجدداً الدول الخمس المؤسسة وانضمت إليها كل من اليمن والسعودية وقد اعتبر هذا اللقاء، أول اجتماع رسمي لمجلس جامعة الدول العربية، وقد أقر المجتمعون (الدول السبع) النظام الأساسي الدائم بناء على ما تم إقراره في بروتوكول الاسكندرية، وقد أضيفت إليه بعض التعديلات الإجرائية التفصيلية، وأطلق عليه اسم الميثاق، وهو يتألف من عشرين مادة وملحق خاص بفلسطين، حيث يتعين على مجلس الجامعة أن يعين مراقباً لفلسطين إلى حين نيلها استقلالها التام. كما ضم الميثاق ملحقاً ثانياً يتعلق بكيفية التعاون مع الدول العربية التي لم تستقل بعد، وهناك ملحق ثالث يتعلق بترشيح عبد الرحمن عزام من مصر، ليكون أول أمين عام للجامعة العربية لمدة عامين، ويمثل ميثاق جامعة الدول العربية دستوراً لها وفي الوقت نفسه هو بمثابة نظامها الداخلي. ومن خلال مسيرة جامعة الدول العربية الطويلة (أكثر من ستة عقود) لم يراهن أنها قادرة على القيام بدورها الذي حدده ميثاقها، ورغم دعوات الإصلاح المتعاقبة، فقد بقيت جامعة الدول العربية بعيدة عن تحقيق طموحات الشعب العربي، ويرى المراقبون أن رؤى الإصلاح تفتقد عموماً إلى الجدية والرؤية الشاملة لمواضيع الخلل، إن دور الجامعة العربية يفتقد إلى عدم قدرته وقصوره الواضح في توحيد الصف العربي ولم شمل العرب وبناء العمل العربي المشترك، ما يحفز الشعب العربي وقواه الوطنية والقومية الصادقة إلى البحث عن صيغ لتفعيل العمل العربي المشترك ودرء التحديات والمخاطر الجدية التي تحيق بالأمة العربية من محيطها إلى خليجها. |
|
