تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معرض الشارقة للكتاب بدورته الثلاثين.. الرواية والكتب المترجمة الأكثر تداولاً.. وأنشطة تعيد الروح للكتاب.!!

الشارقة
ثقافة
الخميس 24-11-2011
سعاد زاهر

وأنت تنتقل بين أجنحته من مكان الى آخر...محاطا بكل هذا الكم الهائل من الكتب المنتمية لمحاور ثقافية وفكرية شتى...

ليس مجرد احتفاء اعتيادي ما نعيشه أثناء معارض الكتب..بل هو تذكيرنا بكل ما ينقصنا من المعارف حين نفتقد الوقت الكافي لقراءة أكبر قدر ممكن من تلك الكتب التي لايمكن لأي وسيلة مهما كانت عصرية أن تنافسها...‏‏

‏‏

انواع مختلفة من الكتب تتموضع بعزة على الرفوف التي تعيش تنافسا كبيرا خلال المعرض،كتب بحد ذاتها يتم البحث عنها من قبل زائرين رغم أنهم قد لايكونوا متمرسين في الشأن الثقافي الا أنهم يبحثون عن حالة ثقافية مختلفة..يعطيهم اياها الكتاب المبدع..لكن ما إن تنطفئ أضواء المعرض حتى يعود الى ظلمة الرفوف قانعا،وربما مهزوما...‏‏

معرض الشارقة للكتاب بدورته الثلاثين والتي افتتحت في السادس عشر من الشهر الحالي ويستمر حتى السادس والعشرين منه،حاول أن يحتفي بالكتاب وفقا لطريقته الخاصة فقد ارتفعت المشاركات في هذه الدورة إلى 900 دار، كما بلغت العناوين 260 ألف عنوان. وأوضح مدير المعرض أحمد بن ركاض العامري أن اللجنة المنظمة للمعرض أعدت عددًا من الفعاليات التي تتجاوز في مجملها 300 نشاط...‏‏

زوار معرض الشارقة بدورته الثلاثين لايبحثون فقط،عن نوع محدد من الكتب اذ نجد تباينا في اهتماماتهم فتارة ترى الرواية خاصة المترجمة هي الهدف الابرز،و تارة أخرى الدراسات النقدية...‏‏

الى ان تأتي العطل حينها يبرز الحضور العائلي باهتمامات خاصة،حيث نرى توافدا كبيرا على قاعات وعلى فعاليات برامج الطهي والمقاهي الثقافية، وينسحب الأمر نفسه أيضا على مناسبات توقيع الكتب التي شهدت زحاما غير عادي.‏‏

أنشطة وفعاليات...تجاري الآني‏‏

من أهم الفعاليات التي أقيمت على هامش المعرض ندوة لأربع روائيات هن: أميمة الخميس، والدكتورة أهداف السويف من مصر، وكيت موس، وشين ران، وشوبهاي دي، وأدارتها منية الرباط، وتطرقت الخميس الى قضايا عدة، تتعلق بتجربتها الروائية الشخصية، بشكل خاص، والتجربة النسوية بشكل عام.‏‏

بينما قالت كيت موس: «أنا وضعت المرأة في موقع القيادة، فتكون قائدة بحق، وناشطة، وتسير نحو الصفوف الأولى وتلعب دورها التحريضي، ولا تقود العالم من وراء أي شيء، بل تتصرف على نحو مباشر، تتفاعل مع العالم، على أكمل وجه».‏‏

‏‏

وقالت أهداف سويف «أكتب أدب الخيال بالانجليزية، والأدب الواقعي بالعربية»، ثم راحت تتحدث عن عمل روائي لها تحت الطبع «سينشر في يناير» ثم قرأت مقطعاً من روايتها باللغة الانجليزية،..‏‏

وقالت شوبهاي دي: «أود أن أقتبس من شعراء الهنود، عبر ما نحن بصدده»، ثم نظرت إلى علاقة المرأة بالكتابة، وهي تتقد عاطفة، وحساسية، وشفافية، وتحدثت عن علاقة بيئتها بالديمقراطية، وكيف أنها تمردت على ما رسم لها من آفاق ارستقراطية، وسردت موقف أحد الناشرين من إحدى رواياتها عندما قال لها: طباعة أدب المرأة خاسر، ومع ذلك سأغامر بطباعة روايتك، من دون أن يعرف بأن هذا الكتاب سيحقق رقماً عالياً في مجال المبيعات...‏‏

نشاط آخر أقيم على هامش المعرض احتفى بالأديب بهاء طاهر من خلال حوار مفتوح،أداره الناقد شعبان يوسف الذي تحدث عن بداية الرحلة الإبداعية لطاهر منذ أول قصة قصيرة كتبها في مجلة الكاتب ساردا على الحضور المقدمة التي كتبها يوسف إدريس، لهذه القصة مشيداً بها، وأكد دخول طاهر إلى قصر القصة المسحور ووصوله إلى مرتبة الفن، مشيرًا إلى أن طاهر مهموم بالعدالة الاجتماعية و«لذلك فالبطل في أغلب كتاباته دائم البحث عن هذه العدالة»...‏‏

وحول دور بهاء طاهر في الحياة الثقافية في مصر قال الكاتب منير عامر: إن طاهر أسس قصوراً ثقافية في مصر لا تقل عن القصور والبيوت الثقافية التي أسسها مارلو في فرنسا.‏‏

وعن «حب في المنفى» قال عامر: إن هذه الرواية تصف لحظة الصدمة غير العادية التي تعرض لها طاهر في الغربة ووقوعه بين أسنان الغرب المتوحش، ورغم ذلك لم ينجح هذا الغرب في أن يسلبه أي شيء، لافتاً إلى أن التناقض الذي يلمحه في حياة طاهر يتمثل في عشقه للنيل والصحراء، ندوة « اقلام على الرواية العربية»، شارك بها الكاتب خالد البري من مصر، والكاتبة د. فريدة النقاش من مصر، ود.فاتن المر من لبنان.‏‏

وتحدثت د.فريدة النقاش عن تجربتها الصحافية، مؤكدة أنها بعد أربعين سنة من العمل الصحفي ترى أن قضية الحرية والتعبير ومساحته أهم قضية بالنسبة للصحفي على الأقل...‏‏

وأشارت د.فاتن المر صاحبة رواية «الخطايا الشائعة» إلى أنها استنبطت فكرتها من الواقع وكيف أن الأخطاء التي تتسلل إلى لغتنا العربية تعاد وتكرر إلى أن نصبح لا نشعر بها، وحتى أننا نتعود عليها لدرجة أنها تصبح طبيعية وصحيحة، والرواية تدور حول 3 محاور، الأول حول المقاومة، والثاني حول الذين قاموا بتلك المقاومة، والثالث حول نظرة الغرب لما يقوم به الشرق من مقاومة، وفي أحداث القصة تتغير فكرة فتاة غربية عن الشرق بعد أن تزوره، وتتغير حتى المفاهيم التي تربت ونشأت عليها، فمثلا الغرب يطلق على العمليات الاستشهادية اسم «عمليات انتحارية»، وتستمر القصة إلى أن تستشهد هذه الفتاة وهي تدافع عن المقاومة والشرق.‏‏

أما مؤلف رواية «رقصة شرقية» خالد البري، فتكلم عن روايته المثيرة للجدل والغريبة نوعا ما، وأشار «البري» إلى أنه استخدم ضمير الغائب في روايته ليخلق راوي متحدث جديد بين المعرفة الذاتية المحدودة والمطلقة، إضافة إلى أنه يميل إلى استخدام الراوي العليم، وهو الذي يخلط بين المطلق مع الذاتي، وأشار إلى أنه عندما كتب الرواية اعتقد انها ستكون مجهود محمود، وأمضى سنة كاملة في كتابتها لمجرد تغيير الضمير، ولكنه واجه نقدا بين الخلط الذاتي والمطلق.‏‏

بين الكتاب الورقي والالكتروني‏‏

من الندوات الحوارية المهمة أيضا ندوة حوارية حول الإبداع بين الورقي وسطوة الإلكتروني،، تحدث فيها الناقد والمترجم العراقي، الدكتور فاضل ثامر، رئيس اتحاد الكتاب والأدباء في العراق، والكاتب والشاعر المصري، الدكتور عادل معاطي، رئيس قطاع القنوات الإقليمية في مصر، والباحث السوري، الدكتور ابراهيم الجرادي، عضو اتحاد الكتاب في سوريا.‏‏

وفي مداخلة له قال الدكتور فاضل ثامر، إن «التطورات في ظل الانترنت أحدثت تأثيرات كبيرة على مستوى العالم، وأصبحت التقنيات الحديثة وعصر الانترنت حاجات ملحة في الإبداع».‏‏

وأضاف: «الإبداع مطلق، سواء كان من خلال الورقي أو من خلال التقنيات الحديثة والانترنت والإلكتروني، مايعني أن الإبداع وارد في شتى المجالات والألوان والطرق، والفرق يكمن في وسائط نقل الإبداع والإشكالات الناجمة عن الوسائط». وأشار إلى أن «الجيل الجديد لا يميل في تقديري إلى الكتابة والقراءة الورقية، بل إلى القراءة والكتابة من خلال الانترنت». وتطرق إلى مدى منافسة الإلكتروني للورقي ومدى خطورته، وما هي إمكانيات تطوير الكتابة الورقية، وهل هناك إمكانية للمزاوجة بينهما، فيما يشبه الكتابة التفاعلية، ولا بد من الاستفادة من التقنيات الحديثة والإنترنت والإلكتروني، وهناك أمثلة على ذلك مثل كتب الأطفال الجديدة التي أعطت مساحة أكبر للصورة وتضمنت أقراصا مدمجة.‏‏

وبدوره، قال الدكتور عادل معاطي في مداخلته، إن «إشكالية الورقي والإلكتروني موضوع بديهي»، وأضاف: «الجيل الجديد علاقته متينة وقوية مع الكمبيوتر والإلكتروني، وهو أمر يستدعي البحث والنقاش، خصوصاً محاولة الإجابة على بعض الأسئلة مثل: هل تسحب التكنولوجيا والإلكتروني البساط من تحت الكتاب الورقي، وهل نشهد تغييراً مثلاً في بيت الشعر الشهير خير جليس في الزمان كتاب، إلى خير جليس في الزمان حاسوب مثلاً». وقال: «أخشى أن يأتي يوم يكون فيه معرض الشارقة ليس أكثر من غرفة واحدة مليئة بالأقراص المدمجة ودور النشر التي تنشر كتبها إلكترونياً، لكن مع ذلك يبقى للكتاب الورقي سحره وخصوصيته». وأضاف: «الكتاب الورقي يحدث نوعاً من الحوار مع القارئ، أما الإلكتروني والتكنولوجيا فقد أضعف العواطف بين الناس». وبدوره، قال الدكتور إبراهيم الجرادي في مداخلة له، «نحن من جيل ما قبل سيطرة الإنترنت وننتمي إلى جيل الكتابة الورقية»، مشيراً إلى أن «الإلكتروني اختصار للزمان والمكان وتجاوز للرقيب»، ولفت إلى أن «الإبداع يرتبط بالقصة والرواية والمسرح والشعر وما شابه من أجناس ادبية أخرى». مشيراً إلى أن «الإبداع الورقي ما زال مسيطراً على الإبداع الإلكتروني، والدليل على ذلك أن أكثر الشعراء انتشاراً حتى الآن هم الورقيون مثل محمود درويش، وكذلك هو الحال مع الرواية الورقية وبقية الأجناس الأدبية، أي أن الجيل الذي جاء قبل سطوة الإلكتروني والانترنت ما زال هو السائد، وقد يكون ذلك بحكم العادة». وتابع: «يبقى التساؤل الأساسي وهو هل يزحزح الإبداع الإلكتروني الإبداع الورقي، والإجابة نعم ممكن، وقد يحدث هذا مع الجيل الجديد الذي نشأ في ظل الإلكتروني.‏‏

المقاهي الثقافية..حراك ثقافي حيوي‏‏

ما بين الشعر والموضوعات الثقافية عشنا تنوعا مع أنشطة المقاهي الثقافية التي اقامهاالمعرض.‏‏

عوالم المسرح والتراث كان لها حضورمن خلال ندوة أدارها المسرحي السوداني عصام أبو القاسم، وقدمها الدكتور هيثم الخواجة، وتطرق فيها إلى المشروع المسرحي للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، من حيث الدلالات التراثية وإسقاطاتها الواقعية، أمسية اخرى تناولت أهم ملامح‏‏

حقوق الطفل الثقافية من حيث التعليم والتربية والأدب في ظل الاتفاقيات الدولية، قدمها الإعلامي إبراهيم جويعد والدكتور حيدر وقيع الله.‏‏

أما مقهى «جاشنمال» الثقافي فقد تنوعت أمسياته بدلالاتها التربوية والثقافية والتراثية، حيث قدم الباحث أزهر كبة إضاءة معرفية لواقع الفنون الشعبية وأثر التكنلوجيا، في أمسية أدارها الباحث محمد محسن، وتناولت أهم التأثيرات المباشرة وغير المباشرة في توظيف التكنولوجيا في البنية التراثية.‏‏

وفي أمسية أخرى، تطرق الناقد المصري زكريا أحمد إلى رؤية الشارقة الثقافية في ورقة بعنوان ثقافتنا والآخر، الشارقة نموذجاً وأدار الأمسية القاص المصري رضا عفيفي.‏‏

أعقبتها أمسية تناولت «مشروع اقرأ في فلسطين» قدمها سليمان مليحت تحدث فيها حول مفردات المشروع الانسانية والتربوية في برنامج الطفولة المبكرة، وأدار الأمسية القاص والمسرحي الإماراتي محسن سليمان‏‏

أما مقهى ركن الاتصالات الثقافي فقد شهد عدداً من الجلسات الشعرية وألقى في واحدة منها الشاعر الإماراتي عبدالله الهدية عددا من القصائد، وأدارها الشاعر الإماراتي طلال سالم، ومن قصائد الهدية «الباحث عن إرم، روح الإمارات، أوتار المشرق»، وتنوعت فيها الدلالات الشعرية والإنسانية في عوالم الوطن والحب والحياة.‏‏

soadzz@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية