|
معاً على الطريق العالم أصبح بحجم البطيخة ماضياً ليصبح بحجم حبة الخردل تلك المتناهية بالصغر التي إذا دخلت فم الصائم أفطرته وإذا كان العالم بحجم البطيخة فإن وطننا العربي بحجم العجورة بمشرقه ومغربه ووسطه مصر التي أولعت النار فيها ثم خمدت ثم أولعت من جديد وثار أوارها، والسودان الذي يتمزق على السمع والبصر. تلقي نظرة على الأوضاع العربية تجد أنك متشائل على رأي الكاتب الفلسطيني إميل حبيبي ويصعب عليك أن تتشاءم فتبحث عن بصيص أمل وإذا بك تلج البطيخة في باريس مبنى فونتوا التقليدي الفخم مقر اليونيسكو (UNISCO) منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية والإنسانية والاتصال والمعلومات التي أنشئت عام 1946 ومن أهدافها:- التعليم مدى الحياة للجميع- تعزيز التنوع الثقافي - تسخير الثقافات الاجتماعية والأخلاقية لصالح التنمية المستدامة- الحوار بين الثقافات- تأكيد دور المرأة في المجتمع. بعد أن ظفرت فلسطين بتبادل الأسرى تحصل على عضوية كاملة في اليونيسكو، بأغلبية واضحة لكن أميركا التي لم تستطع إطفاء ذلك القبس بالفيتو تتوقف عن تمويل اليونيسكو و«إسرائيل» تقوم قيامتها بحمى بناء المستوطنات وقطع المياه عن الفلسطينيين وإطلاق النار العشوائي والقضاء على المعالم العربية في القدس حتى أوشكت أن تمد يدها إلى المسجد الأقصى الذي أحرقته يوماً فهاجمتها ببعض وسائل الإعلام العربية وتطلب إقامة حوار تسويفي فتبدو عضوية فلسطين باليونيسكو كمن يرتدي ثياباً مهلهلة ويضع ربطة عنق فاخرة وغزة لاتزال محاصرة و«إسرائيل» مازالت تصد عنها بواخر المعونات. هذه هي أميركا أقامت «إسرائيل» ولاتزال ترعاها لاحباً بها ولكن لأنها وضعتها مخفراً أمامياً كما قال الكاتب اليهودي الإنكليزي (إسحق دويتشر) الذي أطلق على انتصارها في حزيران عام 1967 (نصر أسوأ من هزيمة) وليس مهماً أن يكون أوباما أو روزفلت رئيساً لأميركا، لكن الأهم حماية «إسرائيل» ، وذاك الحوار العاطفي اللافت بين أوباما ونتنياهو بالكونغرس الذي صفقوا له وقوفاً. وتبرز اتهامات إيران باغتيال السفير السعودي في واشنطن فيتبادر إلى الذهن أنها زوبعة في فنجان لكنها أخذت تثير اللغط والاحتمالات على الوسائل الإعلامية وعندما يدقق المرء في الأزمات الاقتصادية التي بدأت تلوي أعناق أميركا وأوروبا، وعندما يبرز التهويش الإسرائيلي بتهديد إيران بقصفها للقضاء على مشروعها النووي السلمي الذي يصرون أنه لتصنيع قنابل هيدروجينية - وكأن «إسرائيل» لا تملك أكثر من (50) قنبلة هيدروجينية- عندئذ تبرز غاية أميركا في اتجاهين: الأول - صرف أنظار الشعوب الأوروبية والأميركية عما تعانيه من حالات تقشف ومن ضرورة تسريح العاملين، وانتشار الكساد والبطالة. والثاني: تخويف دول الخليج بغاية ابتزازها ومساهمتها بفعالية وأريحية على إنقاذ البنوك الأميركية والأوروبية المفلسة أو الموشكة على الإفلاس. |
|