تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التحالفات الشيطانية

البقعة الساخنة
السبت 26-11-2011
علي نصر الله

بعد الاعلان الاميركي عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة حصلت تحولات في نمط التفكير الاميركي والغربي ، وكان واضحا ان ثمة تفاهمات حصلت مع اطراف عربية واسلامية بالمنطقة لاستيعاب التنظيمات الاسلامية المتطرفة التي لم يكن الاسلام يعنيها في شيء وانما البحث عن السلطة يمثل الغاية الاساسية لها .

صحيح انه لم يظهر الى العلن ولم يجر تسريب أي وثائق تؤشر الى هذه التفاهمات ، غير ان الوقائع على الارض لا تترك مجالا للشك بأن تحالفا جديدا نشأ بين اطراف عربية واسلامية محددة بعينها ومعروفة بولائها وتبعيتها لاميركا _ بل هي ادوات طيعة بيد واشنطن منذ زمن _ وبين هذه التنظيمات الاسلامية المتطرفة من جهة وبين اميركا والغرب من الجهة الاخرى .‏

وللدلالة على صحة ذلك يكفي اجراء مراجعة لما حصل في تونس وليبيا ومصر واليمن وما يجري من احداث في وطننا سورية ، ويكفي مراقبة اداء دول الخليج وتركيا ليتأكد ان ثمة تحولات جرت وتجري، وان ثمة مخططات وضعت ويجري تنفيذها خدمة لاميركا واسرائيل .‏

الغريب في الامر انه اذا كانت بعض دول الخليج تحتضن الفكر السلفي التكفيري وتمول ممارساته الارهابية من افغانستان الى العراق تحت مسمى الجهاد، فما الذي يدفع جامعة الدول العربية وهي مؤسسة جامعة للعمل العربي المشترك_ يفترض انها قامت على اسس قومية _ ما الذي يدفعها لتسير عكس الاتجاه ولتستعدي الشعب العربي بالتنكر لفكره ومشاعره القومية ؟؟.‏

واذا كانت تركيا تمثل تيار الاخوان المسلمين في المنطقة وتسعى لتعميم تجربتها في الدول العربية بحثا عن زعامة عربية واسلامية ، فما الذي يبرر لجامعة الدول العربية التنسيق المباشر معها ومع اطراف منخرطة علنا ودون استحياء في حملات العداء والاستعداء ضد العرب وفي المقدمة سورية ؟؟.‏

واضح ان هناك ثمة تفاهمات حصلت ، وان ثمة تحالفات شيطانية قامت يتم بموجبها بيع السيادة للاميركي ويجري بموجبها المحافظة على ثوابت العلاقة مع اسرائيل واميركا, والا فما معنى ان تدعى تركيا لاجتماعات الجامعة في الرباط, ومامعنى ان يجري التنسيق معها ساعة بساعة سواء فيما يخص سورية او فيما خص ليبيا خلال الشهور السابقة؟.‏

وقد يكون الاكثر وضوحا ما حصل في تونس وليبيا حيث جرى تأسيس أحزاب اخوانية على عجل تحظى بالدعم والتمويل, ومايجري في مصر غير بعيد عن هذا الاتجاه حيث ينتشر الفكر السلفي بقوة انفاق الاموال, على ان الدعوات الاميركية للارهابيين في سورية لعدم القاء السلاح ولرفض الحوار تبقى الاشد وضوحا ووقاحة وتنطوي على مستويات من التحريض والاستفزاز لم يسبقها اليها احد.‏

هي تحالفات شيطانية قامت, وان نجحت هناك فان السوريين سيسقطونها بوعيهم الوطني الرفيع, وسواء انتهى الامر بالعقوبات الغربية ام امتد الى عقوبات الاعراب والعثمانيين الجدد لن يسمح السوريون للتطرف ان يعبث بامنهم واستقرارهم او ان ينال من دور وطنهم الرائد عربيا واقليميا ودوليا.‏

ali.na_66@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية