تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هدهــــــدة الأحــــــــلام....

مجتــمـــــع
السبت 26-11-2011
سوسن صالح عيسى

- كيف يمكنك ان تكون سورياً ولا تغتسل بعطرها وتتنشق بنور صباحها؟

- كيف تكون سورياً ولا ترتشف فجرها في كؤوس من اثير... ولا تفترش ارضها الطيبة؟‏

- كلما اردت ذلك... كيف تكون سوري الانتماء والحب ان لم تشرع نوافذك؟ للصبح يتنفس فيها فتمتلئ روحك سكينة وطهراً؟..‏

- كيف تكون سورياً ولا تخجل من دمع الامهات تذرفنه بجميل الصبر على أبناء خرجوا الى الحياة فعادت بهم الحياة اجساداً ساكنة الى احضان امهاتهم لتتجرع بهم الحسرة واللوعة ما بقي من العمر... كيف تكون سورياً ولا تلعن ارواح العابثين بحياة هؤلاء الابرياء... بسلال القمح والزيتون واشجار السرو والصنوبر في حناياها.‏

- كيف تكون سورياً ولا تنتشي لضحكات الاطفال اذا غردت على مسامعك؟‏

- كيف تكون سورياً ولم تتذوق طعم الحب في ازقة دمشق القديمة يفوح من حجارتها عبق الماضي ويغزل بياض الياسمين فيها حكاية طوق الياسمين؟‏

- أتكون سورياً ولا يشرق وجهك بابتسامة للضيف القادم من كل الاصقاع يحمل امتعة التعب وعناء الايام؟... كيف تكون سورياً ولا تمد الاخاء والحب لمن يحمل معك هوية (عربي سوري) كيف تكون سورياً ولا ترنو باجلال الى العلم السوري يعانق خيوط الشمس في كل ربوع سورية الحبيبة.‏

- كيف تكون سورياً ان لم تنفض جناحيك المثقلين بحبات الندى وتغرد حراً طليقاً في بلد عاش آلاف السنين حراً؟... كيف تكون سورياً ولا تقاتل بمخالب النسور وانياب الوحوش لتحمي حسناءك عندما يستدعي الأمر.‏

- كيف تكون سورياً ولا تنزل الى الساحات لتقول كلمتك وانت تحمل الوطن وسيد الوطن في عينيك؟...‏

- الم تكن دمشق هي المعشوقة التي سكنت عمر الشاعر نزار قباني فراح يغني لها ابدا:‏

اتراها تحبني ميسون ام توهمت والنساء ظنون؟‏

يا بنة العم والهوى اموي فكيف اخفي الهوى وكيف اوبين.‏

الم تكن دمشق هي الحبيبة الحلم التي عشق وجهها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري حين قال:‏

وسرت قصدك لا كالمشتهي بلداً ولكن كمن يشتهي وجه من عشقا‏

دمشق عشتك ريعاناً وخافقة ولمة والعيون السود والحدقا‏

هي سورية عشت فيها احلام الطفولة والصبا... هي سورية حورية البحر.‏

ولم ازل اغفو على صوت رنين اساورها تحكي لي كل ليلة اسرار العشق الابدي فيها فأنام على هدهدة الاحلام...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية