|
نافذة على حدث حيث لم يميز بين أصحاب دين أو عرق أو لغة أو حضارة..إلخ، بل يستطيع أن يجتاح الجميع إذا تقاعسوا عن مواجهته وتوافرت له الظروف المناسبة للتفشي والانتقال، فهو لا يأبه بالمال أو السياسة أو القوة العسكرية الغاشمة، وخريطته اليوم تغطي معظم قارات العالم، ما جعل معظم الحكومات في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية تدق جرس الإنذار وتتخذ إجراءات احترازية سريعة لمواجهته. ولأنه خطر يهدد الجميع فمن غير الأخلاقي أو الإنساني أن تقف دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية ــ وهي بالمناسبة متهمة بالعديد من التقارير والتسريبات بالتسبب بانتشاره في إطار حربها التجارية مع الصين ــ أن تقف مكتوفة الأيدي عن المساهمة بمواجهة هذه الآفة الخطيرة والقضاء عليها، ولا سيما أنها تمتلك أهم وأحدث المختبرات الطبية والأدوية والعقاقير التي يمكن أن تساهم بالحد من مخاطر الفيروس، وقد كشفت الأيام الماضية أنها غير محصنة ضده، إذ اعترفت بثلاثة آلاف إصابة حتى يوم الأحد بالرغم من محاولات رئيسها نكران الأمر وتسخيف القضية. غير أن الولايات المتحدة ــ والحال كما ذكرنا ــ مصابة بـ (كورونا) السياسة ولديها (ورم خبيث) عندما يتعلق الأمر بمصالحها وأطماعها التوسعية والعدوانية، وفيما لو ثبتت براءتها من التسبب بانتشاره في الصين وإيران ــ وهي مشهورة بحروبها الجرثومية والبيولوجية ــ فمن الصعب تبرئتها من إلحاق الأذى بالدول التي تسعى لحماية رعاياها من هذا الفيروس الخطير، كونها تحاصر وتفرض عقوبات اقتصادية جائرة وشديدة الوطأة على العديد من الدول المناهضة لسياساتها العدوانية حول العالم وخاصة الصين وإيران وسورية وكوريا الديمقراطية وفنزويلا، ما يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية مضاعفة إزاء مواجهة السياسة الأميركية، لأن من شأن هذه السياسة الخرقاء والعدوانية أن تبيد شعوباً بأكملها، وأن تفشل أي جهود دولية ساعية لمحاصرة هذا الوباء بالنظر إلى سرعة انتشاره، واستمرار واشنطن بسياستها المعادية لشعوب العالم. |
|