|
نافذة على حدث فما تقوم به واشنطن وأنقرة ومن خلفهما المجموعات الإرهابية، خاصة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المدعوم تركياً، يؤكد حقيقة واحدة، حقيقة باتت واضحة وساطعة جداً، وهي أن أطراف الإرهاب، لاسيما الأميركي والتركي، لا يزالون يراهنون على طموحاتهم وأوهامهم للعبث بالواقع المرتسم في الميدان، أو على الأقل لتثبيته من أجل منع الدولة السورية من التقدم نحوالتحرير واجتثاث الإرهاب. كل محاولات معسكر العدوان خلال سنوات الحرب الماضية لامتلاك زمام المبادرة والسيطرة على الأرض لفرض أجنداتهم وشروطهم ومشاريعهم الاحتلالية والإخوانية والتقسيمية، باءت بالفشل، وهذه حقيقة على تلك الأطراف ليس فهمهما وإدراكها فحسب، بل الخضوع لها والتسليم بتداعياتها ومآلاتها, فالمضي في خيارات الرهان على الإرهاب لاقتناص إنجازات ومكاسب وهمية تستطيع أن تغير الواقع المرتسم بدماء الشهداء وتضحيات وبطولات رجالات الجيش العربي السوري، هو أمر في منتهى السذاجة والسريالية المفرطة، لأن تلك الخيارات أضحت ساقطة سلفاً، فالرهان على الإرهاب هو رهان على الوهم، وهو رهان ضد حقائق التاريخ والحاضر والجغرافيا والمستقبل. الرسالة الأهم التي يتوجب على منظومة الإرهاب بشكل عام فهمها جيداً، هي أن الواقع بحوامله وقواعده الراسخة بعيداً في عمق المشهد، لم يعد أقوى من كل محاولات استهدافه والعبث به فحسب، بل بات أكبر من كل المشاريع والأوهام التي لا تزال تعشش في مخيلة أطراف تلك المنظومة التي بات التصدع والانهيار يلف أركانها، خاصة الأميركي والنظام التركي الذي لا يزال يلهث وراء إنجاز ميداني وسياسي يعيد من خلاله تخندقه الإخواني وتموضعه الإقليمي والدولي، بما يمكنه من خلق مساحات جديدة للمناورة والخداع والابتزاز. |
|