|
شؤون سياسية فسيكون المشهد أكثر وضوحاً في معرفة المستفيدين (السعداء) بما وقع من قتل وجرح لمئات المصريين الغلابة ، الشرفاء ، الذين تصادف أنه ليس بينهم (ناشط سياسي واحد) أو رئيس حزب أو جماعة إسلامية أخوانية أو سلفية واحد ، القتلى والجرحى ، فقط من الشعب الغلبان، أما قادة هذه الجماعات فلقد هربت بعد توريط الشعب الغلبان في جمعة قندهار الثانية لهدف في نفس (يعقوب) القطري والأميركي !! ثم ظهرت قيادات هذه الجماعات فقط أمام شاشات الفضائيات ، وكأننا أمام (فيلم) صنع بدماء المصريين تبثه قناة الجزيرة التي تديرها الـ C.I.A , وأخواتها من الفضائيات العربية والمصرية . لقد كنت شاهد عيان خلال مشاركة متواضعة مني بالتواجد في قلب ميدان التحرير خلال الأيام الثلاثة الماضية ، لم أجد في الميدان سوى فريقين الشعب ونظام مبارك : الأول شعب مشتت لا قيادة له ، لديه نبل في المقاصد ، وإن أخطأ الوسيلة ، وفريق أمني وسياسي آخر لا يزال يقوده(حسني مبارك) من داخل المستشفى (خمسة نجوم) وإن كان على رأسه منصور العيسوي وشرف وطنطاوي ، يديرونه بنفس العقلية وبذات الأساليب القمعية ، الأمر الذي دفعني إلى الصياح وسط المعارف والأبناء والشباب الغلبان في قلب الميدان (يا فرحة المخلوع فينا... يا فرحة مبارك في ضياع الهدف الأسمى لتحركات الشعب ، هدف الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال ، ويا خيبة القوي الثورية التي لا تعرف ماذا تريد بالضبط في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الثورة وتاريخ المنطقة).لقد صرخت ، ولا أزال أصرخ ، عل أحداً من العقلاء يسمعني ، ولكن يبدو أنك لم تعد تسمع أحداً لأن الجميع في عقلهم وضميرهم عطب . على أي حال دعونا نؤكد الآتي: أولاً : سيذهب عصام شرف بحكومته العاجزة ، بعد تقديم استقالته ، ولكن هل سيكون من يليه أكثر قدرة على إدارة المرحلة والخروج بالثورة إلى بر الأمان أم أنه سيفشل تماماً مثلما فشل سلفه الذي أتى به الثوار من قلب الميدان ؟ في ظني - وارجو أن أكون خاطئاً - أن من سيأتي سيفشل، وذلك لأننا نختار القيادات على أسس عاطفية ، وبلا دراسة وفهم ، وخاصة من قبل من يسمون أنفسهم بثوار التحرير، حيث يستطيع واحد مثلاً فهلوي مثل(عمرو حمزاوي) أو(عمرو موسى)أو (سعد الدين إبراهيم) ممن يعملون مع مؤسسات أميركية وغربية مشبوهة ومعادية لأبسط قيم الثورة والتحرر ، أن يضحك على ذقون (ثوار التحرير) فيقنعونهم وأنهم ثوار، وهم - وغيرهم من الـ 600 منظمة التي تعمل مع السفارة الأميركية أو 35 مؤسسة وجماعة التي تعمل مع متطرفي في الخليج سيقنعون (ثوار التحرير) أنهم مثلهم ثوار، رغم أنهم من ألد أعداء هذه الثورة الوطنية ، ولكن سذاجة وعاطفية ، بل قل سطحية بعض الثوار جعلتهم يضعون أمثال هؤلاء (المتآمرين ) في طليعة الثورة وهذه مصيبة كبرى تعني أن يظل حسني مبارك يضحك علينا هو وفريقه الذي لا يزال يحكم مصر حتى اليوم ويجعل الثورة تلفظ أنفاسها الأخيرة . ثانياً : في مصر الآن 225 ائتلافاً للثورة و55 حزباً سياسياً، جميعها مختلف مع بعضه البعض ، لأسباب ولمصالح شخصية وليس اختلافاً من أجل الثورة والوطن ، كل هذه القوى تريد التهام (تورتة الثورة ) كاملة ، لوحدها ، لا تريد أن تتقاسمها مع أحد ، هذه الائتلافات والأحزاب هي سبب البلاء والفشل ، فإذا أضفنا إليها غياب الرؤيا الاستراتيجية والقدرة على المبادرة والفعل لدى من يدير البلاد(أقصد المجلس العسكري) فإن هذا معناه مزيد من الفشل في إنجاح الثورة ، ومزيد من تراجع دور مصر الداخلي والقومي، ومزيد من (فرحة صديق أميركا وإسرائيل / حسني مبارك) ومزيد من تكالب الأعداء على جسد مصر ، بعد أن حاصروه باسم الثورة الزائفة في كل من ليبيا وسورية ، ثورة حلف الناتو!! ، والمخرج في ظني كما قلنا بالأمس هو أن يتكرم علينا هؤلاء حميعاً بأن يرفعوا أيديهم عن ثوار التحرير الغلابة الذين يدفعون وحدهم (الدم) ويجني فريق الانتهازيين (الثمار)، ارفعوا أيديكم عن الثورة ، واتركوا للشعب من خلال ممثليه الحقيقيين أن يقول كلمته ، ويختار قادته ، وإذا لم يستمعوا لنصيحتنا ، وأظنهم لن يستمعوا للأسف ، فأحسب أن (الفوضى) ستظل قائمة وأن (الثورة) ستنتهي ، وأن المخلوع سيظل يقهقه سعيداً بهذه الحال المتردية التي وصلنا إليه ، ولا عزاء إلا لشهداء الثورة الصادقين ولا حول ولا قوة إلا بالله!! كاتب ومحلل سياسي مصري E-mail :yafafr@hotmail.com |
|