|
محليات ـ محافظات شكك في عدد الأقنية التي قيل إنها بلغت 360 قناة في خمسينيات القرن الماضي كماألغى تسمية ونسب هذه الأقنية إلى الرومان وأكد أن الفضل في حفر الأقنية يرجع إلى سكان المنطقة لكن الرومان عندما دخلوا المنطقة عملوا على تجديدها وإعادة تأهيلها للاستفادة منها بالشكل الأمثل. وذكر موسى أن الأقنية عرفت ماقبل الألف الثالث قبل الميلاد عبر مخطط هندسي وتدخل عدة اختصاصات علمية اليوم لمعرفة كيفية حفر الأقنية القديمة والإلمام بحقيقة معرفة الأولين لعملهم هذا حيث تدخل الجيولوجيا والجغرافيا والآثار والتاريخ وبعض أنواع الهندسات لكشف كيفية معرفتهم لمكان وجود الماء عبر عصا الرمان ومايسمى اليوم عصا الاستنباط وعلوم الجيولوجيا وغيرها، وعلاقة الأقنية بالتلال الأثرية. وأعطى الباحث رقماً لعدد الأقنية في سلمية التي بلغت سنة 1945م 120 قناة وكانت عبارة عن شبكة مائية معقدة تتجه من الشمال الشرقي أوالجنوب الشرقي نحو الغرب ومن ثم الجنوب الغربي ولم يبق منها اليوم سوى عدة أقنية ظاهرة، أما الأقنية ذات القيمة التاريخية والحضارية التي لوبقيت آثارها لكانت موقعاً سياحياً مهماً فهي قناة العاشق التي يعود تاريخها إلى القرن الأول للميلاد. وهي عبارة عن مهر قدمه أمير سلمية العاشق إلى محبوبته ابنة أمير أفاميا التي كان شعبها يعاني من العطش، وتبدأ القناة من عين الزرقاء غربي سلمية ثم تواصل سيرها باتجاه مدينة أفاميا قاطعة تضاريس غاية في التعقيد لتروي كل القرى والأراضي المارة بها وهي بطول 152 كم وعرض 60 سم وعمق حوالي 1 متر والقناة مغطاة بالأحجار المستطيلة الكبيرة بشكل أصبح مافوقها طريقاً مرصوفاًَ مساوياً لسطح الأرض مايسهل المرور فوقها، وكانت القناة مستثمرة بشكل كبير حيث أقيمت لها عدة جسور وصل عددها إلى 12 جسراً وأثناء جريانها تدير 12 طاحونة وطليت القناة على طولها بمادتي الكلس والقصرمل غير النفوذتين . لكن آثار هذه القناة قد أهلمت وفوقها حتى غارت عن الوجود باستثناء النص الذي اكتشف في رواق الشارع المستقيم الداخل إلى أفاميا والمؤلف من أربعين سطراً ويتضمن معلومات عدة تكشف تاريخ القناة. ولم يكتف الباحث ضياء موسى بإعادة ذكريات قناة العاشق إلاأنه طالب بتوثيق الأقنية واستثمارها للسياحة فقط دون إعادة تأهيلها أو تخصيص ميزانيات إصلاحها أو ...أو إنما فقط توثيقها وعدم العبث بها ومحاولة عدم تهميشها وإلغاء التاريخ الذي سجل حضارتها. وبعد أن حل الجفاف في المنطقة وصنفت ضمن منطقة الاستقرار الثانية في المحافظة وجفت معظم الينابيع والآبار إلاأن المجتمع والأرض والزرع يعيشون على أمل عودة الأمطار والخير والأقنية المائية التي حفرت منذ زمن تحولت إلى مكبات للقمامة والرقابة الآثارية مفقودة فإذا افترضنا وفرة في أمطار هذا الشتاء فهل ستنبش هذه الأقنية من القمامة ؟! |
|