|
مجتمع
ولكن وبعد وقوع الأحداث المؤلمة في سورية ظهرت المرأة السورية على حقيقتها وعبرت عن قوة شخصيتها في الميدان حيث أغلقت باب منزلها وخرجت مسرعة إلى الشوارع في الريف والساحات في المدينة وهي تصحب أبناءها خلفها فمنهم من يمسك بيدها ومنهم من تضمه إلى صدرها الحنون غير آبهة بالمتاعب وهي تصرخ لا لقرارات الجامعة العربية الساخرة والظالمة ولا للتدخل الأجنبي الخارجي ببلادنا ونعم لقائد الوطن وأهلاً ومرحباً بالشهادة فنحن جميعاً فداء هذا الوطن الغالي. لقد ربت المرأة السورية أبناءها منذ الصغر على محبة الوطن والوفاء له ولقائده وعلمتهم أن الموت حق والشهادة واجب وطني على كل فرد من أفراد هذا الوطن صغير وكبير وعاجز فرأينا نتائج هذه التربية الصالحة عندما روت دماء شهدائنا الزكية أرض هذا الوطن عندما قرع ناقوس الخطر وسولت النفوس لبعض المندسين الإرهابيين المسلحين بشتى أنواع الأسلحة بقتل أبناء وطنهم الذين طالما جاوروهم وعاشوا معهم ولكن أموال الأجنبي وإغراءه لهم بالسعادة والرفاهية الكاذبة غوتهم وجعلتهم كالسكارى المجانين فقتلوا وحرقوا ودمروا المباني وقطعوا الجثث ولم يأبهوا بمشاعر هؤلاء الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن فامتلأت عيونهن بالدموع التي انهمرت تكراراً على خدودهن وتعشعشت الحسرة في قلوبهن المحبة للوطن فنسين ألم الفقدان وصرخن بأعلى أصواتهن أنهن فداء للوطن ولم نشهد منهن إلا الزغاريد والهتافات الوطنية. كل منهن عبرت عن مشاعرها بطريقتها فمنهن من قالت: إن شهادة ولدي هي وسام أضعه على صدري أفتخر به طوال حياتي فهكذا ربيته ولن أقبل بغير هذا وكل أبنائي فداء للقائد والوطن ومنهن من عبرت عن ألم الفراق بدموع انهمرت رقراقة على خديها الجميلتين وهي تقول لقد ربيته ليكون شهيداً عندما يحتاجه الوطن فهذا واجبه تجاه وطنه الذي قدم له الغالي والرخيص علمه وأطعمه وحماه والآن جاء دوره ليفي وطنه ولوجزءاً صغيراً من الدين الذي أعطاه إياه. ولم تقتصر القضية عند الأم بل شملت السيدة التي ترملت وهي في مقتبل العمر ولكن حالها حال الكثيرات في سورية وهن فقدن أزواجهن في الحرب والأحداث ولكن هذا لم يضعفها بل زادها قوةً وإيماناً بالوطن فكانت الزوجة تقول عند سماعها خبر استشهاد زوجها إنه فداء للوطن وهذا فخر واعتزاز لي ولأولادي الصغار الذين سأربيهم على حب الوطن وسيكبرون وهم معتزون بشهادة والدهم الذي ضحى بحياته حتى يبقى الوطن مرفوع الرأس وإن هذه الكلمة ستنصرهم أينما تحركوا في أرجاء هذا الوطن فمليون كلمة استشهد فداء للوطن لا تقال كلمة واحدة بأنه خائن للوطن وكلنا سنقدم أرواحنا رخيصة إذا احتاج لها الوطن. وقد عبرت بعض النسوة في سورية عن مشاعرهن أيضاً بالخروج إلى الساحات والصراخ أمام عدسات الكاميرات التلفزيونية التي حاول البعض منها أن تضع الغشاوة على عينيها حتى لا ترى هذه المشاهد التي ستفشل مخططها الخبيث تجاه سورية وقلن جميعاً إذا أردتم حرباً فنحن جاهزون أطفالاً وكباراً أو نساءً وشباباً سنحاربك يا أميركا وسنرتدي البزات العسكرية التي يرتديها جيشنا القوي حماه الله ولتموتي غيظاً أيتها الجامعة العربية فلن نكون إلا مع وطننا وقائدنا ولن نقبل الأجنبي بنا وعبرن عن هذا بالكلام واللافتات التي نددت بقرارات الجامعة وقلن لن نقبل جميعاً الذل والإهانة ولن نقبل الظلم، فالمؤامرة مكشوفة ونحن لسنا ليبيا نحن دولة المقاومة ودولة العز والفخر ولن نقبل يوماً أن تنتهك حقوقنا وأعراضنا أو تسلب أراضينا فإما سورية والرئيس بشار وإما لا ونحن نثق بقائدنا وجيشنا ووطننا الذي لم يخذلنا يوماً. فلماذا لا تعي يا قنوات الكذب والتلفيق هذا الكلام ولماذا لا تعيرينا أذنك ولو قليلاً بينما تبثين أربعاً وعشرين ساعة أخباراً ملفقة وتقارير مضللة عن شعبنا وبلدنا. فمهما قتلت يا أميركا ومهما فعلت وهددت يا تركيا وياجامعة عربية لن نضعف ولن نصل إلى ما يريدون لأننا شعب قوي وصلب لا يكسر فجميعنا إخوة نخاف الله وقد تعاهدنا على محبة الوطن وعدم التهاون والانحناء أمام أي أجنبي مهما قدم لنا فنحن نعلم أن الدفء والحنان لا نجده إلا في وطننا ونحن متمسكون بثوابتنا القومية وعروبتنا إلى الأبد. |
|