تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لماذا لايصاب «النقـّار» بالصداع؟!

علوم وبيئة
الثلاثاء 29-11-2011
أثبتت الدراسات أن طائر نقار الخشب يدق في الأشجار مسافة قد تصل إلى سبعة أمتار في الثانية الواحدة، ويشبه ذلك قيام إنسان بضرب رأسه في حائط بسرعة 25 كيلومتراً في الساعة،

وهذا ما يفعله هذا الطائر نحو 20 مرة في الثانية في بعض الأحيان؛ أي ما يساوي 12 ألف نقرة في اليوم.‏

وكان ذلك العمل يستوجب أن يصاب هذا الطائر بتصدع في الجمجمة أو أن يسقط من على الشجرة، غير أن شبكة معقدة من الآليات تحول دون حدوث ذلك حسبما أشار علماء من الصين وهونغ كونغ.‏

ورصد الباحثون طائر نقار الخشب الملون بكاميرات حساسة وكذلك سجلوا قوة النقر بحساسات دقيقة.‏

وتوصل الباحثون من خلال هذه النماذج إلى أن طائر نقار الخشب يحمي نفسه من صدمات النقر بالاعتماد على مناطق إسفنجية مسامية في عظام الجمجمة والتي توجد بشكل خاص في منطقة الجبهة وفي مؤخرة الرأس. كما اكتشف الباحثون عاملاً آخر يساعد في امتصاص الضربات الناتجة عن النقر وهو أن الأنسجة الخارجية للجزء الأعلى من المنقار أطول بنحو ميلليمتر واحد فاصلة ستة أجزاء من الميلليمتر عن الجزء الأسفل منه ما يجعل الجزئين لا يجتمعان معا في نقرة واحدة ولكن بفارق ضئيل للغاية ويؤدي إلى توزيع صدمة النقر عليهما ويخفض من قوتها.‏

كما تبين من خلال البيانات التي جمعها الباحثون أن مؤخرة اللسان غير العادية لدى نقار الخشب طويلة بشكل يجعلها تعمل وكأنها حزام أمان لرأسه. كما أن عظمة اللسان المرنة والدقيقة التي تمتد من الفك تتوزع بين العينين وتدور خلف الجمجمة وتصل إلى الفك السفلي مرة أخرى إلى الأمام وحتى المنقار.‏

ومع أن الباحثين لم يستطيعوا التثبت مما إذا كان نقار الخشب لايصاب أبدا بالصداع إلا أن المعلومات التي حصلوا عليها خلال دراستهم قد تساعد على تطوير خوذات واقية لرأس الإنسان، كما يقولون. فجزء كبير من الوفيات والإعاقات الدائمة في العالم سببه إصابات الرأس.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية